رسالة اليوم

13/10/2017 - مَا يَحدثُ في الدَاخل ينعَكسُ على الخَارجِ

-

-

"اَلْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يَجْعَلُ الْوَجْهَ طَلِقاً وَبِحُزْنِ الْقَلْبِ تَنْسَحِقُ الرُّوحُ"(سفر الأمثال 13:15).

نَحنُ كَائنٌ يَتكوّنُ من ثَلاثةِ أجزاءٍ مُترابطةً بِبعضهَا. الجَسد، وهو الجُزء المرئي، ليْس هو الشَخصُ الحَقيقي، لكنهُ بَيتُ الرُّوح (رسالة كورنثوس الأولى 19:6)، الذي هو جوهرُنا الحَقيقي. وأيضاً لدَينا النَفس، الذي هو، العَقل، الفِكر. وقدْ خُلق رُوح الإنسان على صُورةُ الله ومِثالهِ لكي يَكون مَعهُ. (سفر التكوين 27:1) وأن يَكُنْ في شَركةٍ معهُ إلى الأبد، إن لمْ يَسقط آدم في الخَطيئةَ التي أدَخلت طَبيعة الشَّيْطانِ إليهِ - المَوت، واِنفصالُ الإنسانِ عن خَالقهِ - ودخولهِ إلى العَالم. والآن، لاستعادةِ هَذه العِلاقة، يَجبُ أن يُولدَ الانسانُ من جَديد بَالرُّوح، وذَلِك من خِلال العَملِ الذي أنجزهُ الآب بِنفسهِ، والذي يُغير الطبيعةَ السَاقطة، وهَذا بِقبول يَسوعَ كَسيّدٍ ومُخلّصٍ.

لأننَا نَنتمي للمسيح، فَينبغي أن تَكون قُلوبنَا تَشعرُ بِالفرحِ والسَعادةِ دَائماً، وهَذا لا يحدُث تِلقائياً، ولكِنْ، نَحنُ بِحاجةٍ للتَواصل مع الرَّبِّ، لأنهُ طَالما نحنُ نَعيشُ في الجَسد، سَوف نَكونُ عُرضةً للتأثيراتِ السَلبيةِ للخَطيةِ وشَهواتها. وقدْ وعَدنا السَيدُ بِأنهُ سَوف يَزورنَا مَرةً أخرى، وحِينئذٍ، سَتفرحُ قُلوبنَا (يوحنا 22:16). والآن، ليِكُنْ مَعلوماً لدَيكَ أن هَذهِ الزيارة سَوفَ تَحدثُ عِندمَا تَكونُ على اِتصالٍ بِكلمةِ الرَّبِّ. المَسيحي الذي لا يُعطي الكلمةَ قِيمتهَا الحَقيقية يَعيشُ حَزيناً، وحَياتهُ مَليئةٌ بِجميعِ أنواعِ المَشاكل.

لقدْ قَال المَلاكُ المُرسل لدَانيال أنهُ رجلٌ مَحبوبٌ جداً (سفر دانيال 23:9). وهَذا لا يَعني أن النبيّ كانَ لهُ اِمتيازٌ خَاص، وبالمقارنةِ هَذا بِتعاليمِ يَسُوع، نَفهمُ أن دَانيال كانَ يَبحثُ عنْ الرَّبّ، ولِذلك، وجَدهُ (لوقا 10،9:11). فالرَّبّ العليّ سُبحانهُ، يَسمحُ للجَميع بأن يَعثروا عَليه؛ لكِنْ ليْس الكُلّ يَبحثُ عَنهُ. حتى اَشهرُ المَسيحيين يَبحثونَ بِاستمرارٍ عنْ رَفاهيتهم وكذلك أسرهُم، إنما لا يَجدونَ ذَلك. لَكِن إذاِ طْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ فهَذِهِ كلُّهَا تُزَادُ لَهُم (متى 33:6).

اِتباعُ يَسُوع يُمكن مُقارنتهُ بِركوبِ الدَراجة؛ فعندمَا نَتوقف بهَا، يَجبُ أن نَنزلَ عنهَا. يُخطئ الكثيرون في عَدم الاهتمامِ بتعليمِ الرَّبِّ، ولا يَسعوا ليَكونوا في شَركةٍ مَعهُ، ولا يَهتمونَ بِالوعظ ولا قِراءةِ الكِتابِ المُقدّسِ. والذي يَفعل ذَلك يَكتشف أنَّ قَلبه يُسيطرُ عليه الألمُ والحُزن والاستياء، ويَدفعُ الثّمنَ بَاهظاً. ومِثل هَؤلاء النَاس تَظهرُ المَرارةُ على وجُوههم، ويَعيشونَ بِطريقةٍ سَلبيةٍ ولا يَرونَ البَركات التي تحَصُل في حَياتهم وحَياةِ أحِبائِهم.

كُلّ منْ لدَيهم رُوح مُنكسرةٌ لا يُمكنُ أن يَعيشوا بِشكلٍ جَيدٍ، لأنّهُم لا يَشعرونَ بِالفُرص مِن حَولهم لكسبِ الصَّداقات الحَقيقيةِ والصَّفقات الجَيدةِ. أمَا الذي يَظهر على وجههِ السَّعادةُ، ومَلامحُ ابنُ الرَّبِّ، سَوف يَنتصرُ بِدون شكٍ، في كُلِّ شيءٍ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز