رسالة اليوم

26/08/2017 - الرَّبُّ يَنَظرُ إليَنَا

-

-

"مِنَ السَّمَاوَاتِ نَظَرَ الرَّبُ. رَأَى جَمِيعَ بَنِي الْبَشَرِ"(سفر المزامير 33: 13).

مَسْكنُ الرَّبِّ - العَالمُ الرُّوحِي، عَالمُ الكمالِ، حَيثُ كُلُّ شيءٍ يَعملُ حَسبَ خَطتهِ. ومن هُناكَ يَرانا ويُراقِبنَا، ويَرى أدقَّ التَفاصِيل، أفكارنا وتَطلُعاتِ قُلوبِنا، الخِطط والقرارات المُستترةِ التي اِتخذنَاهَا. وليْس شَيئاً مَخفياً عنهُ، ولأنهُ هو الله، يَنظرُ للجَميعِ بِنفس الطريقةِ في كُلِّ وقتٍ، ولا يُوجدُ ما يُفاجئهُ.

يَعلمُ عِندما نَكونُ في خَطرٍ، ويُلاحظُ الفِخاخَ التي يَنصبُها العدوُّ لكي يَأخذُنا بعيداً عنْ محضرِهِ، فعلى سبيلِ المِثالِ، يَعلمُ الله سُبحانهُ أيضاً كميةُ الفَيروساتِ التي تُهاجمُنا. وهو أيضاً يَعلمُ قوتهَا وكيفيةِ السَيطرةِ عَليهَا وإبادتِهَ. ولِذَلِك، إذا صَلينَا وتَمسكنا بكلمتهِ، سَيعملُ الرَّبُّ من أجلِنَا. وكمُحارِب يُتمم العَمل، بِحركةٍ بَسيطةٍ من رُوحهٍ القدوس. فَلِمَاذا لا تُسلم نَفسكَ أكثرَ لهَذا الشَخصُ المُميز؟

مُعظمُ النَاس لمْ يَتحررُ من المُعتقداتِ الدِينيةِ. أتكلمُ عنْ الذينَ قد اِستناروا بِالإنجيل، ولمْ يَتركوا مُمارسةَ الخُرافاتِ. ويُمكنُ أن يَنشأ التَعصبَ في قلبِ أي شَخصٍ، وهُو عَائقٌ كبير يُقاومُ عملَ الرب. فعلى سَبيلِ المِثالِ، يَتخيلُ الفَردُ شَيئاً ما في قَلبهِ، ويَبدأ في التَخيُلِ بأن هذا وحيٌّ مِنَّ الرَّبِّ، ولكِنْ في الواقع يا أخي، هذا لمْ يكُنْ إلا كذبهٌ من أكاذيبِ الشَّيْطانِ.

منْ يُريدُ أن يَكونَ مُنتصراً، بِحاجةٍ لأن يَفهمَ مَا هو مَكتوب. والرَّبُّ أبانَا، وهُو يَرى كُلَّ شيءٍ؛ ويَعلمُ ما يَلزمُ إجراءهُ لكي يُخلصنَا من هُجومِ الشَّيْطانِ، الذي يُسببُ لنا الأذى الكَبير. ولِذلك هو يُعلنُ عنْ كَلمتهُ لنا. ولكِنْ، مَنْ يَتعصبُ دِينياً ولا يُريدُ حتى التَفكيرَ فيمَا يُظهرهُ لهُ، ويَبدأ الصُراخ للرَّبِّ، لكي يَستجيبَ لهُ بِالطريقةِ التي يَراهَا مُناسبة. وبالنتيجةِ: لا يَكونُ الرَّبُّ قادراً على العَملِ من أجلهِ.

لا يَستخدمُ الرَّبُّ اِستراتِيجياتٍ عَشوائيةٍ لأنهُ حَريصٌ جداً على اِختيار مَا هو مُناسبٌ دَائماً. وفي الحقيقةِ أنهُ لا يَعتقدُ أن بَعضَ الاِستراتيجياتِ هي صَحيحةٌ، ولكنهُ متأكدٌ من ذَلك. ومن لا يَخضعُ لحِكمتهِ ولا يَقبلُ بِعملِه يَفقدُ البركةَ. ومن المُحزنِ أن نَرى العَديدَ من المَسيحيينَ الجَديدين يَتألمونَ. ولو تَنازل هَؤلاءِ الأشخاصِ عمَا يَعتقدونَ أنهُ حقٌّ وقَبلوا ما تُقدمهُ لهُم الكلمةُ، سوفَ يَرونَ وفي غَمضةِ عَينٍ، الحلُ الذي كَانوا يَرغبونَ فِيهِ طَويلاُ!

ولا يَنبغي لأحدٍ تَعقيدَ مَا بَسطهُ الرَّبُّ. ولكِنْ، يَكفي أن نَتأملَ ونَتعلمَ مَشيئتهُ، وبِهدوءٍ، لكِنْ بِثباتٍ، نتوسلُ إليهِ من أجلِ تنفيذِ خطتهِ. والآن، كُنْ حُراً مِن مُعاناتِكَ! وإن كُنتَ قد آذيتَ شَخصاً بِدونِ قَصدٍ، فلا تُخفي شَيئاً عَنهُ أو عنْ الرَّبِّ. قدم قُربانكَ - صَلاتُك - أمَامَ المَذبحِ واذهب اِصطلح أولاً مع هَذا الشَخصِ (متى 5: 23، 24).

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز