رسالة اليوم

29/07/2017 - البَركَاتُ تُنَاسِبُ الجَميعَ

-

-

"يُبَارِكُ مُتَّقِي الرَّبِّ الصِّغَارَ مَعَ الْكِبَارِ" (سفر المزامير 115: 13).

يُريدُ الرَّبُّ أن يَعرفَ الجَميع أنهُ ليْس لديهِ أحدٌ مُفَضَّل. سِواءَ كانَ الشَّخص من أصَل إفريقي، أسَيوي، أوروبي أو هِندي، وبِاختصارٍ، قدْ صَنعَ الخَالق الإنْسانُ على صُورتهِ ومِثالهُ (سفر التكوين 1: 26)، ومنْ يُسلمُ نَفسهُ لهُ، سَيصيرُ مُنتصراً. لأنّ السرّ هُو مَخافةُ الله.

عِندمَا يُحذِّرُ الرَّبّ الإنسان مَن الزِنَا، فَهو يُشيرُ إلى أنهُ مُجرّدُ التَفكيرِ فيها، قدْ يَفصلهُ عنْ الرَّبّ (متى 5: 27-28). ويُمكنُ قول نَفسَ الشّيءِ عنْ عَدمِ الأمَانةِ، الحَسدَ والكَراهيةِ وغَيرهَا من المُمارسات التي تُدينهَا الكلمةِ.

أخي، الشرّ خَطيرٌ، وهَذا يَعني أنهُ بِمجردِ أن تَلتفتَ إليهِ، حتى مِنْ أجلِ النَظر، فأنتَ تَسمحُ لَنفسك بأن تتلوّثَ. لِذلك، لا تقف أمَام الخَطيئةِ ولا حَتى لكي تُدينهَا. وبَدلاً من ذَلك، اهُرب منْ كلّ ما يُدينك ولا تُفكر فِيه دَقيقةٌ واحدة.

إنّ الوعدَ بالنّصرِ هُو لأولئك الذينَ يَتقونَ الرَّبَّ. ولكِن، هُناك من لا يَعُطون الاهتمامَ اللازمَ للوصَايا الإلهيةِ، ويَتجاهلونَ القَدير، فَلا يَكفي أن يَنتمي الشَّخص إلى أفَضلِ كَنيسةٍ، ويَكون مَع أفضل قِس، ويَدفعُ العُشور ويُقدمُ العَطايا، ولكِن من الضَروري الخُوف من الرَّبِّ، واِحترامهِ وتَنفيذُ وصَاياه، لأنهُ يُعطي بَركاتهُ لمنْ يَعمل بَهذهِ الطَريقة. أما الذينَ لا يَخافونهُ يكونونَ مُعرضيَن دَائماً لهَجماتِ العدوِّ بِاستمرار، ولِذلك، لنْ يَشتركوا في الحَياةِ الوَفيرةِ التي يَقدمَها يَسُوع (يوحنا 10: 10).

فهذا عَملٌ جيدٌ لمَعرفة إن كُنتَ مُباركاً. لأنَّ عَدمَ وجُودِ البَركاتِ يَعني أنهُ لا يُوجدُ مَخافةٌ للرَّبِّ. التديّن ليْس لهُ أي عَلاقة بَالاحترامِ المَفروض للآب. بِالمناسبة، دَائماً تَقريباً، القَواعد الدَينية تُبيِّن أنهُ لا يُوجدُ احترامٌ لله، وأي طقوسٍ غَيرُ مكتوبةً في الكِتاب المُقدّسِ لا لزُوم لهَا، وأحياناً تَكونُ شَّيْطانية.

الله لا يفرِّقُ بينَ النَاس (سفر التثنية 10: 17- 18). فهو يُباركُ الجَميع - الصِّغار والكِبار، الأغنياءَ والفُقراءَ، الأطباءَ والغِيرِ مُتعلّمين، السُّودُ والبِيض، الرّجَالُ والنِّساء - الجَميعُ على حدٍّ سِواء. وبِهذا فمنَ الواضِحِ أنهُ ليْس لديهِ مُحاباةٌ. لِذلك، لا يَجبُ لأيِّ سَببٍ أن يظُنّ أحد أنهُ غيرُ مُبارك، ويَتركُ نَفسهُ تَنقادُ من قِبلِ العَدوِّ، فَهذا غيرُ صَحيحٍ. فليْس هُناك أحدٌ مُفضلٌ أو مَكروهٌ عندَ الرَّبِّ سبحانه.

لدينا حَق بِهذا الإعلان. وبِما أنهُ ليْسَ هُناك مُفاضلة، فَأنت قَادرٌ على أن تُصبح شَخصاً مُباركاً. كُلُّ مَا عَليك القِيامُ بِه هُو احترامُ الرَّبِّ، لأنّ من يَفعلُ ذلك يُنفِّذ الوصِية. فَلا تَفعل مَا يُحرِّمهُ، وإنمَا مَا يُقدِّسُك. وعِندمَا تتصرّفُ بِهذهِ الطَريقةِ، تأكد أنّ البَركات في طَريقها إليكَ!

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز