رسالة اليوم

17/08/2017 - إرسَالِيةُ الأَقْوِيَاءِ

-

-

فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا (رومية 15: 1).

إنّ الإيمان الذي يُقيم العديدَ من النّاس، يُقوّي ويُعطي إمكانياتٍ للفوزِ في جَميعِ المَعاركِ، يعملُ من أجلِ الكثيرين. فهو عَجيبٌ، وهو الإيمانُ الصّحيح. ويَنبغي أن نَبقى حَذرين لكي لا تَحدثُ مفاجآتٌ غيرُ سَارةً لا نَتوقعُ حُدوثها، لأنّ الكلمةَ التي نُبشِّر بها مُوجهةٌ إلى جَميعِ البشر، وإذا آمنوا بِها، فهي قَادرةٌ على أن تُشدّدَ أَضْعف الضُّعفاءِ. وعَلاوةً على ذلك، فأن الإنجيلَ هُو قوّةُ الله (رومية 1: 16).

تقول الآيةُ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ. ولكِن إن لمْ يكُن هناك ضعفاء! فيُمكننا أن نَتوقعَ أنّ مُعظمَ البَشرِ يَجتازونَ بِلحظاتٍ يَكونون فيها ضُعفاء جِداً. على سَبيلِ المِثالِ، فالعَديدُ من الكهنةِ الغير مُتزوجين، يَمرونَ بِمُشكلةٍ مُمِّلة: تتقرب بعضُ الفتياتِ عادةً من واحدٍ مِنهُم، وتخبرهُ أن الرَّبَّ أخبرهَا أنهُ هُو الذي تمّ اِختيارهُ لهَا، وأيضاً هُناك بَعض الحَالاتِ لنِساءٍ مُتزوجات زَواجاً نَاجِحاً - تَبحثن عنْ شَخص مَسيحيّ ويَستخدمنَ نَفسَ الطَريقةِ. وهَذهِ واحدةٌ من نِقاطِ الضّعفِ التي عَلينا أن نَحتملهَا.

فالرّسُول لا يُعلمنا أن نَتشاجرَ مع الضُّعفاء، وإنما عَلينَا أن نَحتمل ضَعفهُم، ونُقدّمَ لهُم المَشورة بِروحٍ مَسيحيةٍ. وهُناك حَالات يأتي فيها رِجالٌ ونِساءٌ ويُقدّمون إلينا اِقتراحاتٍ تِجاريةٍ ويُؤكدونَ لنا أنَّهُم مَسوقينَ من الرَّبِّ؛ ويَتضايقونَ عِندما لا نقبل بِاقتراحاتِهم.

يصيرُ بَعضُ الضُّعفاء مُزعجين، وفي بَعضِ المَرّات، بِسبب إلحاحِهُم على قُبولِ الاقتراحِ الذي عَرضوهُ علينا. ومَع ذلك، فإنّ الأمرَ المُهم هو تَقديمُ الدَّعم لهُم في نِقاطِ الضَّعفِ التي لدَيهم، ولا نَخدمهُم فَقط بِلياقةٍ وأدبٍ، ولكِنْ نَستعملُ السُّلطةَ التي أعُطيت لنَا بِاسمِ الرَّبِّ يَسُوع في صَلواتِنا، لتَوبيخ العدوُّ الذي كَان يَستخدمهُم.

يَفرحُ الرَّبُّ عِندما نَحتملهُم ونُصلّي من أجلهِم. وهَؤلاءِ الأشخاصِ، إذا تَقووا بِطريقةٍ صَحيحةٍ بالخُبزِ النَازلِ من السَّماء، سَيكونونَ أقوياء، ويصبحونَ مَسيحيين صَالحين. أليْسَ هذا أيضاً قدْ يُشجّعنا؟ فقد أكد لنا يَسُوع أنّهُ عِندمَا نَفعل الخير بِأَحَدِ أخوته هَؤُلاَءِ الأَصَاغِر الذين يؤمنون بهِ، فَبِه فَعَلْنا (متى 25: 37-40). وكلّمَا أمكننَا التَمثُل بالرَّبِّ العليّ، والعَمل بِاسمهِ لخَلاصِ أحدٍ من مُضايقةِ الشرِّيرِ، فَنحنُ نُرضيهِ. وهَذا لا يَنبغي أن يَكونَ عِبئاً، حَيثُ لا يَنبغي أن نَفعلهُ بالتذمرِ، بل هُو فُرصةٌ لخِدمةِ الرَّبِّ. ومُساعدةِ الذينَ خَدعهُم العَدوُّ.

فالقيامُ بِتنفيذِ كُلِّ خُطط الرَّبِّ هُو من تَصرّفاتِ الذين تمّ اِختيارهُم ليكونوا خُداماً للرَّبِّ. تَذكر دَائماً: مَنْ لا يَصلحُ للخدمةِ لا يَصلحُ أن يَكونُ خُادماً. والعبدُ الذي لا يُمكنهُ اِختيارُ أين وكيفَ يَجبُ أن يَخدمَ، بل يَنبغي عَليهِ أن يَخدمَ حَيثُما وإلى أين يتَمُّ إرسالهُ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز