رسالة اليوم

03/08/2017 - سَوفَ نُسبّحُ الرَّبَّ إلى الأبدِ

-

-

"أَمَّا نَحْنُ فَنُبَارِكُ الرَّبَّ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ. هَلِّلُويَا" (سفر المزامير 115: 18).

يَقولُ صَاحبُ المَزمورِ في الآية السَابقة، أنهُ لا يُمكنُ للأمواتِ تسبيحَ الرَّبِّ. لِذلك، يَجبُ عَلينَا أن نَفهمَ الفرقَ بينَ الأحياءِ والأمواتِ في العَالم الرُّوحي. فعلى سَبيلِ المِثالِ، أولئِك الذين يَنتمونَ إلى أي طائفةً أو كنيسةً، لكِنْ لمْ يُولدوا مَرةً أخرى، هُم أمواتٌ، وبَاطلٌ كُل مَا يُظنونَ أنَّهُم يَقومونَ بإنجازهِ لتَمجيدِ الآبِ. وبِالمُناسبةِ، فكَثِيرون مِنهُم يُؤلفونَ تَرانيم جَميلة، وأعَمال من نَوعيةٍ أفضل، ولِكْن لا قِيمةَ لهَا.

قال الرّسُول بُولس أنهُ يُمكنهُ تَسليمُ جَسدهِ ليَحترق، ولكِنْ، إن لمْ يَكُن لدِيهِ مَحبة - أي المَحبة المُعلنة والتي غَيرت حَياتهُ - فَلا يَنتفعُ شَيئاً. (1كورنثوس 13: 3). من المُحزن أنّ هُناك مُتدينين كثِيرين مُكرّسِينَ أنفُسهُم لمَا يُسمونهُ بخِدمةِ الرَّبِّ، سَيندمونَ بِشكلٍ كبير في اليَومِ الأخِير لِسببٍ واحدٍ فَقط: هُو أنَّهُم لمْ يُولدوا من جَديد. وهو الشَّرطٌ الوحيد ليكونَ للإنسانِ شركةٌ مع الرّب سُبحانهُ، وتَكونُ خِدمتهُ مَقبولةٌ. بمُجرّدِ قِراءةِ مَا كَتبهُ المَسيح في (يوحنا 3: 3-5) نَفهمُ كيفَ يشرحُ المُعلمُ لنا فِعلُ ولادةُ الشَخص مَرةً أخرى.

فقدْ اختصرَ الرّسول بُولس فِعلَ التَسبيحِ في مَدحِ الرَّب الإله. والتَسبيحُ هُو شيءٌ يَجبُ أن نَتعلمهُ، لكي نَفعلهُ بَالطريقةِ الصَّحيحة. والذي يَفهمهُ ويُمارسُهُ يَصيرُ شُجاعاً. ومن جِهةٍ أخرى، الذي لا يَفهمهُ وظُروفهُ لا تَسمحُ لهُ بأن يَكونَ لديهِ شركةٌ مع الرَّبِّ، فهو يَضيعُ وقتهُ.

نَرى أنّ التَسبيحَ حَسَب قَولِ صَاحبُ المَزمورِ، مُهمٌ جداً للرَّبِّ الإله الآن وفي الأبدِيةِ. والذي يُقدمُ لهُ التسبيحَ هُنا في هَذا العَالم، يَحصلُ على اِستجابةِ أكثرُ بِكثيرِ من أي مُؤمن أخر. فَذلِك الشَخص على عِلاقةٍ حَميمةٍ جِداً بالرَّب. وعِندما يُباركهُ الرَّبّ، فَهو يَتعلمُ الوقوف أمَامهُ ويَكونُ لهُ شَركةٌ مُثمرةٌ أكثرَ معهُ، وهَكذا يكسر كُل الحَواجِز التي تُعرقل عمل الرَّبِّ.

يَنْبغي أن تَكونَ مَعرفة التَسبيحِ، لنَا هدفاً نَتعلمهُ ونُمارسهُ، لأنّ لهُ قِيمةٌ كبيرةٌ جِداً. ومن ضِمنِ الأشياءَ التي يُمكننَا أن نَعتمدَ عَليها لخِدمةِ تسبيحٍ عَظيمةَ، هي القداسة- أي اِحترامُ الأوامرِ الإلهيةِ.

لأنّ التَسبيح خِدمةٌ عَظيمةٌ، نَحنُ بِحاجةٍ كَبيرةٍ إلى فَهم مَا يَعنيهِ العَيشُ في شَركةٍ مَع السّماء. وهُناكَ العَديدُ من الذينَ حَصلوا على مِثل هَذهِ التَعاليم: لو كانَ الاجَتماع مَليء بالجو العَاطِفي. إذاً، سَوفَ يَكونُ لهُم شَركةٌ مَع الرَّبِّ. ولكِنْ هَذا خَطأ مُثيرٌ للضَحِكِ! ويَبدو أنهُ من الصَعبِ تَصديقهُ، وهُناك منْ يَقودُ الآخرين ليَكونُوا عَاطفيين جِداً، في حِين أنهُ هو نَفسهُ يَعيشُ في الخَطيئةِ. ولكنْ، نَحنُ نَحصلُ على عِلاقةٍ حَميمةٍ مع الآبِ فقط، بقدرِ مَا نُعطي اِهتماماً لكلمتهِ وللإعلانات الذي نَحصُلُ عَليها مِنهُ.

إحَدى الإعلانات العَظيمة التي تَمنحُهَا لنَا هَذهِ الآية هي، أنهُ يُمكننَا أن نَستفيدَ من أداء التَسبيحِ على الدَوام. وإن كانَ يَجلبُ الفَرحَ العَظيمَ بَالفعلِ لنا في هَذا العَالم، فَتصور إذا فَعلناهُ إلى أبدِ الأبدينِ.

 محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز