رسالة اليوم

10/10/2017 - لا تَرْفُضُ التَّأْدِيبَ

-

-

"فْقرٌ وَهَوَانٌ لِمَنْ يرفض التأديب وَمَنْ يُلاَحِظُ التَّوْبِيخَ يُكْرَمُ" (سفر الأمثال 18:13)

يُؤدِّب الرَّبَّ ابنهُ بِاعتبارهِ أب، ولأنهُ يُحبهُ. ولِذلِك فَنحنُ خَاصة الرَّبِّ (العبرانيين 12: 6). وبِمحبتهِ، يُصحِّحُ لنا طُرقنَا، لِذلك فنحنُ لنْ نقع في حِيلِ الشَّيْطانِ. وإذا كُنا قدْ ذَهبنَا في الطريق الخَطأ، لنْ يَكونُ هُناكَ شَيء إلا العَذاب الأبَديّ والمُعاناة. ولذَلِك يَسُودُ حُبهُ ويُصحِّح لنا. ويُعطى هَذا التنبيه مِن خِلالِ كَلمتِهِ، وفي بَعضِ الحَالاتِ، نَشْعُر بأنَّ الله قدْ أبعدنَا عن مَحضرهِ، وبالتَالي نشعر في رُوحنَا بأنه تَخلّى عنَا. والشّيءُ الصَّحيحُ الذي يَجبُ عَلينَا القيام بهِ هو عَدمُ رفضِ التَّأْدِيبَ الإلهي!

قُبول التَوبيخ من المُعلمِ، يُعلمُنا كيفَ نمنع رُوحَ الخطأ من قِيادتِنا في طُرقهِ المُتعبة. يبذلُ العدوُّ  قُصارى جُهدهِ لأبعَادِنَا عنْ مَصدرِ الكَمال، لأنهُ يَعلم أننا سَوف نَكونُ سُعداء إلى الأبدِ بوجُودِ الله بِجَانِبنا. أمّا بِالنسبةِ لأولئِكَ الذينَ لا يَزالونَ صِغاراً في الإيمانِ، فَالتوبيخ والتَأديب ليسَ جيداً دَائماً. وبَدلاً مِن ذَلِك يَجبُ أن نصَلي مِن أجلهم للرَّبِّ بأن يُؤدبهُم، ونَطلبَ منه دائماً بأن لا يَحرمنَا أبداً من تَعليمهِ، لأننَا بِحاجةٍ لإصلاحِ طريقنَا نَحو الخَلاصِ.

الشّخصُ الذي يَرفضُ التَّأْدِيبَ الإلهي سَوفَ يُعاني من الفقرِ والعَار، لأنهُ لا يَستمعُ لما تقولهُ الكلمةُ؛ ولا يَأخذُ المشورةَ مِنها، ويَنسى الدُروسَ التي تَعلمهَا، والرَّبُّ لا يَعُد يَزورهُ. وتصبحُ حياتهُ بائسةً وباردةً وليْس فيها قوةُ اللهِ سُبحانهُ. وهَذا لهُ تَداعياتٌ حتى في حَياتهِ المَادية. فِإذا كُنت لا تُريد أن تُواجهَ الشَّيْطانَ وأنتَ تَشعرُ بالحرجِ لأنكَ حُرمتَ من سُلطانكَ في المَسيحِ، فأفسحِ المَجال لنَفسِكَ لدُروسِ المُعلم الحَقيقي في حياتكَ.

الرَّبُّ يُوبخكَ لكي لا تَهلك. وتوبيخهُ لا يُعلمنَا مرةً واحدةً فقط، ولكنهُ بِاستمرارٍ. وإذا كُنت تعلمتَ الدرسَ وحَفظتهُ في عَقلك، فَكلما تَمرُ بك تَجربةٌ، لنْ تقع فَيها. لأنهُ بِمجردِ اِجتيازِنَا لأي اِختبارٍ، سَتصبحُ لدينَا خِبرةٌ فِيهِ. وبَعد أن تَتخلص من هُجوم الشَّيْطان عَليك، لن تُنقذ نَفسكَ فحسب، ولكِنْ، سَتُساعد أيضا الآخرينَ على عَدمِ الوقوعِ فَريسةً للفخاخِ العدوِّ.

إذاً فأيّ شَخص يَرفضُ التأديبَ يَفتقر، والعَكس أيضاً هو الصَّحيح - الذي يَقبله يَغتني. فهكذا التَعليمُ فهو بَركةٌ يجبُ أن يَكونَ مَرغُوباً ومَطلوباً. والطُلاب الصَالحون في "مَدرسةِ الرُّوحِ القُدس " سَيُكافؤونَ بِبركاتِ السّماء. لذِلك، يجبُ أن نكُنَّ دَائماً من أولئِك الذينَ يَتعلمونَ ويُحدثونَ الفرقَ.

جَاوب بِصراحةٍ : كيفَ تَشعر عِندما يُوبِخُك الرَّبَّ؟ هل تَغضبْ وتَتضايق؟ بل اقبل التأديبَ الإلهي على أنهُ بَركةٌ لكَ وليْس لعنةً. وأطلُب من الله ألّا يَسمح بأن تَنسى تأديبهُ لكَ، وسوفَ يَجعلُك تَقومُ بِخدمتهِ من صَميمِ القلبِ. ومنَ الجيدِ أن نُدرك أنّ الرَّبَّ يُحذرنَا بِمحبةٍ.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز