رسالة اليوم

21/10/2017 - لا تَنْتظر أكثرَ مِنْ ذَلِك!

-

-

"اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. لَبِسَ الْجَلاَلَ. لَبِسَ الرَّبُّ الْقُدْرَةَ. ائتزرَ بِهَا. أَيْضاً تَثَبَّتَتِ الْمَسْكُونَةُ. لاَ تَتَزَعْزَعُ" (سفر المزامير 93: 1).

كانَ كَافياً الجزءُ الأولُ من هَذهِ الآية، بأن نَضعَ ثِقتنا في الرَّبِّ إلى الأبدِ. وعِندمَا قال صَاحبُ المَزمورِ أنه قَدْ مَلَكَ، أعَطانا المعلومةُ التي نَحتاجُ إليها لكي نُؤمنَ بأنَّ الشرَّ الذي يُصيبنَا سَينتهي - سِواء كان مَرضٌ، أزمةٌ ماليةٌ، مَشاكلٌ في الحياةِ الزوجيةِ أو أي تَجربةٍ أخرى. فَباختصارٍ، الرَّبُّ كُلّي القُدرةِ. وهَذهِ المَعلومةُ نَسمعُها أيضاً من فمِ الرَّبِّ يسُوع، وقدْ سجلها مَتى في إنجيلهِ، وهي إعلانٌ عنْ هَذهِ الحَقيقةِ (متى 28: 18). 

تَعني كَلمةُ لبسَ الْجَلاَلَ، أنهُ لا يُوجدُ فيهِ أيّ مَجالٍ للشكِ بِوجودِ خَطأ مَا، أو حِقدٍ أو عَدمُ مَحبةٍ. فالرَّبُّ سُبحانهُ كاملٌ؛ وهو سَيدٌ في كُلِّ الأشياءِ المَعروفة، وأيضاً تِلك التي لمْ تُكتشفُ بعْد. فهو يَسودُ على العَالمُ الرُّوحي والعَالمِ المَادي؛ وجَلالهُ واسمهُ معروفٌ في كُلِّ مَكانٍ. وسَعادتهُ هي تَغييرُ أولئك الذينَ تُسيطر عليهِم الشهوات – أي عَبيدٌ للخطيئةِ - إلى خُدامٍ مُقدسين. ورَاحتهُ هي تَحريرُ المَظلومينَ، وشِفاءُ المَرضى وإعطاءُ الجَميعَ سَلامهُ.

اللهُ قادرٌ على كُلَّ شيء، ولا يَعسرُ عليهِ أمر. اِنهُ كُلي القُدرة وعِندهُ كُلُّ البَركاتِ والأسرارِ. وأيضاً لا يُوجدُ شيءٌ يُمكنُ أن يُعرقلُ عَملَ الآبِ (إشعياء 43: 13). لقد اِنتقلنَا لنُصبح أبناءً لهُ بقبولنَا للخَلاص بالمسيحِ، وغُفرت خَطايانا، وصِرنا أيضاً وَرَثَةُ ٱللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ (رومية 8: 17). ولنَا القُدرةُ على الوصولِ لنفسِ النِعمةِ التي عَمِلت في اِبنهِ الوحيد، ولهذا السَبب لا شيءَ يُمكنُ أن يَفصلنَا عنْ مَحبةِ اللهِ.

أعدَ اللهُ العُدةَ بِنفسهِ، من أجلِ تحقيقِ إرادتهِ الصَالحةَ فِينا. وعَظمتُه جَعلتَ كَاتبَ المزمُورِ يُضاعفُ الإعلانَ بِقولهِ:" لَبِسَ الرَّبُّ الْقُدْرَةَ. ائتزر بِهَا". وهَذا أكثرُ مِما نَحتاجهُ، لأنهُ لا يُوجدُ سَببٌ ولو بَسيطٌ لنُهزم ولو في مَعركةٍ واحدةٍ من مَعاركِنَا ضِدّ قوَّى الشرِّ، والتي نَخوضهَا بمعونةٍ من الرَّبِّ. ولِذلك لا يَجبُ علينا الخَوفُ من الغدِّ أو من أي هُجومٍ شيطاني،  لأننا سَننتصرُ يا إخوتي، على كُلِّ مَا يعترضُ طَريقنَا.

لا يضمنُ الرَّبُّ فقط أنَّ العالمَ المَادي لا يَتغير، ولكِنْ قَوانينَ الطبيعةِ أيضاً، كمَا أن الإنسانَ سوفَ لنْ يستطيعَ تَدميرَ الأرضِ، على الرُغم من كُلِّ القَنابل الذريةَ التي اِختراعها، وغَيرهَا من الأسلحةِ الأُخرى التي لمْ يتمْ تَطويرهَا بعْد. لِذلك، فَليسَ هُناك سَببٌ يَجعلنَا نقلقُ أو نَحزن على مَا نَراهُ من أخبارٍ عَاجلةٍ عن بَعضِ الطاقةِ الذريةِ التي يَمتلكُها بَعضُ المَهووسينَ والدِكتاتوريينَ، الذينَ من المُمكنِ ان يَمسحوا البَشريةَ بِها. فالرَّبُّ يَسُوع قَال: حَتى لوَ اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَن، هَذا الجِيل لا يَزُول. (مرقس 13: 30، 31). ومنْ يُؤمنُ بالرَّبِّ لا يَيأسُ أبداً.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز