رسالة اليوم

13/08/2017 - لصَّلاةُ بإيمانٍ وعَزمٍ

-

-

وَأَنْتَ يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ انْتَبِهْ لِتُطَالِبَ كُلَّ الأُمَمِ. كُلَّ غَادِرٍ أَثِيمٍ لاَ تَرْحَمْ.

(سفر المزامير 59: 5).

مِن المُهمّ أن نَتعلمَ كيفَ يُسمي الله نَفسهُ. فَعلى سَبيلِ المِثال، نَرى في هَذهِ الآيةِ، اثنين مِن الأسماءِ الرئيسيةِ للرَّبِّ. ولأنّ الرَّبَّ إِلَهَ الْجُنُودِ، فهو يُعرِّفُ بِنَفسِهِ كَقائدٌ لقُواتِ السَّماء، التي لا تَعملُ وحَدهَا، ولكِنْ تَحتَ قِيادتهِ ووجودهِ، ولا تَفشل أبداً في أي مُهمّةٍ. وكإلهٍ لإسرائِيل، فَهو مُنَفِّذ الوعُود التي أقَامهَا مَع إبراهيم ونَسلهِ - اليَهود بالجَسدِ، ونَحنُ بالوعُودِ (سفر التكوين 82: 14).

ولتَعملُ صَلاتك بِشكلٍ جَيدٍ، وتَحصل على الجَواب وتَنجح في كُلِّ شيءٍ، يجبُ أن تُقامَ للرَّبِّ دَاخلَ إطارِ الكشفِ عنْ منْ هُو. وفَوراً، مَنْ يُصلّي بإيمانٍ موؤمناً أنّ الرَّبَّ هو قائدُ القوَّاتِ السَّماويةِ، فَبالحقيقةِ، سَوفَ يَكونُ لهُ كَقائدٍ للقوَّاتِ السَّماويةِ. كمَا أنّ كُلَّ القُدرةِ الإلهيةِ ستعملُ مِن أجلهِ، عَلاوةً على ذَلك، عِندمَا نَتوجهُ إلى الرَّبِّ القدير بأنهُ إلهُ إسرائِيل، سَوفَ يَكونُ لنَا المُنَفِّذ للوعُودِ التي أقامهَا معَ إبراهِيم، الذي كمَا هُو أباً لكُل اليَهودِ بالجَسد، هو أباً روحياً لنَا أيضاً .

لمْ تُصلِّ الكَنيسةُ مِن أجلِ الافتقادِ الإلهي للأممِ التي لمْ يُشرقُ عليَها نورُ الإنجيلِ بَعْد، والشّخصُ الذي يَعيشُ في هَذهِ المَناطقِ بِحاجةٍ إلى الكثيرِ منْ صَلواتِنا. لأنهُ يُولدُ، ويَعيشُ ويَموتُ دُون مَعرفةِ ما تمَّ إنجازهُ مِن خِلالِ مَوتِ يَسوعَ وقِيامتهِ من بَينِ الأمَواتِ. وللأسفِ، الذي يَحكمُ هَذهِ الأمَاكن هو الظَلامُ الكَثيف أيضاً.

صَحيحٌ أنّ الخَونةَ، عَديمي الوَلاء وغَيرِ مُخلصينَ - ويَسلكونَ في طَريقٍ غَيرِ مُستقيمٍ (سفر الأمثال 13: 15)، وحَتى صَاحبَ المَزاميرِ طَلبَ بأن لا يَحصُل هَؤلاءِ بَعد على الرَّحمةِ الإلهيةِ. ولأننا نَعيشُ في العَهدِ الجَديدِ، الذي لا يَهلكُ الرَّبُّ فيهِ أحَداً، ولكِنهُ يُخلصُ. وأيضاً لأننا نَعيشُ بَعدَ مَوتِ الرَّبِّ يَسُوع على الصَّليب في الجَلجثة، ويُضيفَ العَهد الجَديدَ اليَوم إلى الرَّبِّ لقبَ أبو ربنا ومَخلصنَا يَسوعَ المَسيح. ولذلك، فمِن الضَروري أن نُفكرَ في الضَائعينَ ونُعرفهُم بالإنجيلِ، لأنَّهُم اِنضموا إلى الخَلاص العَظيم الذي قدمهُ لنا المَسيح. إلا إذا رفُضوا التَوبةَ ولا يُريدونَ الرُجوعَ إلى الرَّبِّ القَدير. وحِينئذٍ، لنْ يَرحمهُم الله. وإذا اِستمروا في مُمارسةِ الخطايا، سَوف يَكونُ مَصيرهُم رَهيب.

أخي، أفضلَ مَا يُمكننَا أن نَفعلهُ في هَذهِ الحَياةُ هو أن نَكونَ خُداماً للرَّبِّ، حَيث هَكذا، يَستطيعُ الرَّبَّ العليّ أن يَستخدمنا لتَحقيقِ مَشيئتهِ - البَعضُ في الخدمةِ، آخرينَ في المُؤسساتِ أو في أعمالٍ أخرى. ومن يَقتني الحَكمة يَجبُ أن يَكون خَادماً للرَّبِّ.

في الماضي، كُنا عَبيداً للخطيئةِ، وفي ذَلك الوَضع، كنَا نَئنُّ في أنفسنَا تَحت قبضة العدوِّ، ولكنْ، نَحنُ الآن، قدْ تَحرَّرنَا من الخَطيئةِ، ويَجبُ عَلينا تَقديمَ أنفُسنَا للرَّبِّ العليّ (رومية: 22، 23)، لأننا حَصلنَا على القَداسةِ وعلى صِفاتٍ إلهيةٍ أخرى كأهدافٍ لحَياتِنا!

مَحبتي لكُم في المَسيح 

د. سوارز