رسالة اليوم

23/08/2017 - لا تُصبِح مَعْثَرَةً

-

-

وَلَكِنِ انْظُرُوا لِئَلاَّ يَصِيرَ سُلْطَانُكُمْ هَذَا مَعْثَرَةً لِلضُّعَفَاءِ (1 كورنثوس 8: 9).

نَحنُ أحرارٌ لا لكي نُذنِب: «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ. (1كورنثوس 6: 12)، ولكِنْ، مِا هو مَسموحٌ بِهِ، إذا سَببَ مَعْثَرَةٍ لأي أحدٍ، يَنبغي تجنبهُ. فشَهادتُك يجبُ أن تكون أعَظم مِن أيِّ شيءٍ آخر، قد يُسبّبُ أي ضررٍ لإيمانِ الضُعفاءِ ، لأنهُ يَجبُ أن نحيى لإرضاءِ الرَّبِّ.

وعَدنَا يَسُوع، أنهُ إذا تَركنَا شَيئاً مِن أجلهِ، سَوف نَنالُ مِئةَ ضِعفٍ (مرقس 10: 29- 30). وبالتَالي، مَاذا نَحتاجُ أكثر في هَذهِ الحَياةُ؟ إذا كانَ الله مَعنا؟ تَعلم أن تَكونَ مُكتفياً بِما يُعطيهِ لك الآب. إذا كان وفيراً، المَجدُ لله؛ وإذا كانَ قَليلاً، المَجدُ لهُ أيضاً، لأن مَعهُ سَنكون دَائماً على ما يُرام، وهَذا هُو الأهم (فيلبي 4: 11- 13).

تكلمَ بُولس عنْ الذَبائح التي تُقدم طَعاماً للأصنام، ولكِنْ تَحذيرهُ كان لمَواضيعَ أخرى أيضاً. وبِالرغم من مَعرفتِنا أن المَسيح، حَرارناً من كُلِّ شيءٍ، ولكِنْ ما زَال البَعض لا يَفهمُ كلمةَ الرَّبِّ جيداً، وبالتالي، فَهو قدْ يَتعثر. لِذلك، فَإن أفضلَ شيءٍ نَفعلهُ هُو أن نَقبلَ تَوجيهِ الرسول ولا نتورط في أي شيءٍ قد يُسبِّبَ ضرراً لأحَد الأشخاصِ.

وبِكلمةِ الرَّبِّ، تَنتهي حُريتنَا عِندمَا نَبدأ بِإهانةِ شَخص ضَعيفٍ في الإيمانِ (رومية 14)، ويَجبُ اِحترامُ هَذه الحُدود، لذلك تَأكد من اِستخدامِ حُريتِك بِحكمةٍ. والرسالة التي يَجبُ اِتباعهُ حَرفياً: أن لا تكُنْ مَسؤولاً عن خَطيئةِ أحدِ أبناءِ الرَّبِّ (لوقا 17: 1، 2)، إنما كَافِح لكي يَتمجدَ اسم الآب في كُلِّ شيء كلفك بهِ، وأنجِز المُهمة التي أرسِلت لهَا. ولا تَكُن مِثل الطفلٍ الذي يَبكي مِن أجلِ لعبةٍ لم يَحصلَ عَليها. والشيء المُهم هو أنك لا تُعارض مشيئةِ الرَّبِّ ولا تُسببَ أي ضَررٍ لأي أحد.

 

لا يَجب أن يَتَعَثَّرُ أحدٌ بِسببِ سُلوكك، بِكلامك الذي تقولهُ، والقِصصُ التي تَسردهَا، والقَراراتُ التي تَتخذهَا (1تيموثاوس 4: 12). وكُلُّ مَا تَفعلهُ يا أخي، اِفعله كَذبيحةِ تَسبيحٍ للرَّبِّ، لأنهُ من الأفضلِ أن تَخسرَ شَيئاً مِن أن تَرى شَخصاً يَهلك بِسببِ ذَلك. والرَّبُّ عِنده أكثر بِكثيرٍ ليُعطيكَ إياه، ولسْتَ بِحاجةٍ لأي شيء قدْ يُسيء إلى أحدٍ.

كُنْ حَذراً لكي لا تؤذي الضُعفاء بمَدى الحُرية التي لكَ في المَسيح. وهَذا يَنطبقُ على كُلِّ شيءٍ، ولا سِيما الأشياءَ الرُّوحيةِ، فَمن الأفضلِ الكِفاح مع الرَّبِّ لكي يَشددَ أولئِك الذين ليْس لهُم القُدرة على رُؤيتك تَتمتعُ بفهمِك في الرَّبِّ. ومَع مُرورِ الوَقتِ، بَعد أن يَتشددَ، لنْ يَكونَ ذَلك الشَخصُ عَائقاً بَعْد، ومع ذلك، فَحذاري مِن أن تَكونَ حُريةُ الرّاعي الصَالح رَخيصةٌ للخَطيئةِ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز