رسالة اليوم

18/08/2017 - لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ

-

-

"وَلْيَمْلأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (رومية 15: 13).

الرَّبُّ هو إلهُ الرّجاء. وكأبٍ حَقيقي، يَنتظرُ عودةَ الابنِ الضالِ الذي يُبدّدُ حَياتهُ، قوّتهُ ووقتهُ بِغرورِ العَالمِ. وبِما أنّ الرَّبَّ سُبحانهُ لا يَتنازلُ أبداً ولا يَستسلمُ للهزيمةِ، يَتوقُ إلى عودةِ أبنائهِ إلى المَنزلِ، وأن يَطلبوا منهُ المُساعدة للهروبِ من فِخاخِ الخَطيئةِ.

يَرغبُ الرَّبُّ أن يَفهمُ الجَميعُ أنّ الأهمَ هو اِستعادة وإنقاذُ مَا قد فَقدناهُ، لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وفي الأبدية يَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ (مرقس 8: 36). يَأملُ الرَّبُّ، أن يُناضِل الجَميع من أجلِ أن يَفهمَ قيمةَ السّيرِ مَعهُ وكوننا ننتمي لهُ.

وجودُ قليلٌ من الأملِ جَيدٌ، ولكِنْ من الأفضلِ أن يَتوافرَ لنَا بِكثرةٍ. فَرغبةُ الرَّبِّ أن نَكونَ مُمتلئين تَماماً بالرّجاءِ، لأنهُ يعلمُ جَيداً مَا سَوف يَفعلهُ لنَا هَذا. والنَفسُ البَشريةُ بِحاجةٍ إلى أن تَشتركَ في هَذهِ الفَضيلة، لأنّ بِدُونها تَصيرُ الأيامُ سَيئةٌ، وبِها لا نَشعرُ بِالشرِّ الذي يَأتي ليُزعِجنا ويُبعدنا عنْ مَحضرِ الله. وبِوفرتهِ لن تَنجح خِطةُ للشَّيْطانِ، مَهما كانت قوتها.

عَظيمةٌ هي قُدرةُ القلبِ المُمتلئ بالرجاءِ، لذلك، فهو يُعلمنا الخُطوات لكي يَملأ قُلوبنا بِهذهِ الفَضيلةِ المُباركةِ التي تَسكُن فيهِ. فالرَّبُّ لا يَتكلمُ عنْ الرجاءَ الطبيعي، لأنهُ حَتي أولئِك الذينَ يَعيشونَ في الخَطيئةِ لديهُم أمل. إنما يُشيرُ إلى تِلك الفَضيلةِ التي تَملأُ القلب، ومَعها، تَكون الأيامُ أفضل، وتأتي بالأصَدقاءِ، وتَظهر وتُتيحُ لنَا الفُرص لنَقضي حَياتنَا بِغني، دُون أي ضَرر. ولكِنْ، مع عَدمِ وجُودِ الرَجاء نَكونُ مُحبطين، أنانيين، ونتشاجرُ من أجلِ أشياءٍ تاَفهةٍ لا قِيمةَ لهَا. فالإنَسانُ بلا أمل يَشعرُ بالإحباطِ، والأنانيةِ وبلا مَحبةً طَبيعية، وباختلافٍ قَليلاً عنْ الحَيواناتِ البَرية، لأن الرجاءَ الإلهي هو الذي يَجعلنَا لُطفاءَ ومُهذبِين.

ولكي يَكونَ لنَا هَذا الامَتياز، فَمنَ الضَروري أن نَكونَ مَملوئينَ بَالبهجةِ والسَلام. ولتَحقيقِ هَذه الغايةِ، يَجبُ أن نُؤمنَ بأنَ هَذينَ المَبدئين هُما فَضيلة مِن الرُّوحِ القُدس، والتي سَوفَ تَجعلُ قُلوبنا تمتلئ بالأملِ. ولكِنْ، هَذا الامتِلاء ليْس أمر تِلقائي. ففي البِداية، كانَ الرُّوح القُدس يُرفُ على وجهِ المياه، كمَا ترفرفُ الدّجاجةُ بجناحيهَا على البِيضِ ثُم بَعدَ وقتِ، تُولدُ "الفِراخ". وبنفسِ الطَريقةِ، إذا كان لديك أية إدانةٍ، لكن قلبكَ طَاهرٌ نقي، فإن فَضيلةُ الرَّبِّ سَوفَ تَعملُ في حَياتِكَ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز