رسالة اليوم

16/08/2017 - ليكن لكم فكرٌ واحدٌ

-

-

وَلْيُعْطِكُمْ إِلهُ الصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ أَنْ تَهْتَمُّوا اهْتِمَامًا وَاحِدًا فِيمَا بَيْنَكُمْ، بِحَسَبِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ (رومية5:15).

كلُّ ذلك ينتمي لنا في الرَّب، ولكن لا يمكننا التفكير فقط في القوّة والقدرة وبعض عطاياه الهائلة لنا. بل هناك عطايا أخرى يجب السَّعي خلفها وتطبيقها في حياتنا، تقول الآية المذكورة أعلاه أنّ الرَّب هو إله الصَّبر و التعزية. فإن كان الله هكذا يجب أن نكون مثله. لأنّه أعطانا هذه الفضائل لنكون أكثر سعادة في حياتنا. ومع الكثير من الصّبر يجب أن نفتح عيون البشر ليهربوا من الخطية وليسعوا خلف الآب. وعندما يكون العمل له، لن تكون هناك سعادة دون مشاركته، وبمجرَّد فعل هذا ليس من الجيّد التّسرع والتّوقع أنّ التغيير سيحدث بين ليلة وضُحاها. فقد تنتظر المرأة الحامل تسعة أشهر بصبرٍ ليكون لديها طفلٌ قويٌّ ذو صحّة جيدة والمزارع ينتظر بهدوء وقت الحصاد.

 

يجب أن يكون لأبناء الله تفكيرٌ واحد. ومن الجيّد أن يحترم كلٌّ أخ الآخر ويتشفّع له ويظهر له الثّقة، وفي الحقيقة أنَّ الرَّب هو المسؤول عن كلِّ شيء. واثقاً بهذا عينه أنّ الذي ابتدأ فيكم صالحاً يكمّل الى يوم يسوع المسيح (فيليبي6:1). لا يتأخّر الرَّب في مواعيده ولا يتقدَّم، وكلُّ شيئ مكشوف أمامه في هذا العالم. فهو يعرف أنَّ العنف والقتل سيتصاعد في أيامنا هذه وعدم الاحترام سيسود بين الناس (2تيموثاوس3: 1-7). ولكن اعلم هذا أنّه في الأيام الاخيرة ستأتي أزمنةٌ صعبة، لأنّ الناس يكونون محبين لانفسهم محبين للمال متعظّمين مستكبرين مجدّفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين. ونحن أيضاً فإنّنا سوف نقود الكثيرين ليتمتعوا بالبركات التي حقّقها لنا الرَّب بموته. ما يحتاجه النّاس هو الحبّ وعندما نجعله يعمل في حياتنا نشعر بالرّاحة. فنحن لسنا بحاجةٍ إلى أشخاص يحكمون على حياتنا، يشيرون بالإصبع إلى أخطائنا ولا يرون عيوبهم. أولئك الذين سقطوا يحتاجون لمن يساعدهم كي يقفوا على أرجلهم من جديد( عبرانيين12:12).

لقد جُعِلنا عبيد الله لمساعدة أولئك المطروحين، والمكسورين، وأولئك الذين لا يستطيعون رؤية المخرج. وتعزية يسوع هي الدّليل الوحيد على أننا نستطيع أن نعطي الحبّ للضالين. لقد أراح يسوع الناس، ووضع حدّاً لمعاناتِهم.

نحن بحاجة إلى أن نمارس هذه الصِّفات الحسَنة نحو بعضنا البعض (أفسس32:4). لهذا السّبب أمَرنا بالتبشير بالاخبار السَّارة ومَسح الدّموع وليس ذرفها، فإن كنت ذلك النّوع من الأشخاص الذين يَرون عيوب النّاس في كلِّ مكان، افتح عينيك وتُب عن هذه الخطيئة فإنَّ المؤمنين لا يبحثون عن خطايا الآخرين (تيطس15:1). أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ (متى5). بالصَّبر والتعزية سوف نحقّق الوصيّة المقدّسة.

محبتي لكم في المسيح

د. ر.ر. سوارز