رسالة اليوم

17/10/2017 - الخَطيئةُ والثِقَةُ

-

-

"وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحاً عَلَى فِرَاشٍ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ" (متى 9: 2).

أحدُ أسوأ الأشياءِ التي يُمكنُ أن تحدثَ للإنسانِ هي الوُقوعُ في الخَطيئةِ. وعِندمَا يحدثُ ذَلكَ، تنقطعُ العلاقةُ مع الرَّبِّ، ويَبدأ الشَّيطانُ العَملَ في حَياةِ ذَلكَ الشَّخص. والَنتيجةُ، تُصبحُ الأيامُ كَئيبةً، وتَختفي الِثقةُ، ويَتصرفُ الشَخصُ كمَا لو كانَ مُصاباً بِنوعٍ من "الشلل الرُّوحي". ياإخوتي، يَفعلُ الشَّيْطانُ كُلَّ شيءٍ لكي يَقعَ أبناءُ اللهِ في شِباكهِ. على سَبيلِ المِثال، يُمكنُ أن يُجهزَ الشَّيْطانَ أجملَ اِمرأةٍ لأبشعِ رَجُلٍ، وذَلِك ليَقودَ خَادمَ الله للابتعَادِ عن بَيتِ الآبِ، أو يُجهز أجملَ رَجُلٍ  لامرأةٍ مَنبوذةٍ - أو حَتى شَخصٌ من نَفسِ الجِنسِ! 

يُعطي العدوَّ أيضاً فُرصاً للناسِ ليكونوا غيرَ شُرفاء، مُرائين، وأشرار الخ. وباختصارٍ، إنه يَفعلُ كُلَّ شيءٍ ليُبعدهُم عنْ مَحضرِ الرَّبِّ - وكثيرين الحَمقى الذينَ يقعونَ في أكاذيبهِ. ولكِنْ، بَعدَ ذَلِك، يُسيطرُ عليهم الحُزنَ والخَجلَ والكثيرَ من المَشاعرِ التَعيسةَ الأخرى، والتي تَجعلُ حَياتهُم بَائسةٌ.

الآيةُ التي قَرأناهَا الآن، تَتحدثُ عنْ مشلولٍ لهُ العديدُ من الخَطايا. ومَنْ يُخطئ تصبحُ حَياتهُ الرُّوحيةُ مَشلولةٌ، لأن الخَطيئةَ تمنعُ عَملَ الرَّبِّ في حَياتهِ. ففي بداية الامر "يُساعدهُ" الشَّيْطان في الحُصولِ على بَعضِ النَجاحِ، وعندمَا يُصاب برُوحِ المَوت، ويُمارسُ الخَطيئةَ، يَعتقدُ أن الرَّبَّ لا يَهتمُ بِأفعالهِ التي اِرتكبهَا وأنهُ شخصٌ مُبارك. وهَذا مَفهومٌ خَطأ!  

حملَ ذلك الشَخصُ الذي كانَ مَطروحاً على فِراش المَرضِ بلا حَركةٍ، أربعةٌ من أصدقائهِ، مِن الذينَ كانوا يَستمعونَ إلى تَعاليمِ المُعلمِ. وكانَ لديهم إيمانٌ لكي يَحملوهُ ويَضعوهُ أمامَ الرَّبِّ. وهَذا مَا ينبغي أن نَفعلهُ نحنْ مع جَميعِ الذينَ يُعانونَ، لأنهُ عِندمَا يَسمعونَ الأخبارَ السَارة ويُؤمنونَ بِها، ويُغفرَ لهُم، يُمكنهُم أن يَقوموا ويَأخذوا مَكانهُم في المَسيحِ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، مدحهم وقَالَ لِلْمَفْلُوجِ: "مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ". بَالإضافةِ إلى ذَلك قالَ لهُ يَجبُ أن يَثِقَ.

الآن، كُلُّ مُقيدٍ ولديهِ القليلُ من الإرادةِ على النُهوضِ، بِمُجردِ أن يعرفَ أنَّ خَطاياهُ مَغفورةٌ - مما يَعني أنهُ ليْس هُناكَ ما يَفصلهُ عن الله، أو يَمنعُ القُدرةَ الإلهيةَ من العَملِ في حَياتهِ، يَجبُ أن يَثقَ ويَتشددَ ويؤمنَ بأنهُ مُنتصرٌ. فالذي يُغفرُ لهُ الرَّبُّ يصبحُ "سجلهُ نظيفٌ" فهو كَأنهُ لمْ يُخالف أبداً كلمة الرَّبِّ، لأنهُ يَكونُ حُراً تماماً لكي يَفعلَ باسمِ الرَّبِّ يَسُوع، ما قدْ فَعلهُ أي خَادمٍ أمينٍ بالفعلِ.

يا إخوتي، إذا كانَ هُناك شيءٌ قد يَفصلك عنْ الرَّبِّ سُبحانهُ، لمَاذا لا تَعترف بهِ الآن وتَطلبَ الغُفرانَ من الله ؟ يكفي أن تكونَ صادقاً وتَفتحَ قلبكَ لكي تُغفرَ لك خَطاياك، ولا يَكونُ عليك أيّ إدانةٍ بَعْد. فانتهِز هَذهِ الّلحظةَ وأصلِح أمُورَك مع الآبِ!

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز