رسالة اليوم

15/10/2017 - تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ

-

-

 وَلاَ تُشَاكلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ" (رومية 2:12)

يَعتمدُ التَغييرُ الذي طَال اِنتظارهُ، عَلينا ليَتمّ إنجَازهُ، لِذلك، فأولُ شيءٍ يَجبُ القيام بهِ هو أن لا نُشاكِلَ هَذا العالمَ، ونَعتقدُ أنَّ هُناكَ أشياءٌ مَيؤوسٌ مِنهَا، وأننَا ولدْنا معَ مِيولٍ مُعينةٍ، وللأسفِ الشَديدِ، نحنُ ضُعفاءَ. فهَذا ليْسَ صَحيحٌ، فَلا تُوافق على حَقيقةِ أنكَ كَائنُ عَبدٌ للشَّيْطانِ، ولا حَتى لأهواءِ الجَسدِ. ولكِنْ، كُنْ خَادماً لبرِّ الله في كُلِّ حين، وتَغير.

يُمكنُ أن يَكونَ سُقوطُ آدمَ قدْ فَعل أضَراراً كبيرةً في حَياتِكَ، تَختلفُ عن الأضراِر التي رُبما قدْ لحِقت بِحياةِ أشَخاصٍ آخرين. ولكن، اِياك أن تَقبلَ التَفكيرَ في نَفسِك أنكَ حَالةٌ مَيؤوسٌ منهَا؛ واِعمل على تَغييرهَا! فبِاختصارٍ، نَحنُ وكلاءُ التَغيير، لأن الله قدْ وضَعَ في أيدينَا القوَّة على تَغييرِ طُريقِتنَا في العَيشِ. لِذلكَ، كُنْ طَبيعياً لتَستطيعَ تَنفيذَ الارادةِ الإلهيةِ.

تجديد الذِهنِ هو بِدايةُ التَغييرِ، ويَحدثُ عِندمَا نَستمعُ إلى مَا يَقولهُ الرَّبُّ في كَلمتهِ. لأن مَا هو مَكتوبٌ فِيها، لهُ القُدرةُ على إجراءِ التَغييرِ اللازمِ فِينا. لذلكَ، عِندما نَفهمُ ما يَقولهُ الله، فَمنَ المُهمِ أن نَترُك الأفكارَ السَيئة، والتَصرفاتِ الخَطأ، ونَضعُ حداً لأعمالِ إبليسَ الذي يَستعبدنَا. فَعدمِ تنفيذِ الوصيةِ هو خَطأ فَادحٌ. ومن يَحتقرُ الكلمةَ سَيندمُ كثيراً يَوم القِيامةِ، ولكِنْ بَعد فَواتِ الأوانِ.

إرادةُ الله رائعةٌ في كُلِّ شيءٍ، وليْست صَعبةٌ أو مُؤلمةٌ، كمَا يَبدوا في حَياة الصُوفيين والمُتدينين، الذينَ هُم خَارج مَشيئةِ الله، وهَؤلاءِ الناسِ يُسلمونَ أنفسهُم للتَعصُبِ وبَعضِ المُمارساتِ الدِينيةِ، التي لا قيمةَ لهَا عِند الرَّب، فَهي أشياءٌ اخترعهَا أشخاصٌ لا يَخافونَ الله.

فإن الرَّبَّ سُبحانهُ، يُريدنَا أن نَخْتَبِرُ مَا هِيَ إرادته الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. لأنهُ يَعلمُ أننا لنْ نَكونَ نَاجحينَ في الحَياةِ إن لم نُجرب أشياءً كثيرةً مُمتعةً قدْ خَلقهَا لكي نَكونَ سُعداءَ بِها. والشخصُ الذي يَعيشُ القليل من مَشيئةِ الله سُبحانهُ، ليْس لديهِ سِوى بَعضُ الراحةِ فَقط، ولكِنْ الأفضل هو مَعرفةُ إرادتهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ، لتتحققُ. وكلُّ ما يَختارهُ الآبُ لنا هو جيدٌ، ويَتوقُ أن نُحققهُ معاً. والآن، فإن عدمَ الإنَصاتِ إلى مَصدرِ هذهِ المَحبةِ، يَعني اِتباعُ مَصدرَ الكراهيةِ والمُعاناةِ. فيا إخوتي، لقدْ خَلقنَا الخَالقُ بِقُدرتهِ، كَائناتٌ ذَكيةٌ، وأتاحَ لنا أن نَكونَ أكثرَ من مُنتصرينَ في كُلِّ شيءٍ(رومية 37:8). لِذلكَ، فإن مشيئته الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ، تَقودُ في طَريقِ النَجاحِ، كُل الذينَ يُؤمنونَ بهِ.

  محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز