رسالة اليوم

19/08/2017 - مُفتخِرينَ بالمُخَلِّصْ

-

-

"فَلِي افْتِخَارٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَةِ مَا لِلَّهِ" (رومية 15: 17).

كُلُّ شيءٍ مُلكٌ لله، لأنهُ الرَّبُّ وخَالقُ السَّماواتِ والأرض، وكإله يُسيطرُ سَيطرةً مُطلقة على كُلِّ شيء - ولا شيء يَنجو من قُدرتهِ. ولأنهُ خلقَ الإنسان لكي يَكون على مِثالهِ، وأعطاهُ السُلطان على كُلِّ المَخلوقاتِ الأخرى وأيضاً على كُلِّ الخَليقة. أعطى الله السُلطان على العَالم المَادي فقط، أما العَالم الرُّوحي تَحت سُلطان الرَّبَّ (يوحنا 3: 6- 8). ومَع ذَلك، فالذي يُولدُ من الله سَيرى مَلكوتَ الله (يوحنا 3: 3) ويَحصُل على كُلِّ ما يَنتمي إليهِ.

الخَلاص الذي قَدمهُ يَسوعُ على الصَليب في الجُلجثةَ، لجَميع البشر، وكُلّ الذينَ يؤمنونَ بهِ يَصيرونَ أبناءَ لله بالتبني (أفسس 1: 5)؛ كمَا أنهُم ورثةٌ للآبِ، مِثلَ المَسيحِ. وبِعبارةٍ أخرى، وارثونَ مع المَسيح في كُلّ الأشياءِ التي يَمتلكهَا الرَّبّ سُبحانهُ (رومية 8: 17). وكُلُّ سُلطانٍ في السَماواتِ وعلى الأرضِ قدْ مَنحهُ الآب ليسُوع. ولأننا وارثونَ مَعهُ، أيضاً يُمكننا أن نَتنعم بِهذهِ البَركةِ أيضاً. ومن هُو في المَسيح لهُ نَفسُ الامتيازِ الذي مُنح لهُ. وليْسَ عَلينَا أن نَفعلَ شَيئاً، بل نُؤمن فقط بِحقيقةِ الأمر، وأن كُلَّ مَا تَحتويهِ كَلمةُ الرَّبِّ هُو لنَا وأنهُ تَحتَ تَصرُفنا. وباختصار، فكلمةُ الرَّبِّ تَقول أننَا صِرنا جَالسينَ مَع المَسيح في السَماويات.

هُناك الكثير من النَاس تَخاف أن تُطالب بِحُقوقهَا في المَسيح، ويَظنونَ أن هَذا يُثير اِستياءَ الرَّبِّ، ولكِنْ في وَاقعِ الأمرِ، أنهُ يَفرحُ جداً بِرؤيةِ أبنائهِ يَشتركونَ فِيما هُو لهُ. ولا يَنبغي عَلينا أن نَخجلَ، ونَعتقدُ أنهُ بِسببِ بَعضِ الخَطايا التي اِرتكبناهَا في المَاضي، لا نَستحقُ هذهِ البَركةِ. بل بَالعكسِ تماماً، حَتى لو كَانت خَطايانَا أسوءُ مَا يَكون. وعِندمَا نَقبل بَيسُوع، تُغفر لنَا خَطايانَا (2 كورنثوس 5: 17)، لأنًهُ لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ عَلَى الَّذِي هو فِي الْمَسِيح (رومية 8: 1). ولأنهُ لا يُوجدُ دَينونةٌ علينَا، فَطريقنا للوصُول إلى بيتِ الآبِ مَفتُوحٌ لنا.

عَلاوةٌ على ذَلك، اشتِركنا في العَملِ الإلهي، هي مِنحة قدْ أعطاهَا لنَا الله. وعَدمُ الإيمانِ بِما قَالهُ لنَا يَعني فُقدانُ أفضل مَا أعطي لنا. ففي حِكمتهِ اللامُتناهية، يَعلمُ الرَّبُّ بكُلِّ مَا سَوفَ يَحدثُ لنَا في هَذهِ الحياةِ ودَبرَ لنَا هَذهِ الشراكة مَعهُ، والتي بِلا شك، لهَا فَائدةٌ عَظيمة.

نحنُ لنا الكلمةُ الأخيرة في العالم المَادي - وهَذا المجد لجميعنا - ولكن، فَقط الذينَ يُولدون من جَديدٍ مَسموحٌ لهُم ويُمكنهُم أن يستمتعوا بِما للآب. ومثلِ بُولس، يَجبُ أن نَهتفَ لأننا نَتمجدُ في الأشياءِ التي تنَتمي للرَّبِّ. لذلك، لا تنسى أن تَستمتعَ بمشيئةِ الرَّبِّ لحياتِكَ. وأحصُل على نَصيبك لكُلِّ ما ينتمي إليك وليتمجد الرَّبُّ من خِلالهِ. ولأن مَشيئةَ الرَّبِّ سُبحانهُ راَئعةٌ، فهي أيضاً تُوفر لك جَميع احتياجاتِكَ، فَتعيشُ مُنتصراً !

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز