رسالة اليوم

04/09/2017 - ما الذي تشاهده؟

-

-

سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، (متى22:6)

يتكوّن الإنسان من ثلاثة أجزاء - الرّوح، شخصُنا الحقيقي؛ والنّفس، عقلنا وذاكرتنا، وجسدنا هو العنصر المادّي. كلمة الله للرّوح مثل المِصباح (مز 119: 105). فنحن مستنيرون بها ونغيّر طريقة تفكيرنا بحسبِها. والجسم لديه العيون كالمِصباح؛ وهكذا يتألّق إن كان صالحاً.

يمكننا أن نجعلَ أعيننا صالحة أو شريرة. عندما يجذب شيءٌ خاطئ انتباهنا، يجب أن نحوّل أعيننا عنه. ومع ذلك، إن أخذتنا المتعة في حياة خاطئة، فإن جسدنا سوف يدفع الثّمن نتيجة لذلك. وإن عشنا بحكمةٍ من خلال تجنب الأخطاء، واختيار أصدقائنا، والأماكن التي نذهب إليها، الطعام الذي نتناوله وأفكارنا، فجسدنا سيكون شاكراً بالتأكيد.

شعورٌ سيِّءٌ ضدَّ شخصٍ ما سوف يضرُّ بأجسادِنا. حالاتٌ صعبة هي أيضاً ضارة جداً والأكثر حكمة هو أن لا نولي أيّ اهتمام لذلك في جميع الأوقات، حتى ضدَّ إرادتنا، يجب علينا أن نتحكم بأنفسِنا ونطيع الوصايا الإلهية، ذلك فقط سيجعلنا نشعر أننا بحالةٍ جيّدة. أيُّ شعورٍ ممنوعٍ سوف يسبّب ضرراً هائلاً لصحتِنا.

النّاس الذين خدموا الله وحصلوا على النّصر وجدوا سرَّ الحياة الناجحة. لا أحد ينجح روحياً إن كان يعاني من البخل أو نزعة الانتقام، الحسَد أو لديه أيّ خللٍ مماثلٍ في شخصيته. انظروا إلى شاول الذي كان يشعر بالغيرة: على الرّغم من أنَّ الرّب اختاره ليصبح أوّل ملكٍ لإسرائيل وحكَم أربعين عاماً، كان مليئاً بالحسَد تجاه داود وسعى إلى قتله (1صموئيل 8 - 31).

لو كان حكيماً، لكان شاولُ قد اختار ما أراده الله له، ولكانت قصّته قد انتهت نهاية سعيدة جداً. الشَّيء نفسه يمكن أن يُقال عن يهوذا الإسخريوطي الذي كان له امتياز المشاركة في مجموعة الرّسل التابعة ليسوع. لقد اختاره ملك الكون ليكون جزءاً من الفريق الأكثر تميّزاً في العالم؛ لكنّه سمح لروح السَّرقة أن يتملَّكه أوّلاً (يوحنا 12: 6)، وثانياً، باع نفسه لروحِ الخيانة (متى 26: 47-49).

يا لها من نهاية غير سعيدة! للملك داود الذي يجب أن يكون الأب المثالي لأنّه يعرف كلمة الله جيداً أكثر من أيِّ واحد منَّا. يجب أن يكون أطفاله قد نالوا أفضل تعليم وتربية على حدٍّ سواء من خلال فمه ومواقفه.

وهكذا، انجرَف واحدٌ منهم بشيطان الشّهوة واغتصب أخته في نهاية المطاف، لذلك دفع حياته ثمن هذا الفعل الجنوني (2صموئيل 13).

ابذل كلَّ ما تستطيعه لتكون عيناك بسيطة كي يكون جسُدك كلّه نيّراً!

محبتي لكم

د.ر.ر.سوارز