رسالة اليوم

15/09/2017 - لا تُعطي اِهتِماماً للْفَرِّيسِيِّينَ

-

-

"وَأَمَّا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ يَأْكلُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: مَا بَالُهُ يَأْكل وَيَشْرَبُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ"؟

المَدرسةُ التي تَعلمَ بِها الْفَرِّيسِيُّونَ في ذَلِك الوَقت، لمْ تَكُنْ أبداً مُغلقة؛ بل بِالعكسِ، كانَ يَترددُ عَليهَا كَثيرينَ بِشكلٍ مُستمر في كُلِّ العُصورِ وقد تَخَرَجَ مِنها الكَثير مِن القِديسين المُزيفين. وقامَ الكَتبةُ على مَرِ العُصورِ التَوراتيةِ بِنسخِ كَلمةِ الرَّبِّ، حَتى شَعروا بَأن لهُم الحَقُّ في تَفسيرهَ، ولمْ يَقبلوا مَا يَقولهُ يَسُوع. وفي الوَاقعِ، كُلُ مَا ارادوا سَماعهُ هُو أي شيءٍ يُدينهُ. لذلك، عِندمَا رَأَوْهُ يَأْكُلُّ مَع الخُطاةِ والْعَشَّارِينَ - أناساً كَانوا يَعملوا لحِسابِ الرُومان ومعَ الصَيادين - سَألوا تَلاميذهُ، لمِاذا يَفعلُ المَسيحُ ذَلِك.

يَسعى الْفَرِّيسِيُّونَ في أيَامِنا هَذِه في طَلبِ العِلمِ والمَعرفةِ، وهَذا سَوفَ يَكونُ بِمثابةِ عَملٍ يَستحقُ التقديرَ إذا كانَ اِهتمامهمُ هو اِستعمالهُ لإصلاحِ حَياتِهم، وهَكذا يَخدمونَ الرَّبَّ حَقاً. إلا أن، مَا يُريدونهُ في الواقعِ، هُو إيجادُ وسيلةً لإدانةِ أولئك الذينَ يَقومونَ بِهذا العَمل بأي طَريقةٍ وإضَعافُ مَعنوياتِهم وعَملُ الرُّوحِ القُدس في حياتهم، وتَعطيلُ عَملِ الرَّبِّ. فَهُم يَا أخي على سَبيلِ المِثالِ، يَسألونكَ عنْ سَببِ إيمانِكَ بأي شيءٍ (1بطرس15:3)

عَلمَ يَسوعَ بِحكمتهِ، أن لا يُسلم تَلاميذهُ على أي أحدٍ في الطَريقِ (لوقا 4:10)، وبَينمَا هُناكَ آخرينَ، يَشتركونَ مَعهُم فيما يُسمونهُ ولائِم المحبةِ المَسيحيةِ!، وهَؤلاءِ سَوفَ يُطرحونَ خَارجَ وليمةِ الرَّبِّ. لأن خَادمَ الرَّبِّ يَجبُ أن يَتذكرَ بِأن لديهِ دَعوةٌ للقيامِ بِهذا العَمل، وليْس لإرضاءِ بعض الأشخاص. وأيضاً يَجبُ أن نَكونَ أمناءً للذي أقامنَا لخِدماتهِ وعدمُ السَماحِ لأحدٍ بأن يَمنعنَا من إنجازِ العَملِ الذي دُعينَا من اجلهِ.

فينبغي أن نَستخدمَ الوقتَ المُستغرقَ لتلقي المَدحِ والجَوائزِ والشَهاداتِ والأوسمة الأخرى، في الصَلاةِ والتأمُلِ والسعي وراءَ السُلطةِ السَماويةِ. فالذي يَعيشُ تَحت أقدامِ الرَّبِّ يتَعلمُ اللازِمَ. ومن نَاحيةٍ أخرى، الشَخصُ الذي يَعيشُ في الارتباطاتٍ اِجتماعيةٍ يَفقدُ الكثيرَ، لأنهُ في هَذهِ اللقاءات والاجتِماعات، آخرَ شِيءٍ يُمكنُ أن نَسمعهُ هو كَلمةُ الرَّبِّ أو مَا يَخُصها. وهَذا يُسببُ الاشمئزازَ من الاشتِراكِ في الأحَاديثِ التي يَمدحُون ويَكرمُونَ فِيها البَشر، والاتفاقات التي تَتمُ المُوافقةَ عَليهَ، تكونُ لخِدمةِ الشَّيْطانِ. والاجتِماعاتُ التي يَتم تَحقيقهَا يَجبُ أن تَكونَ دَائماً لمَجدِ الآبِ!

هُناك العَديدُ من االوَاقعينَ تَحتَ سُلطانِ قوَّى الظلامِ، ولنْ يُصبحوا أحراراً إن لمْ يَكُونوا خُداماً للرَّبِّ العليِّ، ومُكرسينَ أنفُسهُم أمامَ عَرشِ النِعمةِ، وفي شَركةٍ حَقيقيةٍ مع الرَّبِّ القدير. وفي الواقعِ، إن لمْ يَترُك قَادةُ اليَوم لا يَتركونَ المَوائِدَ ويَضعونَ أنفسهُم أمام الرَّبِّ سُبحانهُ، لأنهُ وحدهُ يُخلصُ الضَائعين. إذن بَدلاً من العَملِ نَحنُ نَأخذُ وقتاً للنومِ قَليلاً، ونَطوي اليَدين لِذلكَ، وبِالتأكيدِ هَذا سَيجعلُ الفقرَ يُقبلُ عَلينا، والاحتياج يُهاجمُنا كرجُلٍ مُسلح(سفر الأمثال 10،11:6 ; 34،33:24). هل هَذا مَا تريده أن يَحدُث في حَياتِكَ؟

محبتي لكم في المسيح 

د.ر.ر. سوارز