رسالة اليوم

05/09/2017 - أولئك الذين لديهم السّلطان يطلقون الأمر

-

-

لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: اءْيتِ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِيَ: افْعَلْ هذَا! فَيَفْعَلُ». (متى9:8)

إنَّ الجواب الذي قدَّمه قائد المئة الرّوماني إلى يسوع له أهمية كبيرة على الرّغم من كونه بسيطاً جداً. وقد استغرب سيِّدنا من تلك الحكمة الرّوحية. لم تكن حكمته العقليه التي جعلت هذا القائد يدرك ذلك، ولكنّ الآب السَّماوي الذي علَّمه المبادئ التي يجب أن تكون لنمط حياة الإيمان.

لقد عانى شعب الله دائماً بسبب نقص الحكمة (هوشع 4: 6). تصوِّر الكلمة بالتفصيل معاناة المسيح على الصَّليب وتشير إلى حقيقة أنّه كان يفعل ذلك نيابة عنّا، ومع ذلك، بشكلٍ مثيرٍ للدَّهشة، فإنّ البعضَ من شعب الله لا يزالون مقيّدين من خلال جميع أنواع إعتداءات العدوِّ، في حين أنَّهم يصرخون للشِّفاء الذي لا يبدو أنّه آتٍ سريعاً. فلا بدَّ من وجود أمرٍ خاطئ.

ليس خطأ الرّب ولكنه خطأنا نحن، لأنّنا لا نولي الاهتمام دائماً لِما يتمُّ الوعظ به. نقرأ الكتاب المقدّس لكنَّنا لا نجرؤ على الايمان بما تمّ تدوينه. وكلَّما هاجمنا أيُّ نوع من الشَّر ندخل مخدع الصَّلاة فوراً - أو ما نسميه صلاة الشّفاعة - ونبدأ بإلقاء الّلوم على أبينا. في تلك الّلحظة نقتبس الوعود الكتابية ونتساءَل لماذا لم يتمّ الوفاء بها ولعلّنا نتهمه بالكذب تقريباً.

نقصُ المعرفة يسبِّب لنا ارتكاب الأخطاء؛ نعاني ونلقي الّلوم على الشَّخص الذي لا يمكن إلقاء الّلوم عليه بشأن إغفال شيء ما أو مسؤولية معيّنه. لقد تمَّ بالفعل إعطاؤنا توجيهات حول الحياة. يعلمنا الكتاب المقدَّس ما يجب القيام به في جميع الظّروف ولكنَّنا لا نعطيه المقام المناسب في حياتنا، وهذا هو السَّبب في تردّدنا بدلاً من الوقوف بثبات كوننا نلنا الإستنارة.

لم يتردَّد قائد المئة أبداً؛ بل قال ما تعلّمه فوراً. بالنِّسبة له، أولئك الذين لديهم سلطة لا يحتاجون الذهاب إلى أيِّ مكان أو أن يسألوا أيَّ شخص، ولكن إعطاء الأمر حالاً. فقال إنَّ كلمة واحدة تكفي لشفاء خادمه. نعم فعلاً! هذه هي العبارة المفقودة في فمك. يجب التّخلص من الكلمات الخاملة وعدم استخدامها مرَّة أخرى؛ بدلاً من ذلك، عليك استخدام كلمة الإيمان مع التّصميم.

المُرسَل هو الشَّخص الذي يتمُّ إرساله لتمثيل من أرسله. لذلك أدرك قائد المئة أنَّ يسوع لم يكن قادراً على طرد الشَّياطين ما لم يكن الآب وراء كلَّ ذلك. استنتاجه هو أنَّ المسيح قد أُرسِل ليحارب إمبراطورية الشَّر، ثمَّ، بكلمة واحدة - عبارة-، سوف ينفِّذ خدامه العملَ تماماً كما يحدث له عندما يتحدَّث نيابة عن الإمبراطورية الرّومانية.

والآن ماذا عنك؟ ألم تتعلَّم أنّ لك في اسم يسوع ذات خدمة ابن الله؟ قِف بثباتٍ وانتهر الشَّر الذي يهاجمك وآمن أنَّ الأمرَ الذي أطلقته سوف يتحقّق!

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر. سوارز