رسالة اليوم

20/09/2017 - أُشفِقُ على أولئِكَ الذِينَ لا يَخْدمُونَ اللهَ

-

-

اَلْقِصَاصُ مُعَدٌّ لِلْمُسْتَهْزِئِينَ، وَٱلضَّرْبُ لِظَهْرِ ٱلْجُهَّالِ (سفر الأمثال29:19).

كُلُّ مَا يَفعلهُ الرَّبُّ يَفحصُهُ أولاً. هو خَلقَ السَماوات والأرض، ورأى أن كُلَّ مَا فَعلهُ كانَ حَسناً(سفر التكوين 31:1)، لمْ يَفشلُ في أحدها أو كان بهِ عَيب. وبِمَا أن كُلُّ الأشياء تَأتي مِن عِنْد الرَّبّ، وأيضاً كَلمتهُ قَبلَ أن يَقومُ بِتسلمهَا إلي أحد، ويَحذرُ فِيهَا المَستهزئين - الذينَ لا يَلتفتونَ إلي كَلامهِ - بأن أحَكامهُ جَاهزةً. أمَا بالنسبةِ للجَهُال، فَهوَ يُخبر أنهُ قد أعدَ السِياط لظُهُورِهِم. الآن، كُل قَراراتِهِ تَتحققُ دَائماً. لِذلِك، منْ يُحكمُ عَقلهُ يَجبُ أن يُصلحَ نَفسهُ، ويَبدأ يَفعلُ كُلُ مَا هو صَحيحٌ.

ليْسَ هُناكَ حَماقةٌ أكبرَ مِن أن يَستهينَ أي أحدٍ بِالرَّبِّ، الذي بِقدرتهِ، خَلق كُلُّ شيءٍ من لا شيء، ولديهِ كُلُّ القُدرةِ على فَعِل مَا يَريد، فَكيفَ لا يَخشى الرَّبَّ سُبحانهُ ويَخْدمهُ؟ يُمكنُ فَقط لأولئكَ الذينَ يَنخدعُ من الشَّيْطانِ ويَعتقدُ أن كُلَّ شَيء وجِدَ قَدْ جَاءَ عنْ طريقِ السِحر والشَعوذة. فَواضحٌ أن هُناك كَائنٌ خَاصٌ هُو الذي خَططَ لكُلِّ شيءٍ وقَام بِتنفيذ المَشروع - وهَذا الكائن هُو إلهُنا، الذي يَكشفُ عنْ نَفسِهِ في الكِتابِ المُقدسِ ويُعلمنَا مَا يَجبُ القيامُ بهِ للحَفاظِ على مَخلوقاتِه وإعدادِ أنفُسنا لِمَا سَوفَ يَحدثَ حِين اِكتمالِ الخِطةِ الإلهيةَ.

إن العَملَ المَجنونَ الذي فَعلهُ آدم، بِعدمَ إطاعة الخَالق جَلب إلينا الشَّيْطان، ذَلِك المَلاك الذي سَقط لأنهُ أرادَ أن يَكونُ مِثل الله، ولِذلِك، طردهِ الرَّبُّ من المَناطِق السَماوية وأرسلهُ إلى الأرضِ. ومَع الخَطيئة، دَخل إبليسُ إلى العَالم وتسببَ في الفَوضَى التي نَراهَا الآن في كُلِّ مَكانٍ. ومَع ذَلِك، مَشيئةُ الرَّبِّ لا يُمكنُ أن تُعرقل! وسَوفَ يَأتي الَيومُ الذي فِيه سَوف يَقضي على هَذهِ الفَوضةُ الشَّيْطانيةُ، ومِن ثَمَا، أولئكَ المَستهزئين بهِ سَوف يُثبتونَ كمْ كَانوا مُخطئينَ وأغَبياء.

إن جَميعَ الأحَكام التي حددهَا الرَّبُّ القَديرُ سَيتمُ تَنفيذُهَا، والمُعاناةُ التي سَيُعانِيها المُختلين ستكونُ رهيبةٌ جِداً. والأسوأُ من ذلكَ هو أنهُ لنْ يَكونُ هُناكَ فُرصةٌ ثَانية! والمُدانين سَوفَ يُواجهونَ أشدَ عُقوبةٍ من اللهِ. فهو في غَضبهِ، سَينفذُ ما وعَدَ بهِ بِحقِ الأشرارِ: وسَوفَ يَطرحُ الشَّيْطانَ ومَلائكتهُ في البُحيرةُ المُتقدةُ بالنارِ والكبريتِ إلى أبد الآبدين (سفر الرؤيا 10:20) لذلك، لمَاذا كُلُّ منْ لا يَخدمُ الرَّبَّ لا يُصلحُ طُرقهُم ويَبدؤونَ في خِدمتهِ الآن؟

هُناك مَجموعةٌ من النَاس تَركوا رُوحَ الحَماقةِ تَقُودهُم. إنهُم مَحسوبينَ أيضاً من ضِمنِ أولئِك الذينَ يَخدمونَ الرَّبَّ، ولكنِهُم، يَعتقدونَ أنهُم في اليَوم العَظيم، سَيُغلقُ الرَّبَّ عَينيهِ عنْ أفعالهِم الجُنونيةِ: قائِلينَ أنهُم يُؤيدونَ الحقَّ، ويَكذبون، يُعلنونَ قَداستِهم، ويَرتكبونَ الزِنا ويُؤكدونَ بأنهُم يَتبعونَ الرَّبَّ، لكِنهُم يُطيعونَ الشَّيْطان ويَتبعونَ رَغباتِ الجَسدِ إلي جَانبِ الخَطايَا الأُخرى. ولكِنْ سَينتهي بِهم المَطافَ في العذابِ الأبدي، والضَربِ بِالسياطِ على ظُهورِهِم بلا رَحمةٍ.

فيا إخوتي، ألا تَعتقِدونَ اَنكُم بِحَاجةٍ لإصَلاحِ أنفُسكُم مَعَ الآبِ؟ اِفحص نَفسكَ!


محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز