رسالة اليوم

07/08/2017 - أَسْرِعْ لِطلبِ المَعُونةِ

-

-

"أَسْرِعْ إِلَى مَعُونَتِي يَا رَبُّ يَا خَلاَصِي" (سفر المزامير 38: 22).

لا تُقلِّل من قِيمة أيِّ شيءٍ سَيِّئٍ قدْ يَحدثُ في حَياتك، لأنّ هَذا عَمل العَدوُّ، الذي لديهِ نَوايا شِرِّيرة تِجاهكَ. لاَ يَأْتِي العَدوُّ إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ (يوحنا 10: 10). فهو لا يَرحم وهو مُصمِّم على أن يَجعلك تُعاني هُنا وإلى الأبدِ. هُناك أشخاصٌ يَنخدعونَ كَثيراً، ويَتصرّفونَ مِثلَ الطِفل الخَائف، الذي يَختفي تَحت الغطاء، حتى لا يَعثر عَليهِ البُعبع، ولكِنهُم يَخدعونَ بِذلك أنفسهُم. لكن الشّيطان حقيقي، وهو يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ (1بطرس 5: 8). وإذا كانَ قدْ بدأ يَعملُ ضِدك، فَهذا لأنهُ وجَد البَاب مَفتوحاً.

يا إخوتي، الرَّبُّ هو الوحيدُ الذي يُمكنه مُساعدتك. ولأنهُ نَقيٌّ، قُدوس وبَارّ، ولا يُوجدُ شيءٌ يُمكن أن يَمنعكَ من مُواجهةِ العَدُّو. وعَلاوةً على ذَلِك، فأن الآبُ السَّماوي رَحيم، وهُو ليس ضِدّ الإنسان، حتى لو كانَ مُساقاً بِالخطيئةِ. والرَّبّ يَعلمُ أنهُ بِسقوطِ آدمَ، صَار الإنسانُ في يدِ العَدوُّ، وإن لمْ يَتدخل في ذلكَ، فإن الشَّيْطانَ سَينتصرُ. ومع ذَلك، إرادةُ الرَّبِّ هي تَحريرُ الإنسانِ الذي خَلقهُ على صُورتهِ ومِثالهِ، من خِدعِ الشَّيْطانِ. وأمَّا مَنْ يَصرخُ للرَّبِّ سوف يَحصلُ على مُساعدتِه، لأنهُ لنْ يَسمحَ باستمرارِ الشرِّ وهَلاك ذَلِك طلبَ مُساعدتهِ. فالرَّبُّ القدير يَعلمُ أن الشَّيْطان، بِكلامِهِ يَقدرُ على إغراءِ النَاس، وإقناعِهم بأن يَكونوا مُستعملينَ بِطريقةِ شَنيعة. إلا أنهُ عِندمَا يَتوسل شَخصاً مَظلوماً للسَماء من أجلِ أن تُساعدهُ، يَتدخلُ الرَّبّ للعمل ويُحررهُ.

يَجبُ طلبُ المُساعدةِ الإلهيةِ فَوراً، لأنّ اِنتظار العَاصفةِ لتمُرِ يُسعدُ الشَّيْطانِ فَقط، وهُو عِندما يَستطيعُ التغلغُل في حَياةِ الشخص، لا يُشفقُ عليهِ أبداً، لأن الشَفقة والرَحمةَ والرأفةَ والمَحبةَ هي صِفاتٌ إلهيةٌ، وليْست لسُلطانِ الظُلمة. وإذا سَمح الشَخصُ للشَّيْطانِ - أي لعَديمِ الرَحمةِ، الرديء والشِرير - سَوفَ يُدمرهُ بِسرعةً كَبيرةً جداً، لدَرجةِ أنهُ لنْ يكونَ عِندهُ وقتٌ ليطلُب المُساعدة من الرَّبِّ.

إن كانَ الرَّبُّ يَتصرّفُ بِسرعةٍ، فَيجبُ عَلينا أيَضاً أن نَكونَ مُسرعينَ أيَضاً! فَعلى سَبيلِ المِثال، من الألم الصَغير إلى التهديدِ الكبيرِ، يَجبُ أن نَكونَ مُسرعين. وإذا كُنتَ قدْ أخطأتَ، لا تَتأخر في طَلبِ الغُفران. أمَّا إذا كُنت تُواجهُ تَجربةً، فَاصرُخ الآن من أجلِ الخَلاصِ منها، واِطرح ذَلك من ذِهنكَ. وفي حَالةِ ظُهورِ أي مَرضٍ، فَذلك لأنك قدْ أصبت. إذاً، أسرع واُطلُب من الرَّبُّ سُبحانهُ وتَعالى أن يُسعفكَ.

الرَّبُّ هُو الوحيدُ الذي يُمكنُ أن يَمنحنَا الخَلاصَ، وفي الواقعِ هذه هي رَغبتهُ. لِذلك، اُطلب المَعُونةَ الإلهيةَ فَوراً ولا تَتخلى أبداً عنْ الإيمانِ بِالكلمةِ، لأنه فيها الرَّبُّ العَلّي يُقدمُ الحلَ لمُشكلتِكَ، بِالإضافةِ إلى أنهُ يُحذرك من الأغَراضِ الشريرةِ. فالربُ هو إلهُ خَلاصِكَ؛ إذا طَلبتهُ، سَوف يُسرعُ لإنقاذِكَ.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز