رسالة اليوم

06/10/2017 - الفَرقُ بَينَ الْجَاهِلِ والْحَكِيمِ

-

-

"طَرِيقُ الْجَاهِلِ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيْهِ أَمَّا سَامِعُ الْمَشُورَةِ فَهُوَ حَكِيمٌ" (سفر المزامير15:12)

سُؤالٌ هَامٌ يَجبُ طَرحَهُ: هَل هُناك جاهلٌ في عائلةِ الرَّبِّ؟ إنها لمُفارقةٌ حَقيقيةٌ، ألْيس كَذلكَ؟ لكِنَّ الجَوابَ هو نَعم ! فَمن بِينِ المَدعوينَ للحِكمةِ، هُناكَ منْ يُفضلونَ المَشي في الطَريقِ الخَطأ بَدلاً من طَاعةِ الرَّبِّ. ولا يُفترضُ أن يَكونوا كَذلك، لأنَّهم مَدعوينَ مِن الظُلمةِ - المَنطقةُ الرُّوحيةُ حَيثُ يَسكُن الشَّيْطانُ - إلى النُور السَاطعُ، حَيثُ مشيئةُ الرَّبّ (1بطرس 2: 9). إن الحِكمةَ في أي مَجالٍ أفَضلَ مِن الجَهلِ، وعِندمَا يَتعلقُ الأمرُ بِالمسائلِ الرُّوحيةِ، وعِندمَا يَتعلقُ الأمرُ بَالمسائِل الرُّوحيةِ، فَكم هُو جيدٌ العَيشُ في ملكوتٌ حَيثُ لا يُوجدُ هُناكَ مكانٌ للخَطأ أو لا فِعلُ الشرِّ.

 كَيفَ يُمكِنُكَ أن تَعرفَ الجَاهلُ رُوحِياً؟ إنهُ غيرُ مُهتمٍ بِمعرفةِ الرَّبِّ، وفي الاجتماعَات حَيثُ يَتمُ تَعلُمِ كَلمةِ الرب، تَجدُه يُعطي المُبررات لعَدمِ الحُضورِ، إذا تَعرضَ للإغَراِءٍ يَستسلمُ لهُ، ويَحملهُ بَعيداً، وهُناكَ يَذهبُ "القَديسُ" إلى أوكارِ الخَطيئةِ. فلا يُصلي ولا يُشاركُ في المَعاركِ الرُّوحيةِ التي تَقودهَا الكَنيسةُ. فهو يَعيشُ كشخصٍ دِنيوي ويَتبعُ شَهواتُ الجَسدِ.

يَرى الجَاهلُ العَيبَ في كُلِّ شيءٍ، إلا في أفعَالِهِ. بِالإضافة إلى ذِلك، فهو لا يُفكرُ أبداً، ولا ثَانيةً واحِدةً، في أنَّ الطَريقةَ التي يَعيشُ بِها تُبينُ لمَاذا لا يَعملُ  في حَياتهِ. ويُدينُ هَذا الشَخص الذينَ يَقعونَ في الخَطيئةِ، ولكنهُ يَعتقدُ أن حَالتهُ أفضلَ مِنهُم. وبِالنسبةِ للجَاهلِ، إذا أخطأ الجَميعُ سَوفَ يُدنوا، أما هو سَوفَ يَتبررُ. فَهو يُصدقُ كذبةَ الشَّيْطان بأنَ الله يُلبي كُلَّ اِحتياجاتِهِ.

يَنصحُ الرَّبُّ ابناءهُ بِصبرٍ ومَحبةٍ، بَعدمِ السَيرِ في طَريقِ الجَهلِ، فهوَ واسعٌ جداً ويَحتوي على كُلِّ مَا يَخترعُهُ الإنسانُ لتَحقيقِ السَعادةِ والتَرفيهِ في المُجتمعِ. الأحَمقُ يَشعرُ بَالفرحِ عِندمَا يَدفعُ ثَمناً باهضاً لمُشاهدةِ مَسرحيةٍ، ولكنهُ لا يَشعرُ بِنفسِ المُتعةِ عِند إنفاقِ نفسِ المِبلغِ لشراءِ الأناجيلِ والكُتب وإعطائِها للمُحتاجينَ لمَعرفةِ الحقِّ. ولا يَهُمهُ صَرفُ الأموالِ في الأشياِء التَافهةِ، لكنهُ لا يَستثمرهَا أبداً في أعَمالِ الرَّبِّ.

الإصَغاءُ لنَصيحةِ الرَّبِّ، هو مَا يَجعلُ الشَخصَ يَكونُ حَكيماً. وبَهذا التَصرفِ، فإنهُ يَشعرُ بالمُتعةِ بأن يَقولَ "لا" للخَطيئةِ، ولعُروضِ العَدوِّ المُغريةِ، ولكُونهِ حَكيماً لا يَتورطُ أبداً في خِدعِهِ. والذي يَتخذُ هَذا القَرارَ لا يَندمُ أبداً لأنُه لمْ يقع في الخطأِ. فِإذا كُنت أيُها القارئُ العَزيز، قدْ اِرتَكبتَ الخَطيئةَ، فعَليك الآن التَوبةُ والسَيرُ في طَريقِ الحَقِّ!

تَأتي التَجاربُ على الجَميعِ، لكِنَّ، الذي يُعاني من الخَسارةِ هو الشَخصُ الذي لا يَحترمُ كلمةُ الرَّبِّ. أمَا أولِئك الذينَ يَستشيرُونهُ في جَميعِ قَراراتِهِ، ولا يَرضخونَ لأي شَيءٍ غَيرِ أخلاقيٍ، سَتكونُ مُكافأتهُم كَبيرةٌ جِداً.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز