رسالة اليوم

29/09/2017 - مَا هُو مَفهُومُكَ لسِرِّ المَسِيحِ؟

-

-

"الَّذِي بِحَسَبِهِ حِينَمَا تَقْرَأُونَهُ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْهَمُوا دِرَايَتِي بِسِرِّ الْمَسِيحِ" (أفسس 3: 4).

كانَ الرسُولُ بُولس لديهِ مَعرفةٌ واسعةٌ بالمَسائلِ الرُّوحيةِ. أولئِك الذينَ لا يَعرفونَ الكلمةَ قدْ يَعتقدونَ أنهُم مُتميزون؛ ولكِنَّ الحَقيقةَ أنَّ الرَّبَّ لا يَتعاملَ مع أبناءِهِ كَفئتينِ مُختلفتينِ: وَاحدةٌ تُمنحُ لهَا الامتِيازات، والأخَرى لا، فَالله يُحبُ الجَميعَ بِنفسِ الطَريقةِ، لِأَنْه لَيْسَ عِنْدَهُ مُحَابَاةٌ. (رومية 2: 11) وهُو دَائما يُريدُ الأفضلَ للجَميعِ. ومَا حَدثَ لبُولس هو أنهُ إلى جَانبِ الجُهدِ الضَخمِ الذي كانَ يَقومُ بهِ، كانتَ خِدمتهُ إرشادُ الكنيسةِ التي كَانتَ بَدأت خُطواتِها الأولى على طَريقِ الإيمانِ. لهَذا السَببِ كانَ يَحتاجُ إلى مَعرفةِ المَزيدِ عنْ حَقائقِ الأبديةِ.

هُناكَ العَديدُ من الأسبابِ التي جَعلت يَسُوع يأتي إلى عَالمنا. والسَببُ الرئِيسي كانَ لإنقاذِنَا، وكذلك للكَشفِ عنْ طبيعةِ الآبِ. ولكِنهُ، لمْ يكُنْ هَذا هُو العَملُ الوحِيدُ الذي قَامَ بهِ، فقدْ أعَطانَا القُدرةَ على فَهمِ كَلمةِ الله. وعَلمنا سَيدنَا كُلُّ ما نَحتاجُهُ لفعلِ إرادتهِ بِنجاحٍ وفقاً لدعوتِنا واِحتياجَاتنَا. منَّ المُهمِ جداً أن يَسأل كُلَّ مَسيحيٍ نَفسهُ الأسئلةَ التَالية: أولاً، مَا هُو مفَهومُ سرِّ المَسيح؟ وثَانياً، مَا هَو مُعلنٌ لنا في الكلمة؟ فكثيرٌ من النَاسِ ليسوا مُهتمينَ بِمعرفةِ حُقوقِهم ومُمتلكاتِهم في الرَّبِّ، ومَا يَنبغي عَليهِمُ القيامُ بهِ. ولذلك، فَهُم يَعيشونَ حَياة مَهزومةً ولا يَحصلونَ على البَركاتِ التي لهُم. وبالنسبةِ لكَثيرين، فَالإنجيل وكُلُّ مَا كُتِبَ فيهِ، هي مُجردُ حَقائقَ تَاريخية. ولكِنها في الحَقيقةِ هي دُروسٌ لتُساعدُهم علي النَجاحِ في الحَياةِ.

يُشارُ إلى حَياةِ يَسوع وتَعاليمهِ وأعمالهِ في الكِتابِ المُقدسِ على أنهَا سِرُّ الله الذي كانَ مَخفياً عن الأنبياءِ خِلالَ فَترةِ الكِتابةِ لهُم. وقدْ كُشف لنَا هَذا السرّ مَعَ مَجيءِ مَلكِ المُلوك. لذا، نحْمَدُكَ أَيُّهَا ٱلْآبُ رَبُّ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ، لِأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ ٱلْحُكَمَاءِ وَٱلْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلْأَطْفَالِ (متى 25:11). نَحنُ بِحاجةٍ إلى التأمل في هَذا السرِّ وفهمِ مَدى أهمية ذَلك في حَياتِنا.

يَقضي اشَخاصاً عَديدينَ وقتاً طويلاً في الصَلاةِ، ولكِنْ إذا لمْ يُحدد مُوقفهُ فيما تُعلنهُ لهُ كَلمةُ الله، فلنْ يَكونَ نَاجِحا. لقدْ قالَ لنَا يَسوع أن نَبحثَ في الكِتابِ المُقدسِ بِعناية لأنهُ فَعلَ ذَلكَ بِنفسهِ وعَلمَ مَا كانَ فِيهِ. كَلمة يَشهدُ عَنهُ وعنْ لنا أيضاً.

عَلينَا أن نَفعلَ نَفسَ الأعمالِ التي فَعلهَا رَبنا. ونَتمتعَ بِالبركاتِ، ونُمارسُ حُقوقنَا وتَجربتنَا سَتجعلُ الآخرينَ يُصبِحونَ مِثالنَا. حَياتُنا وطُريقتنا في الصَلاةِ ومُواجهةُ المَشاكِلِ يَجبُ أن تَكونَ مُنسجمةً مع مَا فَعلهُ رَبُنا يَسُوع، أو كَانَ سَيفعلهُ لو كانَ في مَكانِنَا. نَحنُ مُعلمينَ لكثيرينَ بِشهادتِنَا.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز