رسالة اليوم

25/09/2017 - المَرْفُوضِينَ

-

-

جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟ (2 كورنثوس 5:13).

الطَفرةُ الإنجيليةُ التي تَحدثُ في بِلادنَا في كَثيرٍ من الأحيانِ، لا تَسمحُ لنَا بِرعايةِ الجَديدينَ في الإيمانِ بالطريقةِ التي يَنبغي عَلينَا - إنهُم بِحاجةٍ إلى فَهمِ إرادةِ الله. ولعَدمِ وجُودِ مَعرفةٍ كَافيةٍ عنْ كَلمة الرَّبِّ، يَفشلونَ أمَام الشَهوات. وعَددٌ غَيرُ قَليلٍ منهُم يَتعثرونَ في الإيمانِ. ومَا هُو أسَوءُ مِن ذَلِك، هُو أن البَعضَ مِنهُم يَعتقدُ أن تَجارباً مُعينةً هي بَركاتٌ مُعطاةٌ من الرَّبِّ الإلهِ لأنهُ يَعلمُ كم يُعانون . والذينَ يَتصرفُون على هَذا النَحوِ هُم مَرفوضِينَ في الإيمان!

يُعتبرُ الشَخصَ مَرفوضٌ عِندما يَرضخُ أمامَ التَجربةِ. والشَّيْطانُ يَفحصُ كُلَّ واحدٍ مِنَا ويعرفُ نِقاطَ ضَعفِنا. فَيُدبرُ لنا الخِططَ ويُنفذها، بِاستعمالِ كُلِّ عِصابتهِ مِن الشَّياطِين : فَيُرسلُ البَعضَ مِنهُم إلينا لكي يَفتحَ أعَيننا على أشياءٍ سَيئةٍ، والبَعضُ الآخرُ ليَجعلنَا نَشعرُ بِالحُزنِ وأننا مَتروكينَ، وهُناك أيضاً فريقٌ منهُم يَعملونَ مَعاً، فقط لجَعلِنَا نتخذُ قَراراتٍ تَتعارضُ مَع المَشيئةِ الإلهيةِ.

يَقودُنَا الرَّبُّ للاختِبارِ أحَياناً، هَكذا كمَا فَعلَ مَع مُوسى، وعِندمَا خَضعَ بَنو إسرائيلِ للخَطيئةِ وعبَدوا العَجلِ الذَهبي الذي صَنعهُ هَارونَ (سفر الخروج ٣٢ ). وقَررَ الرَّبُّ القَضاءَ عَلى جَميعِ الإسرائِيليينَ، ويَجعلُ من نَسلهِم شَعباً لهُ، لكِنْ مُوسى كانَ يعرِفُ الأسفارَ المُقدسةَ جيداً، ويَعلمُ مَا سَيفعلهُ الله، وكانَ مُوسى يَعلمُ أيضاً أن الرَّبَّ لنْ ينقُضَ العَهد الذي أقامهُ مع إبراهِيم واسحقَ ويَعقوبَ، لأن الرَّبَّ الإله لا يُغيرُ كلمتهِ ولا وصَاياهُ أبداً.

إن منْ يُقاومُ الخَطيئةَ سيَعيشُ مَجدا المَقبولين. ورُبمَا يُحاولُ الشَّيْطانُ اِقناعكَ إن الشرَّ الذي تَقومُ بِهِ هو مَشيئةُ الله. ولكِنَّ الكَلمةَ تُعلنُ لنَا إنَّ كُلَّ مَا لا يَتفقُ مع القانونِ والشَهادةِ هُو ليْس من الرَّبِّ. فعَملُ الرَّبِّ لا يُمكنُ أن يَتعارضَ مع َكلامهِ. أمَا إذا كُنتَ تَعتقدُ أنهُ يَفعلُ شَيئاً مُختلِفاً مِن أجَلِك، اِنتهر ذَلِك، لأنهُ كذبٌ من العَدوُّ.

يَجبُ أن نَقفَ دَائماً أمَامَ الربِ ونَحنُ مَقبولينَ (2 تيموثاوس15:2)، لأنَّك إذا وقَعت في التَجربةِ سَتتنجسُ، وفي اليَوم الأخيرِ، سَوف تُدان. لذلِك اجتهد لتنفيذِ ما هُو مَكتوبٌ، فكل مَا قدْ تَم تَسجيلهُ في الكتابِ المُقدس هو مِن أجلِ أن يَتبعهُ جَميعُ أبناء الرَّبِّ - مَع عَدمُ استثناءِ أي واحدٍ منا!

فَجيدٌ أن تَعيشَ مقبولٌ، حَيثُ، عِندمَا يَظهر العدوُّ في طريقكَ، يمُكنكَ أن تُوبخهُ وتَخرجَ مُنتصراً. فكافح، لكي تَنال المُكافأةَ في اليَوم العَظيمِ. ولا شيء يُمكنهُ تَعويضُ الخَسارةِ لهَذهِ المُكافأة التي سَوف تُرافقُك طِوالَ الأبديةِ.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز