رسالة اليوم

11/10/2017 - أي نَوعٍ مِنَّ الآباءِ نَحْنُ؟

-

-

"مَنْ يَمْنَعُ عَصَاهُ يَمْقُتُ ابْنَهُ وَمَنْ أَحَبَّهُ يَطْلُبُ لَهُ التَّأْدِيب"(سفر الأمثال 24:13)

سَألتُ مرةً إحدى الأمهاتِ التي كانت تَضربُ اِبنها، لمِاذا كانت تَفعلُ ذَلك. فقالت لي بِثقةٍ كَبيرةٍ، أنها تفعلُ ذَلكَ طاعةً لكلمةِ الله . فبالنسبةِ لهَا، العصا التي يَتكلمُ عنهَا الكتابُ المُقدسُ، لا يَنبغي أن نَمنعهَا عنْ الأطفال. وبَعدما وضَحتُ لهَا أنّ العصى هي الكلمة، كُنتُ أفكرُ كمْ من النَاسِ قد فعلوا ذَلِك أيضاً. وكانت النَتيجةُ، أنّي أصِبتُ بالذّهولِ: فَمعظمُ شَعبَ الرَّبِّ يَعتقدونَ مِثل تِلك الأُم. ثُم لاحظتُ أنّ العَديدَ من الرُّعاةِ يَعِظونَ بِذلك. وبِصراحةٍ، كم هو مُؤلمٌ جداً أن نَرى شَخصاً بالغاً يصُبُّ كُلَّ غَضبهِ على أحدِ الصِّغارِ الذينَ لمْ يَتعلم بَعد كالبالغين.

نَحنُ لا يُمكن أن نَسمحَ للأطفالِ بالنموِّ دونَ قيادةٍ أو تَعليم. أنَا أعرفُ أناساً يُفكرونَ بِهذهِ الطريقةِ. وأعتقدُ أن هَؤلاءِ يَرتكبونَ خَطأً كبيراً جِداً، لأنهُ من الأفضلِ لأي كائنٍ بَشري من أن يُرشدهُ شخصٌ يَثقُ بهِ. ويَجبُ أن نوضحَ لهُم مَا يَقولهُ الكِتابُ المُقدّسُ عنْ أي مَوضوعٍ، ونُخبرهُم بأنهُ من يَبتعدُ عنْ كلمةِ الرَّبِّ، سَوفَ يَسمحُ للعدوِّ بأن يَستخدمهُ، وثُم من بَعدِ ذَلك، سَوف يَدفعُ الثَمنَ غالياً جِداً. ولكِن إذا فَعلنا ذَلِك، سَيعرفُ الصِغار التَعليمَ الصَحيحَ، وسَيُصلحونَ طُرقهُم.

الذي لا يُقودُ أبنائهُ لمعرفةِ الكِتابِ المُقدسِ، هو أسوءُ من غَيرِ المُؤمنين ويُنكرُ الإيمانَ (1 تيموثاوس 8:5).في الواقع، هَذا الشَخص يَكرهُ اِبنهُ، لأنهُ بعد ذلِك، سَيتورّطُ في المَشاكلِ، ويَكونُ الذنبُ على الشَخصِ الذي لمْ يُحذرهُ من الخَطأ. ومن لا يؤدبُ بِعصا الرَّبِّ، يُثبت أنهُ لا يُحبُ عَائلتهُ. أيضاً يَجعلُهم لا يَرون، أو يَشُعرن بأنهُ هُناك خطأ في الاستِمتاعِ بالخطيئةِ، وأن هَذا لهُ عَواقبٌ في أبديةِ، لأنهُم إذا لمْ يَتعلموا الحَقيقةَ، فيمكن أن يفعلوا أشياءً تضعُ عليهم عَلامةً للأبدِ، في هَذهِ الحَياةِ وفي الآخرةِ.

فإذا كُنتَ حقاً تُحب أبنائكَ، فعندمَا تراهُم يَتصرّفُون بِطريقةِ خَطأ، يَجبُ أن تكون جاداً، وتُبينَ لهُم أن ذَلك التَصرفَ ليْسَ للذين يَخشونَ الرَّبَّ. وإذا قالَ لكَ أبنُك أو أبنتُك عنْ أحدِ الاباءِ لأصدقائِهم، الذينَ لا يَتصرفونَ بِنفسِ الطريقةِ مع أبنائهِم، سَوف تعرفُ في الحَالِ، أنهُم بِأخطائهم كانَ لهُم تأثيرٌ على أبنائِك.

إنّ الوقتَ المُناسِب للتأديبِ، يَكون فَوراً بَعدَ اِرتكابِ الخَطأ. فالطفلُ يَحتاجُ أن يَفهمَ بأنّ خُدامَ الله لا يَتصرّفونَ على هَذا النَّحوِ. حتى لو كانَ ذَلِك الفعلُ يَجلبُ لهُم الفَرح أو الرّبح، يَجبُ أن يكون مَرفوضاً تماماً. فَلا تَكُنْ مِثالاً سيئاً أبداً لأفرادِ أسرتِك.

أفعالُ أبنائنا تُظهرُ إن كانوا مَحبوبينَ أم لا، والذي يَدعهم يَتصرّفونَ كمَا يَشاؤون، يُبينُ أنهُ لا يُحبُ الله ولا أسَرتِهِ.

  محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز