رسالة اليوم

08/09/2017 - مباركاً باسم ربِّنا يسوع

-

-

كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ. (متى27:11)

هذا البيان الذي أدلى به ربُّنا هو في غاية الأهمية أساساً لأعضاء جسد المسيح الذين يرغبون في إنقاذ الضَّالين. يقولُ يسوع لنا أنَّ هناك سرٌّ في التّغيير. لذلك، من الأفضل أن نتعلَّم من الرَّب كي نكون ناجحين بالعمل الإلهي، وإلّا فإننا سوف نعمل عبثاً. يجب ألّا نضيّع الوقت ولا يجب أن نخدع أحداً.


ليس هناك شيءٌ لم يتمّ تسليمه إلى يسوع قائدنا. في يوحنا 6 الآية 44 قالَ المسيحُ: لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ. لذلك، يجب أن نطلبَ من العليّ أن يأتي بالخطاة لاجتماعاتنا ويفتح أذهانَهم حتى يفهموا أهمية الخلاص كي يُعطوا أنفسَهم لمخلِّصنا. حتى فعلةُ الحصادِ الإلهي يجب أن ينالوا الأمرَ من الله. فإن كان العمل له، يجب أن يكون مدعوماً بشكلٍ كاملٍ من قِبلِه.

لم يسبقْ أن استرعت انتباهي حقيقة أنَّه لا أحدَ - لا أحدَ أبداً- يعرفُ الابنَ. إلّا الآب صاحب هذه القدرة. لقد تعلَّمت هذا الدَّرس للتوِّ وحقيقة دُهِشت لذلك، يا إخوتي. أعترف أنّني لم أفكِّر أبداً في ذلك، ولكن الحقيقةَ هي أنّ ابن الله لم يُعرف من قبل أيِّ شخصٍ إلّا الآب. وإن كان ينطبق هذا على الملائكة، لا أعرف أيضاً. ومع ذلك، يقول "لا أحد" يعرف الابنَ. فقط الآب لديه هذا الامتياز. وبالمثلِ، لا أحدَ يعرف الآب إلاّ الابن.

إلهي! السَّيد وابنه لم يعلنوا أنفسَهم لأيٍ من الخليقة؛ فقط هم يعرفون بعضهم البعض. أعلم أنَّ يسوع قالَ إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (متى10:18)، ولكن، ربّما، كان هذا كلُّ ما يمكن أن يروه. وهذا يتجاوز ما سمعته سابقاً! ومع ذلك، يقول أنّنا سوف نعرف العليّ في الأبدية كما يعرفنا هو الآن (1كورنثوس 13: 12).

سيُعطى بعض النّاس المسرَّة لمعرفة أبينا، لكن يسوع هو الذي يقرِّر لمن سوف يُمنح هذا الامتياز. نتعرّف على الله شيئاً فشيئاً - سواء الآب أو الابن - من خلال سماع الوعظ من الكلمة، وقراءة الكتاب المقدَّس والتأمّل في هذه الحقائق.

في بعض الأحيان، نظنّ أنَّ لدينا ما يكفي من النّور. لذلك، يبدأ بعض الناس بإزدراء أحدهم الآخر، فهم يعتقدون أنّ لهم حكمة وامتياز خاص. أنا أشفق على هؤلاء المتغطرسين لأنّ ما تعلّموه سينتهي، وكلُّ ما يبقى لهم هو قلبٌ فارغٌ يحتاج سريعاً للتّغيير وليكونوا عند أقدام مخلِّصنا.

أولئك الذين يتفاخرون ليس لديهم معرفة بالّذي هو وديعٌ ومتواضع القلب (متى29:11). نفوسهم مضطربة باستمرار، وطرقهم قاتمة والشَّر كامنٌ دائماً في حياتِهم. يا لها من بركةٍ حصلنا عليها عندما تعرّفنا على المخلِّص الذي هو وديعٌ ومتواضع القلب، أليس كذلك؟ هكذا سيكون كلًّ الذين يتعلَّمون من يسوع! لذلك يا إخوتي، اطلبوه فوراً!

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز