رسالة اليوم

12/09/2017 - الطَلَّاقَ

-

-

 

"وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي" (متى 19:9)

هُناكَ العَديدُ من الأشياءِ لمْ تَكنْ من ضِمنِ خِطةِ الرَّبِّ، لكنهَا تَحدثُ في وسَطِنا. ومن ضِمنهَا الطلاق، وبِالمناسبةِ أصَبح شَائعاً جداً اليَوم. ولكِنْ لا يَنبغي أن يَكونَ بِهذهِ الطَريقةِ. والآن، سَأسألُك هَذا السُؤال: هَل الطَلَّاقَ خَطيئة أم لا؟ الجَواب هُو "نعم" و"لا"، لأنهُ يَعتمدُ على السَببِ الذي أدى إلى كَسرَ العَهدِ الذي قَام بهِ الزوجين أمَام الرَّبِّ.

قَراءةِ الآياتِ السَابقةِ هو مهم جداً، لنَحصُل على نَظرةٍ أوسعَ لِهذا المُوضوع. فعلى أي حَالٍ، من الجَيدِ ألا يَكونُ أحدٌ بِحاجةٍ لاستخدامِ هَذا الاستِثناء كَحالةً عَامة، أي أن الطَلَّاقَ الذي سَمحَ بهِ المُعلم، هو ضِمن شُروطٍ مُعينةٍ. ففي حَالةِ الزِنَى مِن قِبل أحدِ الزَوجين، فَمنَ الواضحِ أن الطَرفَ البَريء، يُمكنهُ اللجوءُ إلى هَذهِ الوَسيلةِ، لأنهُ بَعدَ كُلِّ شَيءٍ حَدثَ، كَيفَ يُمكنُ لأحدٍ أن يَرتبطَ بِشخصٍ لا يَحترمُ عَهدَ الزوّاجِ وخَانهُ عِدةُ مَراتٍ؟

إذا لم يقل السيد : " إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا"، لنْ يُسمحَ مُطلقاً بِالطلاقِ. لأنهُ عِندما نَطقَ بِهذهِ العِبارةِ، أوضَحَ فَيهَا أنهُ في هَذهِ الحَالةِ فقط، يُمكنُ للشخصِ الذي يَتعرضُ للخِيانةِ أن يَنفصلَ . وإذا لمْ يَكُنْ هُناك خِيانةٌ، فَالذي يَتزوّجُ مُطلق يَزْنِي.

أسوأ شيءٍ يُمكنُ أن يَحدثَ هو أنْ يَكونَ أحدَ الزَوجين غَيرَ مُخلصٍ للآخر، فإنه يُخطئُ إلى نِصفهِ الآخر، لأنهُما جَسداً واحداً. فَفي سِفر الأمثالِ الإصحاحُ ٦ العدد ٣٢- ٣٥ ، واضحٌ جداً مَا سَيحدثُ للذي يَخونُ زَوجهُ. وأتذكرُ أولَ مرة قًرأتُ فيها هَذه الآيات. وكنتُ صَبياً صَغيراً واعجبتُ بِهذا الوحي، وبالرُغم من عَدم فَهمي لما تَعنيهِ كَلمةُ "خِيانةٍ" في الزَواجِ، لكِنَّ هذا الكلامَ أعَجبني، وصَليتُ قَائلاً: "يَا أبتاه، أنا لا أريدُ أن يَحدُث ذَلك في حَياتي. فلا تَدعهُ يَحدثُ معي إطلاقاً".

نَعلمُ أنَّ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي ٱلشِّرِّيرِ (1يوحنا 19:5 )، فَهو يَجعلُ من هَذهِ المُمارسات القَذرة والغيرُ أخلاقية عِبارةً عنْ نُكتٍ يَتبادلهَا اتباعهُ. ويَميلُ الذينَ يَعيشونَ في العَالمِ لإساءةِ مُعاملةِ الذي يَتعرضُ للخيانةِ، بِحيثِ يَدعونهُ "بالديوث"، كمَا لو كانَ المَسؤولُ عنْ الخَطأ الذي اِرتكبهُ الطرفُ الآخر. وغيرُ المُؤمنين هُم منْ تَنطبقُ عَليهم هَذهِ الصِفةُ لأنهُم لمْ يُحافظوا على أجَسادهِم وبِالتالي تَجاهلوا وجُود الله وكفايتهِ ومَنعوا أنفُسهم من اِرتكاب الخَطيئةِ. وأنا مُتأكد بِأن الرُّوح القُدس قد فعلَ كُلَّ شيءٍ لكي لا تَحدثَ هذهِ الكارثة. يَخافُ الشَخص الخَائن من أولِ نَظرةِ إغراءٍ، لكنهُ بَعدَ يَومٍ واحدٍ يَستسلمُ لهَا، بالرُغمِ مِن صُراخ السَماء لهُ لكي لا يَفعلَ مَا فَعلهُ، لكنه يفعل. والذي يَصُمُ أذُناهُ عنْ تَحذيراتِ السَماء، سَوف يَدفعُ الثَمن بَاهِظاً!

لذا، في حَالةِ وجُودِ خِيانةٍ زَوجية، والحُبُ لمْ يستطيعَ التَغلبَ عَليها، ووفقاً لمَا تُعلنهُ الآيةُ، يَسمحُ أن يَكونَ هُناك طَلَّاقَ. ولكِنَّ الأفضلَ هو أن يَتوبَ الخائن، ويُسامحهُ الآخر!

محبتي لكم في المسيح 

د.ر.ر. سوارز