رسالة اليوم

23/09/2017 - كُنْ قُدوةً حَسَنَةً

-

-

"وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهَذَا افْعَلُوا، وَإِلَهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ" (فيلبي9:4).

كمْ كَانت قَويةٌ كلماتُ بُولسَ هَذه! وإمكانية وقوفهِ أمَام الرَّبِّ، وأمَامَ النَاس والعدوُّ، وأعلنُ أنهُ خَدمَ الرَّبُّ القَدير بِحيثُ أصبحَ نُموذجٌ للخَادمِ في أهلِ فليبي. وفي الواقعِ، لقدْ تَعلمَ الأخوةُ في فِيلبي مِن الرَسُول مَحبةُ الرَّبِّ واِحترامِ الإنسان؛ وتَلقوا مِنه الكلمةَ المُقدسة والقدوةَ الحَسنة عنْ كيفَ يَنبغي أن يَعيشَ أبناءُ الرَّبِّ سُبحانهُ. وعَلاوةً على ذَلك، سَمعوا للرَّبِّ القديرَ مِن خِلالِ بُولسَ، ولمْ يَشهدوا أبداً أنهُ قدْ أُستخدِمَ مِن قِبلِ العَدوِّ. لأن الرسُول بُولسَ كانَ يَسعَى للقَداسةِ بِاستمرارٍ. وفي الحقيقةِ، إنهُ كان مِثالٌ جيدٌ، حَيثُ لمْ يَرى فِيه أي شَخصٍ على الإطلاقِ شَيئاً قدْ يُشوهُ سُمعتهُ أو يُدنهُ.

قالَ بُولسَ في مُناسبةٍ أُخرى، أن على المَسيحيينَ الاقتِداء بهِ، كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ. (1 كورنثوس1:11).فَهذا مَا يتوقعهُ الرَّبُّ من كُلِّ واحدٍ مِنَا. لِذلك، إذا قَال أحد أنهُ خَادمٌ للرَّبِّ العليِّ، ولكنهُ لمْ يَصلَ بَعدُ لهذهِ الدرجةِ، فمنَ الأفضلِ أن يَذهبَ إليهِ في صلاةٍ ويَطلبَ مِنهُ الغُفرانَ وبِدايةً جَديدةً .

فَيجبُ عَلينَا دَائماً أن نُقدمَ الشَهادةَ الحَسنة، وبِاختصارٍ، لا البَعيدين ولا المُؤمنين لديهم شَيئاً ضِدنَا؛ وإلا، لن يَكونَ قُرباننَا مَقبولاً أبَداً على مَذبح الرَّبِّ. أليْس هَذا مايُريدهُ الكَثيرون ولكِنْ لا يَحصُلون عَليهِ؛ يَطلبونهُ ولا يَجدونهُ أبداً، يَطرقونَ البَابَ لا يُفتحَ لهُم؟ نَعم، لأن سُلوكنَا هو مَا يُحددُ إن كانت القُدرةَ الإلهيةَ سَتعملُ لصَالحِنا أو لا!

أمَا الخَلاص الذي اخَذناهُ جَعلنا مُقدسين، لكِنْ الذي يَعيشُ شَهواتِ الجَسدِ، كأن يُريدُ غيرَ زَوجِهِ، يَكونُ تَحتَ الاغراءِ، وإذا لمْ يَتحررَ مِنهُ، يُمكنُ أن يَقعَ في فِخاخهِ، حِينئذٍ، يقولُ ودَاعاً للحياةِ الأبديةِ معَ الآبِ! فَقط الشَخصُ الذي تَغيرَ، لهُ القُدرةُ على أن يَكونَ حُراً مِن جَميعِ الشَهواتِ الشِريرةِ، وإذا صَبرَ للمنتهى ذلك يَخلُص ،وسوف يَستطيعُ الدُخولَ إلى عَالمِ الآبِ (متى 10:22 ، 13:24).

فبالرُغم من أننَا لسَنا كامِلينَ، لكِنْ، لا يُمكننَا أن نَبحثَ عنْ أعذارٍ للعَيشِ في الخطيئةِ. بَل نَحنُ بِحاجةٍ للنموِ في الإيمانِ. والذي يَتجنبَ الخطيئةَ باِستمرارِ، سَيصلُ إلى قِياسِ قَامةِ مِلءِ المَسيحِ (أفسس13:4). الذي يَحملُ في قَلبهِ حِقدٌ علي قَريبهِ، أو منْ يَطمعُ فيمَا ليْسَ لهُ. هو بِحاجةٌ لغَسلِ هَذهِ الشُرورِ وغِيرهَا التي تُشوهُ شَخصيتِهم.

فيا أخي، إذا كانَ لديكَ "أي خِطةٍ "، أو بَعضُ الذُنوبِ المَخفيةِ، ولمْ تَضعَها بَينَ يَدي الرَّبِّ فَاستيقظ! وإذا كانَ في قَلبك أيُ شُعورٍ بِأهواءِ الخَطيئةِ، فإنكَ ستُعطي شَهادةً سيئةً جداً لأهلِ بَيتِكَ، آمَا لأخوتِك أيَضاً في المَسيحِ وفي العَالمِ.

ثِقتُنا في الآبِ، تَجعلُنا مُختلفينَ عنْ الآخرينَ. لذلكَ، مَفروضٌ عَلينَا أن نَكونَ مُخلِصين، ومُقدسينَ ومُكرسينَ للخِدمةِ الإلهيةِ. وبِالمُناسبةِ، فأن كَلمةُ اللهِ تَقولُ، ويَلٌ لمنْ يُعْثَرَ أَحَد هؤلاءَ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بالرب (مرقس ٩: 42)( لوقا 2:17). والذينَ لا يَزالوا يَعيشونَ بعيداَ عنْ الكَلمةِ، سوفَ يَجدونَ أنفُسهُم في حَالةٍ سَيئةِ، لأنهُم ليْسوا حَقاً كاملينَ في الرَّبِّ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز