رسالة اليوم

11/09/2017 - الأفَعالُ التي لا مُبرِّرَ لهَا وخَطيرةٌ

-

-

فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَٱبْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلًا: «حَاشَاكَ يَارَبُّ! لَا يَكُونُ لَكَ هَذَا(متى 22:16).

كَانَ الرَّبُّ يسُوع في هَذهِ الرسالةِ، يتمدحُ بُطرس على جَوابهِ الرائعَ، الذي أعلنَ فيهِ عنْ إيمانهُ بأن يَسُوع هو المُعلم، وهو ابنُ الله . ومع ذَلك، حَذرهُ من الحَقيقةِ التَالية : أنهُ لمْ يَكُنْ قدْ فهِم هَذا مِن خلالِ عَقلهِ، أي أنَّ يَسوعَ هُو الرَّبُّ، إنما، بِوحيّ من الآبُ الذي في السَماواتِ، ومَع ذَلِك يا أخي، وبَدلاً من التأمُلِ بَما سَمِعهُ من يَسُوع، سمحَ بُطرسَ لنفسهِ أن يُساقَ من العدوُّ، والمُدهشَ في الأمرِ، بعدَ فترةٍ وجيزةٍ، عندمَا تكلمَ المُخلص عمَّا سوفَ يحدثُ لهُ، وجدَ أنهُ كانَ لدَيهِ الحقُّ في تَوبيخِهِ.

يُعلمنَا هَذا المَقطع أن نَكونَ حَريصينَ على عَدم الوقوعِ في خَطأ مُشابه، ونُخطئ إلى الرَّبِّ .فَجيدٌ أن نَتحققَ من مَصدرِ مَا نَسمعهُ، ونَتأكدُ من هَذهِ المَسألةِ : هل ما نَشعُر بهِ هو من الرَّبُّ العليِّ أم لا ؟ وهَذا الرد يَصلُ لقلوبِنا فقط مِنْ خلالِ الوعظِ بالكلمةِ المُقدسةِ، وباختصارٍ، الذي يَأتي مِن السَماء يَجبُ أن يَكونَ وفقاً لمَا يَقولهُ الكتابُ المُقدس . وفي الواقعِ، ليْسَ كُلّ مَا يَحدثُ في قُلوبنا هو مِن الرَّبِّ. وهُناك خَطأ شَائعٌ جِداً، وهو أننا لا نَهتمُ بِما نَشعرُ بهِ، ونَقومُ بِتسليم "الرسالة" فَوراً دُون التأكُدِ هَل هي مِنَّ الرَّبِّ أم لا، وهَذا أمرٌ خَطيرٌ، لأنَّها إن لمْ تَكُنْ مِنهُ، فهي مِنَّ العدوُّ، بِطريقةٍ مُباشرةٍ أو غيرِ مُباشرةٍ.

دَرسٌ آخر يمكن أن نتعلمهُ، وهو أن شَخصاً مَا يُمكن أن يَكونَ مُستخدماً من الرَّبِّ القدير بِطريقةٍ رَائعةٍ، لكِنْ إن لمْ يَسهر ويكون مُتيقظ، سَوفَ يقعُ في خِدعِ الشَّيْطانِ، الذي يَنتهزُ الفرصةَ دُون تَرددٍ، ويَستخدمُ أعذارهُ الحَقيرة بالهامٍ مِن مُستنقعاتِ الجَحيم. وفي هذهِ الحالةِ، أعطى يسُوع الرسُول بُطرس دَرساً في الأخلاقِ، دون أن يُدرك مَاعليهِ ان يَفعلهُ. وأحياناً نَتصرفُ نَحن بنفسِ الطِريقةِ، أليْس كذلك؟

مَا حَدث لمْ يَكُنْ عَملاً مفروغاً منهُ، لا عَواقِبَ لهُ، ولكنه كان تدخل من الشيطان، ليقود تلميذ يسوع ليعطل خطة المشيئة الإلهية. وكُلّ من لا يَسهر ويَكونُ يَقظاً، يُمكن أن يُستخدمَ بِسهولةٍ من قِبلِ العدوُّ، لكي يَمنعَ الشخص خِطةِ الله مِنَّ التنفيذِ، وذَلِك بإعطائهِ تَعليماتٍ ليْس لها أي عِلاقةٍ بالرَّبِّ العليِّ، وهَذهِ الأشياءُ خَطيرةٌ جداً ! فإذا لمْ تتلقي كَلمةً من الآبِ، فَمِن الأفضلِ إبقاء فمِك مُغلقاً، وأن لا تَنطُق بأي شيءٍ آخرٍ لم يعطيك إياه، وتعُطيهِ لشخصٍ آخر.

لنَتخيلَ معاً أن شَخصاً ما قدْ سَقط في الخَطيئةِ، وقَام الرَّبُّ بِتأديبهِ وتعليمهِ درساً وشَعر بأنهُ أخطأ: وأعترفَ بِذنبه، وعِندمَا يلتقي بِنَا، يَقول أنهُ يشَعرُ باليِد الإلهيةِ تُخيمُ على حَياتهِ (مزمور 4:32). ودُون تَفكيرٍ، يجبُ أن نَقولُ لهُ إن هَذا هُراء، وإن كُلُّ ما يجبُ عليهِ هو الاعترافُ فقط بِأنكَ أخطأتَ واطلُب الغُفرانَ من الرَّبِّ، وهكذا فإن كُلَّ شيءٍ شرِّيرٍ سينتهِي، ورُبما يُؤكدُ لكَ بأنهُ قدْ فَعل - لكنهُ في الحقيقةِ، ليْس كمَا يَجبُ أن يَفعلَ .ويجبُ علينا نَحنُ أن نُقنعهُ بأن يُؤمن أن كُلَّ شيءٍ قدْ تم حلهُ بِالفعل، والآن، الأفضل لهُ أن يَنزعَ هذهِ الفكرةَ من رأسهِ. ولكنهُ بِدورهِ، يُصدق ويُقررُ عدمَ فتحِ قلبهِ للرَّبِّ . وفي هَذهِ اللحظةِ مَنْ هو المَسؤول ؟ فكَر في ذلك!

محبتي لكم في المسيح 

د.ر.ر. سوارز