رسالة اليوم

28/09/2017 - بِمَاذَا يَجبُ أنْ نُبَشِّرَ؟

-

-

"وَأَمَّا الْمَدْعُوِّينَ، سواء من اليَهُود أو اليُونَانِيِّينَ، فإن الْمَسِيحِ هو قدرَةُ اللهِ وحِكْمَةِ اللهِ"

(1 كورنثوس 1: 24).

العَالمُ مَليءٌ بِالأديانِ. وهَذا يَعني أنْ النَاسَ يَبحثونَ عن الحق؛ ومَع ذَلِك، فإنهم لمْ يَعثروا عَليهِ. بِغض النَظرِ عنْ الدِين - حَتى المَسيحيةِ - أنهَا لا تُلبي الاحَتياجاتِ البَشريةِ. إن جُوعنَا للحَقيقةِ لا يُمكنُ أن يُشبعُهُ إلا رِسالةُ الصَليبِ، لأن المَسيحَ المَصلوبَ والقَائمُ من بَينِ الأمواتِ، إلهُنا، هو الوحِيدُ القادرُ على تَغييرِ النَاسِ تَماماً.

لمَاذا يَسُوع مُخلصُنا؟ لأنهُ هو الخَالقُ نَفسهُ. ويَتكونُ الرَّبُّ العَظيمُ مِن ثَلاثةِ أشخاص"أقانيم" لكنهُ الإلهُ الوحِيد. ومهما بدا هذا غامضاً، فعقولنا المحدود لن تتمكن من إدراك الصورة الكاملة له. يسوع هو شخص في الثالوث المقدس، وهُو خَالقُ كُلَّ الأشياءِ، المَنظورةِ والغَيرُ مَنظورةٍ (كولوسي 16:1). وعندمَا سَقط الرَجُل والمرأةَ في الخطيئةِ في جَنةِ عَدن خَرجوا منَّ الحُضورِ الإلهي، وأُدينوا في الأخرةِ إلى العَذابِ الأبدي. ومَع ذَلِك، سَادَ الحُبُ الإلهي وجَاءَ يَسوع، وهُو الشَخصُ الثَاني في أقَانيم الله الثَلاثة، ليُعاني ويَموتَ مَكاننَا.

قَال لنَا السَيدُ المُعلم: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ، وَبَشِّرُوا الْخَلِيقَةَ كُلَّهَا بِالإِنْجِيلِ، ومَا فَعلهُ من أجلِ البَشريةِ (مرقس 15:16). تِلكَ الرِسالةُ هي قُوَّةُ الله التي تَحفظُنَا وتُنجينَا مِن كُلِّ شرٍ، ويُمكنُ أيضاً اِستخدامِهَا لِشفاءِ النَاسِ من جَميعِ أمَراضِهم. إنَّ رِسالةَ الصَليبِ لا عِلاقةَ لهَا بالرسَالةُ التي تُعلنُها الأديانُ الأُخرى. لِأَنَّهُ قُوَّةُ ٱللهِ لِلْخَلَاصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ (رومية 16:1).

أفضلُ شَيءٍ يُمكننَا القيامُ بهِ مِنْ أجلِ البَشرِ، هُو تَبشيرهُم بِالأخبارِ المُفرحةِ. وأولئِك الذينَ يَقبلونهُ، سَندركُ أنهُ مَا كَانوا يَبحثونَ عنهُ بِالضبط، ولكِنهُم لمْ يَعرفونهُ آنذاك. وهَذهِ الرِسالةُ المُفرحةُ تقودُ الرَّبَّ يَسُوع إلى قُلوبِ النَاس، والذينَ يقبلونهُ كمُخلصٍ لهُم سَيحصُلونَ على القُدرةِ الإلهيةِ، والتي سَتعملُ اليَوم في حَياتِهم، بِنفسِ الكَيفيةِ التي تَعملُ بِها مَع أولئِك الذينَ كانوا قَريبينَ جِداً من الراعي الصَالحِ خِلالَ فترة إقامتهِ في هَذا العَالمِ.

المَسيح هو حِكمةُ الله سُبحانهُ. أولئِك الذين سَكنَ في قلوبهم، لهُم القُدرةُ على التَخلُصِ من خِداعِ العدوِّ والبدءِ في اِتخاذِ القراراتِ الصَائبةِ، ومِن ثَم العَيشُ فوقَ كُلَّ الحُروبِ والمَشاكلِ، عِندمَا يَسمعونَ الوعظ مِن الكلمةِ أو عِندما يَقرأونَ الكِتابَ المُقدسَ، فهُم يَحصلونَ بِسُرعةٍ على الجُوابِ لسُؤالهِم، حَولَ مَا يَنبغي أن يَفعلوهُ. ومن خِلالِ إتباعِ التَوجِيهاتِ الإلهيةِ، وبِمُثابرتِهم لنْ يَقعوا في أي نَوعٍ من الشَهواتِ.

كأبناءٍ للرَّبِّ ولدنَا مِن جَديدٍ، يَجبُ أن نَصنعَ الفَرقَ. وأيضاً يَجبُ أن يَرى النَاسُ فِينا قوَّةَ الرَّبِّ تسكُنُ فينا. يَحفظُنا الآبُ السَماوي بَعيدينَ عنْ الإغَراءاتِ، ويُظهرُ لنَا الطَريقَ الصَحيح، ويُعطينَا النجاحَ في كُلِّ شيءٍ. ومَع ذَلِك، لا غِنى لنا عنْ تبشيرِ أولئِكَ الذينَ قَبِلوا الدَعوةَ بِأنَ الْمَسِيحَ هو قدرَةُ اللهِ وحِكْمَةِ اللهِ".

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز