رسالة اليوم

02/08/2017 - حَياةٌ لتَسبيحِ الرَّبِّ

-

-

"لَيْسَ الأَمْوَاتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ وَلاَ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى أَرْضِ السُّكُوتِ"(سفر المزامير115: 17).

اِستخدمَ الرَّب صَاحبَ المَزاميرِ لكي يَفتحَ عُيونَ الشَعبِ حَولَ مُختلف المُواضيعِ - واحدٌ مِنها هُو أنّ الأموات لا يُسبّحونَ الرَّب العليّ. وأيضاً، ليتحدثُ عنْ الذينَ رحَلوا إلى الأبدية أو عنْ أولئِك الذينَ لم يُولدوا مَرةً ثانية؟

تًقديمُ التَسبيحِ لاسمِ الرَّبّ الإله يَجعلنا نَحصُل على البَركة، مثل الشِّفاءِ والخَلاصِ. لِذلك، عِندمَا يَتحدثُ الإنسانُ مِنْ فَمهِ، أنهُ يُسبحُ الرَّبَّ سُبحانهُ، فهو يُقدمُ لهُ عِبادةٌ بلا مَعنى. إلا أنهُ، عِندمَا يَتحرّرُ من تَجربةٍ ما، أو يَنال لمَسةَ شِفاءٍ إلهية لأي مَرضٍ أو حلاً لأي مُشكلةٍ أخرى، فهو لدَيه القوّة حقاً لقُول: "أبي، إني أُسَبِحُك من أجلِ هَذا أو منْ أجلِ ذَاك".

حَدّدَ أحد الأشَخاص أنّ التَسبيحَ للرَّبّ القدير هو فِعلٌ مِن خِلالهُ نَشكُرهُ أو نُقدمُ لهُ المَدحَ والتَكريم من أجلِ شيءٍ قدْ فَعلهُ من أجَلنَا - الذي يَختلفُ تَماماً عنْ العبادةُ التي نُقدمُها بِسببِ الحَقيقة البَسيطة بَأنهَ هو الله. ومَع ذَلك، التَسبيح هُو مَدحٌ الصِّفات أو الحَديث عنْ فَضائل الشَّخص. إذاً، كيفَ يُمكننَا حَقاً أن نَفعلَ ذَلِك بِواسطةِ الرَّب، إذا كانَ لا يَعملَ فِينا؟

قالَ صَاحبُ المزمور أنّ الأَمْوَاتُ لا يُسَبِّحُونَ الخَالق. وهَذا يَعني أنّ الأشَخاصَ الذين لمْ يُولدوا من فَوق ليْس لدَيهم الإمكانِية لتَسبيحهِ. إذاً، حَتى لو كانَ البعيدون لدَيهم أفَضلَ النَوايا، لنْ يَستطيعوا تّسبيحَ الرَّبِّ. وباختصار، إنّ تقديمَ التَسبيحَ الذي يُرضي الرَّب، ثَقيلاً في العَالم الرَّوحي، فالمولودينَ من الرَّبِّ يَحصلونَ على الإلهامِ، ويَتلقونَ المُساعدةَ من الرَّوحِ القُدس، ويَستسلمونَ لهُ. وبَالمناسبةِ، لدينَا توجيهاتٌ عَديدةَ في كَلمةِ الرَّبِّ بأنهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟، لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. (رومية 11: 35-36). دَاود مَثلاً، قَالَ أن تَسبيحهُ سيأتي إلى الله فِي جَمَاعَةِ عَظِيمَةِ (سفر المزامير 22: 25).

أمَّا المَوتُ الرُّوحي، الذي دَخل إلى عَالم البَشر عِندمَا أخطأ آدم (رومية 5: 12)، هَذا المُوت يَستمرّ إلى أن يَتغير الإنسان ويُولدُ من جَديد. وطالما لا يَتم ذَلك، لأنهُ مَيت رُوحياً، ليْس لهُ القُدرة على تَسبيحِ الرَّبِّ، فإن لمْ يُولد من جَديد، لنْ يَحصل على الالهَام واللمسَة الإلهية، وعَلاوةً على ذَلك، المَسيح نَفسهِ أكد أن بِدونهِ، لا يَقدر الإنسان أن يَفعل شَيئاً (يوحنا 15: 5).

يا أخي، الآن هو وقتُ التَسبيح. وهَكذا عَلينا أن نَستفيدَ ونَعيشَ العَمل الإلهي بِشدةٍ ونَفعلهُ بالمحبة والقَداسة، لأنهُ لكي يَنال الرَّبّ التَسبيح الذي يَليقُ بهِ، يَجبُ عَلينَا أيضاً أن نَقودُ أشخاصاً آخرين إلى الولادةِ الجَديدةِ. وهَكذا سنَستمتعُ بِهذا الامَتياز المُقدس لتَسبيحِ الرَّبِّ، حَيثُ أنهُ عِندما نَعملُ من أجله من القلب، يَكونُ مَسروراً، وبَالنتيجةِ، يَردُ إلينا بَركاتٌ مُضاعفةٌ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز