رسالة اليوم

09/10/2017 - الْكَسُول و الْمُجْتَهِد

-

-

" نَفْسُ الْكَسُولِ تَشْتَهِي كَثِيراً وَلاَ تَحْصُلُ عَلَى شَيْءٍ، أَمَّا نَفْسُ الْمُجْتَهِدِ فَتَغْنَى" (سفر الأمثال 4:13).

هُناكَ نَوعانَ مِن النَاس في عَائلةِ الله: أصَحاب الكَلمةَ - المُنتصرين - والمُتكاسلين، الذينَ يَعيشون الخَسارة. لا يَجبُ أن يَكونوا مَثل ذَلِك لأن الرَّبَّ يُحبُ كلَّ أبَنائهِ بِنفسِ الطَريقةِ. ولذلِك، فإن الكسل في الذهَابِ إلى الكَنيسةِ للمَشاركةِ في الخِدمةِ، حَيثُ الرُّوح القُدس يُعلمنَا الصَلاة وقِراءةِ الكِتابِ المُقدسِ، ويُؤدي ذَلِك أيضاً لأن يَعيش كَثيرونَ من النَاس حَياةَ الفَقر، والمَرضِ والخَطيئةِ، وأنواعٌ أخرى مِن المَشاكِلِ. فالكسل هُو اِنتصاراً للشَّيْطان في حَياةِ العَديدين من أبناءَ الله.

الكَسل الرُّوحي يُشبهُ الكسلَ المَادي. فَهُناك الكثيرُ من النَاس الذينَ يُمكن أن تَتغيرَ حَياتهُم تماماً، وفي مُدةٍ قَصيرةٍ من الزمنِ، يَستطيعونَ الحُصول على وظِيفةٍ أفضل، فَقط إذا قَرروا الاجتهادَ والدِراسةَ والاستعدادِ للحَياةِ! ولكِن بَعد فَترةٍ يَأخذون القرارَ بالتراجُعِ عنْ كُلِّ هَذا، ويَقولونَ أنهُم تُقدموا بِالسنِ كثيراً لتَعلمِ أشياءٍ جَديدةٍ، ومَا سَوفَ يَفعلونهُ سَيكونُ بلا فَائدةٍ تُرجى. لهُم اهدافٌ مثل أي شَخصٍ آخر، ولكِنْ يَقضى عَليهَا بِالخطيئةِ، وعَدمِ الرَغبةِ في النِضالِ من اَجلهَا.

الحَياةُ الرُّوحية والمَادية كِلاهُما صَعبة ومُعقدة. والذي لا يَكونُ قَوياً وشُجاعاً بِما فِيهِ الكِفايةُ لنْ يَستطيعُ تَحققَ شَيئاً. وهَذا مَا يَحدثُ مع رُعاةٍ في كَنائس ولا يَرونَ فيهَا المُعجزات، ويَتركونَ خِدمتهُم. وبَعضهُم يِتهمُ أولئِك الذينَ يَقومونَ بِإنجازِ عَملِ الرَّبِّ بِنجاحٍ، بِسوءِ النِيةِ أو أن الشَّيْطان يَستخدمهُم. وكيفَ يُمكن أن يَكونَ هَذا؟ فِأنهُم لا يَفعلونَ شيئاً ولا يُقدمونَ أي شيءٍ لشَعبهم، ولكِنهُم يَعتقدونَ أنهُم مُرسلينَ من الله. وإذا كانَ هَذا صَحيحاً حقاً، فماذا يُقال عنْ أولئكَ الذينَ يُساعدونَ الناس على الشِفاء من الأمراضِ والخَطايا، والذينَ يَقودونَ الجُموع إلى الخَلاص؟ هل هُم يَنتمونَ إلى العدوُّ؟

الشخص المُجتهد سَيفوز، لأنهُ يَبحثُ في الكلمةِ ويَتعلم مِنها. وعَلاوةً على ذَلِك، فَهو يَطلبُ ويُنفذُ الإرادةَ الإلهيةَ. وهُو ليْس كسول وعِندمَا يَحتاجُ إلى الاستيقاظِ في مُنتصف الليل مِن أجلِ أن يَقضي وقتاً مع الله في الصَلاة. فَهو لا يَشكو مِن تَواجدهِ في مَحضرِ الله سُبحانهُ لفترةٍ طَويلةٍ، أو عنْ الصِيام لمَرةٍ واحدةٍ، أو البُكاءَ إلى الرَّبّ حتى يَستجيبُ. وبِأخذ النَبي دَانيال كمِثال النَبي دَنيال (دانيال 10: 2-3)، الذي جَاهدَ ليَبقى في مَحضرِ الرَّبِّ سُبحانهُ لفترةٍ طَويلةٍ. ومن يَسعى لهَدفٍ واحدٍ فَقط: أن يَعرف ويَفعل إرادةَ الله. رُوحهُ تَنتعشُ – وتَمتلئ حَياتهُ بِالنجاحات. فَبالنسبةِ لهُ، مَا يُهمهُ هو النَصر والنَجاح فَقط.

يَعلم المُجتهد أنهُ يُقاد بِالرُّوح القُدس. فهو مِثل عَبيد دَاود، الذينَ شَقوا صُفوفَ الفلسطينيين لجَلبِ المَاء، خَاطروا بِحياتهم، عِندمَا أشتاقَ رجلُ الله إلى مِياه من بَيتِ لحَم (1سفر أخبار الأيام11: 17-18).

ففي المَرة القَادمة التي تَشعُر فِيها أن الرَّبَّ يَطلُب مِنكَ أن تُؤمن بِكلمتهِ وتَفعلُ إرادتهِ، لا تكُن كَسولاً. في القِيام بِذلك، وسُوفَ تَكون مُنتصراً!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز