رسالة اليوم

17/09/2017 - كَمْ نَحْنُ مُبَاركون!

-

-

"بِحَسَبِ فِطْنَتِهِ يُحْمَدُ الإِنْسَانُ أَمَّا الْمُلْتَوِي الْقَلْبِ فَيَكُونُ لِلْهَوَانِ"(سفر الأمثال 8:12)

خَلقَ الله الإنسان على صُورتهِ ومِثالهِ (سفر التكوين ه : ٢٦ )، وأعطاهُ الرَّبُّ الاستِنارة اللازمةَ لهُ، وكانَ آدمُ حَكيماً جداً ولديهِ قُدرة أكثرَ مِما نَتخيل، وكانَ عَليهِ أن يَدعو جَميعَ المَخلوقاتِ بِأسمائهَا. وإن لمْ يَكُنْ مُؤهلاً لفِعل ذَلك، لمْ يكنْ الآب طَلبَ مِنهُ ذلك. لكنهُ عِندمَا أخَطأ، تَلاشى نُورُ آدم. الذي كانَ مَصدرهُ اللهُ نَفسهُ، وخَرج منهُ. ووقعت عليهِ الظُلمةِ، وجَعلتهُ تَحتَ تَصرُفِ العدوِّ. واليوم، لنَكون قَادرين على تحَديدِ ما هُو أفضلُ طَريقٍ لاِتخاذهِ أو مَا هُو القرارُ الصَحِيح، نَحنُ بِحاجةٍ لأن نَستنير من خِلالِ كَلمةِ الرَّبِّ. دُون ذَلك، سَوف نَتصرفُ كالعميانِ.

نُورُ الله يَجعلُنَا جَديرينَ بالاحتِرام والثناء. لقدْ قَال المَلاك المُرسل للنبيِ دَانيال: َأنَا جِئْتُ لِأُخْبِرَكَ لِأَنَّكَ أَنْتَ مَحْبُوبٌ (سفر دانيال 23:9)، فهُو رَجلاً لمْ يكنْ جَمالهُ جَسدياً، بل رُوحياً، وبنور الرَّبِّ الساطع في أروحنا، نُحنُ نُصبحُ أشخاصاً مُحترمين، ونَكونُ مُمتدحين ومَحبوبين من العالم. فالعَدوُّ يَعرفُ الشخصَ الذي هو من الرَّبِّ ،وهُو يَخشاهُم. فَابذُل كُل مَا في وسعِك لكي تتألق بنورهِ أكثر فأكثر في كُلِّ يوم. وهَذا سَتحصُل عَليهِ من خِلالِ قِراءةِ الإنجيل وسَماعِ الكَلمةِ؛ وبِهذا فَقط، سَوفَ تَزدادُ مَعرفتكَ بهِ.

عِندما نَرى أي شَخصٍ يَستخدمهُ الرَّبِّ، أولَ شيءٍ يَخطرُ في بَالنا هُو أن هَذا الشَخص لديهِ امتيازٌ خَاص، ولكِنْ هَذا ليْس صَحيحاً، لأن لا شيءَ يَحدثُ بِالصُدفة. فهو تلقى كُلِّ شَيءٍ من الله، عنْ طَريقِ الاهتمام بكلمتهِ، وما كشفهُ الرَّبُّ لهُ فيها. فهذا أمرٌ مهمٌ جد اً! اِقرأ مَا يَقولهُ الكتابُ المُقدس: فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَٱلَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ (متى 12:13). وبَالمعونةِ الإلهيةِ نُصبحُ أقوياءَ ونَعملَ، ولكِنْ، هَذا فَقط لأولئِك الذينَ يُصدقونَ مَا يَقولهُ الله. ونَحنُ نَتقاسمُ المَسؤوليةِ مع المَسيحِ فِيما نَحصُل عَليهِ مِنهِ.

أولئِك الذينَ يَرفضونَ التَصحيح لتبني طُرقهُم الخاصةَ بِهم يَقُودهُم الشَّيْطانُ. فليسَ من المُمكنِ أن تَكونَ مُحايداً عِندمَا يَتعلقُ الأمرُ بالأمورِ الرُّوحيةِ. ولرُبَما يَقولُ أحدهُم: "أنا لنْ أخدمَ الله ولا الشَّيْطان". وهَذا خَطأ. أولئِك الذينَ ليْسوا في النورِ هُم بالتأكيدِ في الظلام (متى 30:12). إذا كُنا نَنظرُ في إمكانيةِ تَركِ خَالقنا - مَصدرُ الخَيرِ – نَحنُ بِذلكَ نُساعدُ قوَّةَ الشَّيْطانِ أن تنَتصرَ.

فَالشخصُ الذي يَتخلى عنْ الخير فإنهُ يَعتمدُ على الشر كأنهُ سَيدهُ، فَيكونُ مَفروضاً عليِه جِزيةٌ مُباشرة على الجَانب الآخر كَشرير. وبِهذا التَصرفِ، فإنهُ يَتسببُ في ضَررٍ كَبيرٍ لنَفسهِ، ولعَائلتهِ وأقربائهِ . وأيضاً، القلبُ الشرِّير يَعيشُ حَياةً صَعبة، لأنهُ يَعيشُ مُضطرباً من أرواحِ الشرّ، التي سَوفَ تَفعلُ كُلَّ شيءٍ لكي تَجعلهُ يُعاني.

الشَّيْطان هُو رَّبُّ الشرِّير، لذلك، من دُونِ أدنى شَكٍ، أستطيعُ أن أقول أنهُ من الأفضلِ لنا أن نَستسلمَ للنورِ، بَدلاً من أن نَعيشَ في الظَلامِ. والذي يَستخدمُ عَقلهُ لا يَجبُ أبداً أن يَبتعدَ عنْ نُورِ الحياةِ، لأن بِدونهِ، سَوفَ نَكونُ في خَطرٍ دَائم ومُعاناةٍ كَبيرةٍ.


محبتي لكم في المسيح 

د.ر.ر. سوارز