رسالة اليوم

19/09/2017 - هَذهِ هي الطَريقةُ التي نَتعرَّفُ فِيهَا عَلى بَعضِنَا البَعْض

-

-

"الْفَاعِلُ الشَّرَّ يُصْغِي إِلَى شَفَةِ الإِثْمِ وَالْكَاذِبُ يَأْذَنُ لِلِسَانِ فَسَادٍ" (سفر الأمثال4:17).

أنتَ تَعرفُ بالتأكيد أن المَثل الشَعبي "قُل لي منْ تُعاشر، أقولُ لك مَنْ أنت" ليْسَ مِن الكتابِ المُقدس، لكنهُ يقولُ نَفس الكلامِ المَذكورِ في الآيةِ بِالضبط؛ ولكِنْ ليْس لديهِ نَفسَ القُوةِ، لأن نَص الإنجيلِ هو كَلمةُ الله، التي لا تكذبُ أبداً.

ويَنبغي عَلينا أن نَعرفَ أصدقاءنَا. اِنتبه جَيداً: إذا كانَ لدِيهم شَفاهُ أشَرارٍ - يُحبونَ الحَديث بالكلماتِ القذرةِ، والكَذِب- فَإنك تَتصرفُ بِشكلٍ خَاطئ، والذي يُصادق من يُحبُ الكلامُ الباطل فإنهُ يفعلُ ما تُدينهُ الكَلمةُ، حَتى ولو بالقلبِ فَقط . فمنَ الأفضلِ أن تَبقى بَعيداً عَنهُم.

كَلمةُ اللهِ هي أفَضلُ شيءٍ اُعطاهُ لنا الرَّبُّ، ومنْ يَعرفهَا يُلاحظُ ذَلك، ولا يَتعثرُ أبداً، وليْس فِيها مُبالغةٌ. وكأبٍ حَقيقي، فَإنهُ لا يَهتمُ فقط برفاهيةِ أبنائهِ، ولكنهُ يَسعى أيضاً لفتحِ أعَيُنِهم للهُروبِ من مَكايدِ العَدوُّ؛ ومَع ذَلك، لا يُعطي الجَميعَ اهتماماً للتَحذيراتِ الإلهيةِ. والذي لا يُطيعُ الله لا يَفهمُ لمَاذا تَحدثُ لهُ المَشاكِل الكثيرةَ.

وإذا كُنتَ تَشعرُ بِالسعادةِ مَعَ منْ يَقولونَ النُكات القَذرة، ويكذبون ويَخدعون أو لا يَتفوهونَ إلا بالكلامِ البَاطلِ، فَافتح عَينيكَ لأنكَ تَسلكُ في طريقٍ حَيثُ يجبُ أن تَتسمَ أعَمالُك بِالقداسةِ والحِرص، ولكِنْ بِمُشاركةِ الشَّيْطانِ، سَوفَ يكونُ العِقابُ شَديداً، لأن غَرضهُ الوحيدُ، يَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِك. (يوحنا 10:١٠ ).

خَطرٌ آخر يَتربصُ بالشخصِ الذي يُميلُ أذنهِ إلى لِسانِ الشرّ، للاستماعِ إلى نُكتةٍ غيرُ لائقةٍ، أو يُريدُ أن يَعرفَ بَالتفاصيلِ كيفَ أخطئ شَخص!، ومُغرمٌ بالأفلامِ الإباحيةِ، والرُواياتُ القَذرةُ، والقِصصُ الغَراميةُ وجَميعِ المُحادثاتِ الشَّيْطانيةِ. ويُسيطرُ رُوحُ الكَذبِ عليهِ. ويَنقادُ تَدريجياً، للغَشِ وتَشويهِ الحَقائقِ، وتَزودِ القِصصِ، حَتى أنهُ يَخلقُ حَالاتٍ غيرُ واقعيةٍ قد تَقودُ الكثيرين إلى الخِداع. فإذا كانَ ذَلك قدْ حَدثَ لكَ، اِتجه إلى الله في صَلاةٍ، واِعترف بَالخطأ الذي اِرتكبتهُ واطلُب مِنهُ الغُفران، وتَخلص مِن كُلِّ ما لدَيك يُبعدُكَ عنْ طريقِ الحقِّ ويَقُودك إلى المُعاناةِ. وأما الذينَ لديهم شَفةٌ شريرةٌ ولسانُ كَذابٍ، فهُم بِحاجةٍ لِخلاصِ أنفُسهم من الخَطيئةِ، واِبنِ الرَّبِّ الذي لا يُوبخهُم، يُوافِق على الخَطيئةِ التي يُمارسُونهَا، وبِهذهِ الطريقة يكونُ مَسؤولاً عنْ سُقوطهم. كَخُدام للعَدلِ الإلهي، عَلينَا أن نَقُودهُم إلى الحَقَّ. ولا نَدعُ الخُطاةِ يَضلونَنا، لكِن نَحملُ إليهم رسالةِ الإنجيل.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز