رسالة اليوم

12/06/2016 - نصيبي هو الرّب

-

-

نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ. ( مراثي ارميا 24:3)

يعلّمنا الكتاب المقدّس أنّ النّجاح هو أمرٌ حَسَن، لكن التّعاليم الدينيّة هي المسؤولة عن المبادئ الخاطِئة التي تدعَم فكرة "كلّما كنتَ أشدّ فقراً، كلّما كنتَ أقرَب إلى الله" فهذا هُراء! ليس هكذا فقط، بل هذه طريقة تفكير شَيطانية.

والأهمّ من ذلك، أنّ هناك أشخاص يتاجرون بالبركة مع الرّب، ويعتقدون أن المسيحي الذي يساهم بأموالٍ كثيرة في الكنيسة، هو الذي سينال بركة الرّب أكثر. فلديهم ظنّ خاطىء بشأن خدمة الرّب، وكلّ من يصدّقهم، إنّما يفكر بدافع الطّمع، والأسوأ هو اعتقادهم أنّ الإيمان يأتي من خلال الأعمال.

ومع ذلك، تعلّمنا كلِمة الرّب ما علينا فِعله لنصبِح ناجِحين في الحياة (المزامير 8:32)

كمَا رأينا من قبل، قول إرميا النبي نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ. فعِندما نؤمن أنّ الرّبّ القدير هو قِسمتنا، فماذا نحتاج بعد؟ هذا يكفي لنُحقق الإزدهار في الحياة. تقولُ الكلِمة: وَالْمُتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ يُسَمَّنُ. (الأمثال 25:28)

فمَن يكون الرّب نصيبُه لديه ميزات أكثر بكثير من أغنى إنسانٍ على الأرضِ، لأّنه يُصبح مالِكاً لكلّ شيء، فالرّب قادِرٌ على تسديد كلّ احتياج، فهو لن يتوانى عن مساعدة الذين يثقون به.

إن كانَ الرّبّ نصيبنا، فكيفَ يصنع معجزات لصالحنا؟ الجواب على هذا السّؤال بسيط جدّاً، يجب أن نَحيا وفقاً لمشيئته الواضحة لنا بحسب الكتاب المقدّس. فالرّب إلهنا يُسرّ برؤية خدّامه ينجحُون ويزدهِرون.

خلال أيّام العهد القديم، كانَ من يَفعل مشيئة الله يرى يدَه القادِرة تحمِيه وتُعينه. وهذا ما حَصَل مع شعب اسرائيل. كانَ يعيش شعب الله بأمان وسلام فقط عندما كانوا يتّجهون بقلوبهم للرّب القدير، لكن عندما امتنعوا عن ذلك، وجدوا أنفسهم بين يديّ العدوّ. وأخذوا وقتاً حتى أدركوا أنّهم يدفعون ثمناً باهظاً، فتابوا ورجِعوا إلى الرّب (القضاة 16:2-19).

فلَسنا بِحاجة لنضع ثقتنا في وعود العالَم الكاذِبة، أو نستسلم لأحلام اليقظة المؤقتة، ونعتقد أن كلّ مشاكِلنا ستنتهي بقوّة شخص ما أو شيء ما، وسنحصل على الطمأنينة والنّجاح يوماً ما.

عندما نفهَم أنّ الرّب نصيبُنا، سنتوقف عن طلب الأشياء والشّعور باليأس. فكلّ احتياجاتنا وأمنياتنا ستتحقق فقط بالرّب. فأولاده المحبوبين يجب أن يكونوا على يقين أنّه لن ينقصهم شيء طالَما الرّبّ يعمل في حياتهم حتى خلالَ نومهم.

فإن كانَ الله أمينٌ مع أولادِه وهم نِيام، فماذا سيحصل وهم يقظين، ساهرين، مصلّين، ومجاهدين لتحقيق النّصر؟

محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز