رسالة اليوم

13/09/2017 - مَوتُ شَجَرةِ التِّينِ

-

-

"وَكلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ"(متى22:21)

لقدْ وعَظتُ عدةَ مَراتٍ حَولَ هَذا المَوضوع: قَتل يَسوع لِشجرةِ التِينِ، وعندما كُنك في اليَابان، قابلت شَخص نِيسي- هُو الجِيل الأولُ من أطفالِ اليَابانيين الذينَ ولِدوا في بلدٍ جَديد - وقدْ عَاش لفترةٍ طَويلةِ غاضب جداً، وقَال في ذَلك الوقت أن يَسوعَ ليْس هُو الله. فَنظر الجميع إليهِ، وسَألتهُ : "لمَاذا تقولُ ذَلك "؟، فقال : "لأنهُ قتلَ الشجرة ". وفي تِلك اللحظةِ، قررتُ أن أعظُ حولَ هَذا المُوضوعِ، وبَعدَ ذَلِك بوقتٍ قصير، اقتنع الصَبي بِأن سَيدنا قدْ تَصرفَ بالشكلِ الصَحيح.

قَال المُعلم وَكلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ، بَعد أن شَرحَ للجميعِ مَا قَامَ بهِ. ولكِنْ، هل كانَ في الصَّلاةِ عِندمَا أعطى الأمرَ لشجرةِ التينِ أن تصبح جافةٌ؟ على ما يَبدو لا، لأنهُ كانَ يَبحثُ عنْ شَجرةِ التينِ ليأكُلَّ مِنها. ولأن شَجرةَ التينِ لمْ تُثمر، أعطى يَسوعَ الأمر بأن تَموتَ.

يَسوعُ هُو خَالقُ كُلَّ شيءٍ، وأيضاً تلك الشَجرةِ. لذلِك، كانَ عَليهَا أن تَعرفهُ، وتُنتجُ لهُ ثَمراً، لكنهَا رفضت السَيدَ. وبِالرُغم من أنَّ الكتابَ المُقدسَ يُخبرنَا يُؤكدُ لنا أنهُ لمْ يَكُن مَوسمَ التينِ، وإذا كانتَ شَجرةُ التينِ أعطت الرَّبَّ من ثَمرِهَا، فَإنها كانت ستفعلُ بِقوَّةِ الرَّبِّ . وهَكذا كَانت سَتفرح، ليْسَ فَقط بإطعامِ خَالقِها، ولكن أيضاً سَتكونُ نَافعةٌ بفعلِ يدِ الله العلىِّ لإنتاجِ ثمرٍ الذُ من أي شَجرةٍ أخرى على الإطلاقِ.

عَلينا أن نَكونَ مُستعدينَ دَائماً. فِإذا كانَ الرَّبُّ يَبحثُ عنا ليُعطينَا ثِماراً، أو يُرسِلنَا للقيام بِمهمةٍ مُعينةٍ، لا يَجبُ أن نَقول "لا". فَنحنُ نُخطئُ عِندمَا نَقول إننا غَيرُ قَادرينَ علي تَلبيةِ دَعوةِ السَماءِ، لأنَّ الرَّبَّ لنْ يُرسلنا أبداً لأي مكانٍ، دُونَ أن يَذهبَ معنَا. وبِوجودهِ مَعنا، يُمكننَا أن نفعلَ مَا يُريدهُ منا. ودَائماً سَوفَ نكونُ المزهريةِ في يَديهِ، لأنهُ هو الذي يَقومُ بِالعملِ – وكما يُريد.

لا دَاعي لأن أخُاف أو اعتقدِ بأن المُعجزات لنْ تَحدُث، عِندمَا أكونُ أمام الآلاف من البَشرِ، بل بَالعكسِ تَماماً، لأن أبي عِندمَا أرسلني لهَذا المَكان، أنا واثقٌ أنهُ مَعي طِيلةَ الرِحلة، وسَيفعلُ ما وعدني بهِ. لِذلك، في كُلِّ مَرةٍ أُصلّي، كُلُّ مَا أطلبهُ هو – التَحديد، البُرهان، ومَا يُردهُ مِني – والوُعود تُوفى، لأن الله مُتمِم وعودهُ (تثنية 7: 9؛ يشوع 14:23؛ يوحنا 13:14).

عِندمَا نُصلي نكونُ في شَركةٍ مَع الرَّبِّ. وإذا كانَ هُناك شيءٌ يَجبُ عَلينا إصلاحهِ، هُو سَيُخبرُنا بهِ، ويَقومُ بِنفسهِ بِإصلاحهِ، لأنهُ صَاحبُ العملِ. فَنحنُ مُرسلينَ منهُ، ولنَكونَ في مكانٍ مُعينٍ بِاسمهِ؛ لِذلك، ليْس هُناك ما نَخافُ مِنهُ. بل بِالعكسِ، يَجبُ علينَا أن نَطرُدَ الشرَّ، ونَطلبَ المُعجزات. وعِندمَا نَطلبُ بِاسم يَسوع، فالقوَّةَ التي اِستخدمهَا للعملِ مع شَجرةِ التينِ، نَفسهَا سَتعملُ مَعنَا.

محبتي لكم في المسيح 

د.ر.ر. سوارز