رسالة اليوم

18/09/2017 - حَذارِي مِنَّ الطَمَعِ

-

-

"اَلْمُولَعُ بِالْكَسْبِ يُكَدِّرُ بَيْتَهُ وَالْكَارِهُ الْهَدَايَا يَعِيشُ"(سفر الأمثال 27:15)

خَلقَ الله الإنسان على صُورتهِ ومِثالهِ (سفر التكوين ه : ٢٦ )، وشَخصُنَا الحَقيقي هو الرُّوح، وأما الجَسد هو مُجردُ بِيتُنا. وإذا تَركنَا الطَمعَ يُسيطرُ على كَياننَا، سَوفَ نَجعلُ جَسدنَا يَدفعُ الثَمنَ، وهَذا سَيحدثُ تِلقائِياً. فَالقلبُ الذي يَستسلمُ لرُّوحِ الطمعْ، فهو يَفتحُ البابَ لكلِّ أنواعِ الآلم للدخُولِ إلي بَيتهُ . فَلا يَمُكننَا أن نَسمح لأي شيء سَيئ بأن يقيم في أروحنا، لأن من خلاله، نبقى على اتصال مع الآب، ونتشدد بالحق، ونبدأ التفكير والتصرف بطريقة صحيحة وبصفة المنتصر.

تُترجَمُ كلمةُ هَدايا في الآيةِ المَذكورةِ إلى تَرجماتٍ أخري للكِتابِ المُقدسِ، بِكلمةِ "رَشوة". وهَذهِ "الهَدايا"، التي يَبدو أنها تُساعدُ أولئِكَ الذينَ يَقبلوهَا هي وَسائل العَدوِّ لإضعافِ عبدِ الرَّبِّ وجَعلهُ يُعاني. وعِندمَا يَتلقى الشَخص لمَا لمْ يَكُنْ مُتفقٌ عَليهِ أو شَيءٌ لمْ يَكنْ مَسموحاً لهُ، فِإنهُ يَفتحُ البَابَ للعدوُّ. وهَذا هُو قَانون الله ولنْ يَتم إلغاؤهُ . ولذِلِكَ، فإن الأخوةَ رِجالِ الشُرطةِ على سَبيلِ المِثالِ، الذين يَفرجون عن الجَاني بَسببَ الرشوةَ لا يَفهمونَ أنهُم بِهذا الفِعلِ يَقعونَ في فَخ الشَّيْطانِ. ويَنطبقُ نفسَ الشيءِ على المُوظفِ الذي يَبيعُ نَفسهُ بأي قِيمةِ.

يَقولُ الجَميع بِأن كُلَّ واحدٍ لهُ ثَمنهُ، ولكِنْ ذَلِك، لا يَنبغي أبداً أن يُقال عن أي اِبنٍ للرَّبِّ، الذي بَلغتْ قِيمتهِ لأعلى قِيمةٍ التي مُمكنٍ أن يَدفعَها أي شَخصٍ كان. وهي حَياةُ المَسيحِ التي قَدمِهَا على مَذبحِ الجُلجُثة. ونَحنُ لدَينَا الرَّبُّ سُبحانهُ لكي نَكونَ مِثالاً للصَدقَ والكَرامةِ، ولِذلِك، يَجبُ أن نَتصرفُ بِطريقةٍ مِثاليةٍ في كُلِّ الأحوالِ. وعِندمَا يَتركِ المَسيحي نَفسهُ تُقادُ برُّوحِ الزِنا، فَإنهُ يَحفرُ قَبرهُ بِنفسهِ. وهَذهِ الخَطيئةِ تُنجسهُ إلى الأبدِ، لأنهَا تَجعلهُ جَسداً واحَداً مَع روحِ الزِنَا، وهَذا العَارُ لا يُمحَى أبداً.

أفضلُ رِسالةٍ يُمكننَا أن نُبشرَ بِها الجَميعَ هي قَول لا : لا للطمعِ لا للرَشوةِ و لكُلِّ نَوعٍ مِن أنواعِ الخَطيئةَ. والذي يَقولُ نَعمَ للمَحظورِ، هُو يَقولُ بِعبارةٍ أخرى أنهُ من يَتركُ الرَّبَّ. وإذا حَدثَ هَذا، فَهو سَيكونُ أتعسَ يَومٌ في حَياتهِ، لأن الذي يَنحرفُ عنْ طَريقِ الرَّبِّ لا يُمكنُ أن يَعودَ للعَيشِ مَعهُ مَرةٌ اخرى. وطَالمَا هو بَعيداً عنْ الرَّبِّ، يَستطيعُ العدوُّ أن يَفعلَ بهِ أسوأ الأعمالِ الوحشيةِ، التي سَوفَ تَتركُ أثراً لا يُمحَى في نَفسهُ إلى الأبد.

أختبر نَفسكَ الآن وأنظُر إذ كانَ الطَمع جُزءاً من حَياتِكَ أم لا. وإذا لزم الأمر، صَلي وأطلُب مِن الرَّبِّ أن يَفحصك. وتَحقق مِن الأسبابِ التي جَعلتك تَختارُ مَهنتك، زَوجتُكَ، وحَتى الكنيسةِ التي تَترددُ عَليهَا. وقَرارك أن تَكونَ في جَماعةٍ مُعينةٍ لكونِهَا جَميلةٍ، أو لكِونِ الواعَظٌ فَصيح اللسانِ، وأعضاءٌ لدَيهِم نَفسَ المَكانةِ والاهتِماماتِ. ففي جَميعِ الاخَتياراتِ، يَجبُ اِستشارةِ الرَّبِّ وإطاعتِهِ!

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز