رسالة اليوم

10/09/2017 - أتَبع أوَامِرَ الرَّبِّ

-

-

وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الْعَبْرِ حَتَّى يَصْرِفَ الْجُمُوعَ. (متى 22:14).

عِندمَا يَقولُ صَاحبُ العَملِ لأحدِ مُوظفيه أن يَفعلَ شَيئا، ولكِنْ لا يُطيع أوامره، فبالتأكيد سيُصابُ بِالجنونِ. وبالمثلِ، أولِئك الذينَ لا يَستجيبونَ لما يَقولهُ لهُم الرَّبُّ العليّ. حَسناً، حِكمةُ الله بِلا حُدودٍ، وعندمَا يَأمرنَا بفعلِ شيءٍ مَا، لأنَّ ذَلِك يَجبُ أن يَتم من أجلِ مَصلحَتنا الخَاصة. لِذلك، فإنَ عَدمَ الامِتثال لوصَاياهِ هو خَطأ فَادحٌ من جَميعِ الجَوانبِ.

مَحبةُ الأبِ كاملة، وإن أمَرنا أن نَفعلَ شيئاً ما، فَبالتأكيدِ سَيكونُ الأفضلُ بالنسبةِ لنَا. وإلى جَانبِ ذَلِك، فَالأشياءُ التي رُبمَا تُشكلُ خَطيراً عَلينَا، أو تُسببُ لنا الضَررَ، سَيتعاملُ مَعهَا بِنفسهِ. ولذلِك، فَنحنُ سَنستفيدُ من كُلِّ شيءٍ يَطلبُ مِنا أن نَفعلهُ، وليْس مِنْ حَقِّ أحدٍ عِصيانُ الرَّبِّ، بالرُغمِ كُلِّ العَواصِفِ التي تَعصِفُ بِنَا.

فَيا إخوتي، لا تُجادِلوا الرَّبَّ! إن قَال لكَ أنهُ يَنبغي عَليكَ للوصُولُ إلى القَاربِ، فَيجبُ عليكَ أن تَفعلَ ذَلك. ومَهمَا كانت الوِجهةُ، فإنهُ حِيثُ يَجبُ أن تَكونَ، ففي ذَلِك المَكان سَتجدُ الأفضلَ، وسَوفَ تتجنبُ الأسوأ. لأنَّ العَليّ عِندمَا يُعطينَا خِدمة مَا، يُعطينَا أيضاً الإمكَانِيات اللازمةَ لتَنفيذِهَا. وعِندمَا يَسمحُ لنا الرَّبُّ بأن نُجربْ، يأتي سَريعاً لمُساعدتنا ويمشي على الماءِ، وسَط العَاصِفةِ،. يُراقبُ الرَّبُّ كُلَّ شيءٍ، ، وبَغضِ النَظرِ عنْ مَا تَجتازُ فِيهِ، أو مَا يُحاولُ العَدوُّ فِعلهُ لتَدميرِ حَياتك، في الوقتِ المُناسب سَيمدُ لكَ الرَّبُّ يَدهُ،. إذا اِستطاعَ البَشر العَيشَ وفِقَ مَا تُعلنهُ لهُم الكَلمةُ، سَيعيشونَ في سَعادةٍ ونَجاحٍ!

نحن نعيش في زمنٍ يبحث فيه الكثيرون عن الحلول السريعة. فعَلى سَبيلِ المِثالِ، هُناكَ أزواجٌ عِندمِا يِمرونَ بِأزمةٍ، يَعتقدونَ أن أفضلَ طَريقةٍ للخرُوجِ من المَأزق، هي الطَلاق. ويُغلقُ الزَوجان أعينهما عن ما تقولهُ الكلمةُ - والعظاتُ لا يكونُ لها مَعنى بَعدَ الآن - فَهُم لنْ يَستمعوا إلى أيةِ مَشورةٍ، وسَيحملهُم الشَّيْطانُ إلى النُقطةُ التي يَوقعونَ فِيها على طَلاقِهم. وبَعد ذَلِك، بِمجردِ البدءِ في عِلاقةِ حُبٍ جَديدةٍ، يَعتقدونَ أنهُم قدْ وجَدوا السَعادةَ. ولكِنهُم، بَعد يَومٍ واحدِ يَستيقظونَ ويُدركونَ كمْ كانوا أطفالاً. ولكنْ بعد فوات الأوان، بعد أن فسدت حَياتهُم ودُمرت تماماً.

لا تَفشل في طاعةِ الرَّبِّ أبداً. فإذا كانَ قدْ وضَعك في وسطِ عَائلةٍ، أو عَملٍ مُعينٍ أو مَجموعةٍ مُعينةَ من البَشر، يَجبُ أن تُقدمَ لهُم شَهادةً عنْ الحقّ، دُون أن تَنزعِج مِنَّ العَاصفةِ التي قدْ تَقتربُ منكَ. فالآبُ سَوفَ يَحفظكَ من كُلِّ الاعتداءاتِ، وفي اللحظةِ المُناسبةِ لأنهُ يعرفُ جيداً ما يَجبُ القَيامُ بهِ، وسَتوجِهُك المشيئةُ الإلهيةُ إلى مَا هو أفَضلُ من أي وقتٍ مَضى.

فبدلاً من التَصرفِ مثلَ تَلاميذِ يَسوع – فلمّا رآهُ التّلاميذُ ماشيًا على البَحرِ اَرتَعبوا وقالوا: "هذا شَبَحٌ!" وصَرَخوا مِنْ شِدّةِ الخَوفِ (متى 26:14)، أَنْتَ حَقّاً ابْنُ اللهِ!" (عدد33). قِف بِحزمٍ للمُهمةِ التي كَلفكَ بِها الرَّبَّ، وأُثبُت في كلامِهِ. فَالخَدماتُ ليْست مُتساويةٌ ولكِنَّ المُهم حَقاً هو أن تَنجحَ في المُهمةِ التي كَلفكَ بها العَليِّ. وبِمُجردِ أن تَنتهي مِنَّ الصَلاةِ، وتصْرِفَ الْجُمُوعَ بعيداً، سَوف يَأتي إليكَ. لذلك، لا تدعَ الخوفَ يَدخلُ قلبُك وإلا سَوفَ ترى شبحاً يقتربُ بدلاً من الرَّبِّ.

محبتي لكم في المسيح 

د.ر.ر. سوارز