رسالة اليوم

30/09/2017 - رِعَايةُ الشَّيُوخِ والشَبَابِ

-

-

لَا تَزْجُرْ شَيْخًا بَلْ عِظْهُ كَأَبٍ، وَٱلْأَحْدَاثَ كَإِخْوَةٍ (1 تيموثاوس 5: 1).

الشَباب - حَتى الشَبابُ المَسيحي - يَميلونَ للتَعامُلِ مَع الآخرينَ بِقسوةٍ، بدلاً مَن التَحمُلِ والصَّبر. فَهُم ليْسوا نَاضجِينَ بِما فِيهِ الكِفايةِ لكي يَعرفوا بأننَا نَتعلمُ الكَثيرَ مِن الأشياءِ بِمرورِ الوَقتِ، ولكِنَّ واحدةً من الدُروسِ المهمةِ هي اِحترامُ الأخرينَ. لا أقَصدُ أن أقولَ إننا يَجبُ أن نَسمحَ للنَاس بأن يَتصرفوا بالطريقةِ التي يُريدُونَها، ولكِنْ بِمَا أنهُ قِيل لنَا أَنَّ غَضَبَ ٱلْإِنْسَانِ لَا يَصْنَعُ بِرَّ ٱللهِ. (يعقوب 1: 20)، فيَجبُ عَلينا أن نَتحلى بَالصبرِ معَ الجَميع، وخَاصةً كبارَ السِنِ، الذينَ عَلمتهُم الحَياةُ أشياءً كَثيرةً. بَعضهَا صَحيحة، والأخرى خَطأ، وعادةً ما يَميلونَ إلى التَمسُكِ بتلكَ التي يَعتقدونَ أنها صَحيحة. وبِالحِكمةِ فَقط سَنفتحُ عُيونهُم علي الحَقيقة في نِهايةِ المَطافِ. ومِن نَاحيةٍ أخرى، بَعضَ المُسنين لمْ يَعُد لدَيهِم القُدرةَ على فَهمِ مَسائلٍ مُعينةٍ. لقدْ كانت الحَياةُ صَعبةً جداً بالنسبةِ لبَعضِهم، مِمَا يَجعلهُم يَفقدونَ الأملَ بالكاملِ. لأنَّهُم يَعرفونَ إن المَوتَ يقتربُ مِنهُم، ويَعتقدونَ أن كُلَّ المُعاناةِ سَتزولُ مَعهُ. يُخبرُنَا المُبشرُ الحَكيم، بُولس، أن لا نُوبِخهُم بِقسوةٍ، والكَلماتُ الرَقيقةُ هي واحدةٌ مِن أكثرِ الوَسائلِ كفاءةً للاقترابِ من مشاعرِ شخصٍ ما.

يجبُ عَلينَا أن نُعاملهُم بِاحترامٍ كمَا لو كَانوا أباءً، بدلاً مِن تُوبيخِهم. تَعلمتُ في وقتٍ مُبكرٍ من الحياةِ أنهُ حتى مُنتهكي القَانون يَستحقونَ الاحترامَ، لأنَّهُم مِثلنا إلا أن العَدوَّ يَستخدمُهم في الإجرامِ. فلا أحد يُقاومُ المعاملةَ اللطيفةَ، والابتسامُة أو أي مَظهرٍ من الحُبِ فهو كالعِلاجِ. ويذُوبُ البَشرُ من قِبلِ أولئكَ الذينَ يُعامِلونهُم بقَلبٍ صَادقٍ.

عَلينَا أن نَفهمَ أننَا في حَربٍ رُوحيةٍ لإنقاذِ البَعيدينَ مِنَ الدَينونةِ. وأسَلحتنَا ستعملُ بِشكلٍ أفضلَ، عِندمَا نَسَتخدِمُهَا بِلطفٍ. فَيسوعُ هُو مِثالُنَا، وكُلُّ الذينَ اصَبحوا لهُ يجبُ أن يتَعاملوا بِطريقةٍ مُختلفةٍ عنْ مُعاملةً الفِريسيينَ. أليْسَ هَذا مَا حَدثَ معَ المَرأةِ التي قُبضَ عَليهَا في حَالةِ الزِنَا؟ فَبدلاً من أن يَفعل بهَا الشَّيْطان مَا يُريدهُ، قَالَ لهَا يَسوع إنهُ لنْ يُدينهَا وطلبَ مِنهَا أن تَذهب، ولا تُخطئ مَرةً أخرى (يوحنا 8: 1-11).

وبِالمثلِ، يَجبُ مُعاملةُ الشَبابِ كَأخوةً. عِندمَا يَرى شَخص أخاهُ يُخطئ، لا يَجبُ عليهِ أن يَعظهُ ويُوبخهُ فَقط، ولكِنْ عليهِ أيضاً أن يَنصحهُ بِتجنُبِ الخَطيئةِ. وفي بَعضِ الأحَيانِ من الضَروري أن نَكونَ حَازمينَ ونَتحدثُ بقسوةٍ مَعهُم. لكِنْ، مَا مَدى صُعوبَةِ نُقطةِ البِدايةِ بِالنسبةِ لهُم؟ الذي لمْ يَمر أبداً بتجاربٍ مِن شَأنها أن تُدمرَ حَياتهُم إلى الأبدِ إذا كَانت عَلنيةً؟ لذِلك، يَجبُ تَجنُبَ الخَطيئةِ بأيِ ثَمنٍ.

والشيءُ الصَحيحُ الذي يَجبُ القِيامُ بهِ هو أن نَذهبَ إلى أولئكَ الذينَ اِرتكبوا الخطيئةِ ونُشجعهُم على التَغيير بِاستخدامِ الحِكمةِ التي يَمنحُها لنَا الرَّبّ. فَأفعل كُلَّ مَا في وسعِكَ لخَلاصِ الضَائعينَ مِن الخَطيئةِ!

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز