رسالة اليوم

09/09/2017 - تَخَلّص مِنَّ الشَّوكِ

-

-

 

وَٱلْمَزْرُوعُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ هُوَ ٱلَّذِي يَسْمَعُ ٱلْكَلِمَةَ، وَهَمُّ هَذَا ٱلْعَالَمِ وَغُرُورُ ٱلْغِنَى يَخْنُقَانِ ٱلْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلَا ثَمَرٍ (متى 22:13).

تصل كَلمةُ الرَّبِّ إلى قُلوبنَا لغَرضِ مُحددٍ: وهُو أن نَفعلُ إرادتهِ. وفي الوقتِ ذاتهِ تُعطينا القوةَ اللازمةَ لتنفيذِ تَعليماتهِ. ولكِنْ، فإن المَسائلَ الدِنيويةَ، وإغراءِ الثَروات وغَيرهَا من الأشياءِ الجَذابةِ قدْ تَخنق الكَلمةَ لدرجةِ تَحولها لشيءٍ غَيرَ مُثمرٍ. ومع ذَلك، فإن الكلمةَ لا تتخلى عنّا. وتَبقى بِجانبِنَا، وفي اليَوم الكبير العَظيم، سَتجعلنَا مَعروفينَ. لذِلك، فمن الأفضلِ أن نَتعاونَ لنَشرِ الإنجيلِ، والتَخلصِ من الأشواكِ التي تَمنعنَا من أن نَكونَ مُثمرين!

تُصارع هُموم هَذا العَالم ضِد إرادةِ الرَّبِّ. ومَع ذَلك، وبِالرغمِ من عِلمنَا بأن إقامتنَا على هَذه الأرض قَصيرةٌ جِداً - وبِالرغمِ من أن لدينَا الفُرصةَ للاستعدادِ للأبديةِ – ولكِنَّ الكثيرينَ منا لا يَتشاركونَ في نَفسِ طريقةِ التفكيرِ؛ بل بالعكسِ تَماماً، فهُم يَعيشونَ كمَا لو أن كُلَّ شيءٍ سَينتهي عِندمَا يَموتونَ. لكِنَّ الحَقيقةَ هي أن الحَياةَ سَتبدأُ بِمجردِ مُغادرةِ أولئِك الذينَ تَمموا الوَصايا الإلهية مِن هَذا العالم، وحِينهَا سَيكونونَ مع الرَّبِّ إلى الأبدِ. وأما أولئِك الذين لمْ يَتبعوا الوصَايا الإلهية، فَسوفَ يَضيعونَ إلى الأبدِ، وسَوفَ يَمرونَ بِمعاناةٍ كَبيرةٍ.

غُرُورُ ٱلْغِنَى هو سَببٌ آخرٌ يَمنعُ النَاس من العَمل من أجلِ الرَّبِّ، ويَمنعنَا من رُؤيةِ كَلمتهِ تُحقيقُ غَرضهَا. الكثيرُ مِن النَاسِ يَعتقدونَ أنهُ "يَجبُ أن نَحصُل على المَزيدِ مِن المَالِ، وأكثرَ مِمَا نُريدُ"، ولكِنْ لا يَبدو أن لهُم نَفس الرأي، عِندما يَتعلقُ الأمرُ بِالعملِ الإلهي. فَبمجردِ أن يَفعلوا شَيئا ما للرَّبِّ، يَبدئونَ في الشُعورِ بالتعبِ، وعلى الفَورِ يَبدئون البَحثَ عنْ أي عُذرٍ لأخذِ قِسطٍ مٍن الراحةِ – والبَعضُ الآخر يُغلقونَ ذِراعيهم على بَعضهَا ولا يَفعلونَ أي شيءٍ آخرٍ على الإطلاقِ. مَع أنهُ سَيكونُ من الأفضلِ لهُم لو أنَّهُم تَصرفوا على خِلافِ ذَلك: بحيثُ يَكونونَ رَاضيينَ بِوجودِ ما يَكفيهم للعيشِ، ووجَبَ عَليهم بَذلُ كُلِّ مَا في وسعِهم من أجلِ الاستمرارِ في استخدامِها من قِبل الإلهِ العَظيمِ لإتمامِ عَملهِ وإنقاذِ ما قدْ فُقد. وبَهذهِ الطَريقةِ هُم سَيكنزونَ لهُم ثَرواتٍ للحياةِ الأبديةِ.

هُناكَ أنَواعٌ أخرى من الأشياء التي تُعيقُ تَنفيذُ الكلمة لمُهمتِها وهو الطَموح. فالعديدُ من الاشخاصِ الذينَ حَققوا التَعليم العَالي ولا يَزالونَ يُكرسونَ وقتاً ثَميناً ونادراً جداً للحُصولِ على المزيدِ من المَعرفةِ، ومن التَعليمِ العَلماني. ولكِن عِندما يَتعلقُ الأمرُ بالبقاءِ عند قَدميِ الرَّبِّ، والحُصولِ على التَعاليمِ الحَقيقي الذي للأبديةِ، فَهُم يَميلونَ إلى القولِ: "أنهُ ليْسَ لدينَا وَقت". ولكِنْ، كُلّ مَا تَعلمناهُ هُنا سَينتهي في اليَّوم الذي نَموتُ فيهِ، وأما المَعرفةُ التي نَقتنيهَا من أبينَا، فَتبقى مَعنا إلى الأبديةِ. وانهُ لجيدٌ للحُصولُ على المَوادِ الغِذائيةِ التي سَتستمرُ إلى الأبدِ.

هُناكَ مَجموعةٌ مِن النَاسِ الذينَ، على سَبيل المِثالِ، يَقضونَ مُعظمَ وقَتهِم لاتخاِذ جَميعِ التَرتيباتِ اللازمةِ للذهابِ في جَولةٍ في مَكانٍ ما على هَذا الكَوكبِ. إنهُم يَعملونَ بِجدٍ لتَوفيرِ المَال ثُم الانطلاق للأراضي الأكثرَ بُعداً في الأرضِ - أنا لا أقصدُ أن هُناكَ شَيئاً خَاطئاً في زِيارةِ الأماكِن المُثيرةِ للاهتمامِ والمُختلفةِ. ولكِنْ، إن لمْ تَفعل شَيئاً عِندمَا يَتعلقُ الأمرُ بِعملِ الرَّبِّ، فإن لمْ تُغامر لأخذِ رِحلةٍ تَبشيريةٍ للحديثِ عنْ يَسْوع. إخواني، يَجبُ أن نَتخلصَ من الأشواكِ حَتى نَتمكنَ من التَمتعِ بِالإرادةِ الحُرةِ للرَّبّ. مَنْ لَهُ أُذُنٌ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ!

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز