رسالة اليوم

28/07/2017 - الاِحتِرامُ ليْس كَافِي

-

-

"اتَّكِلُوا عَلَى الرَّبِّ يَا خائفي الرَّبِّ. هُوَ عَوْنُكُمْ وَتُرْسُكُمْ" (سفر المزامير 115: 11).

خوفُ الرَّبِّ يَعني اِحترامهُ، والإهتِمامُ بِكُلِّ مَا يَقولهُ، والخُضوعُ لهُ بِالكاملِ. ولكِن، هَذا لا يَكفي، بل يَجبُ أن نَعتمدَ على الرَّب القَدير، بَدلاً من أن نَتصرّفَ وكَأننَا لا نَثقُ بِقُدرتهِ.

فَالله لنْ يَقُودنَا إلى تَعاليم لا لزُومَ لهَا. وفي الوَاقعِ، كُلُّ مَا يُعلِّمنَا إيّاهُ - حَتى خِلال أوقاتِ الفَراغِ هو في غَايةِ الأهَميةِ. صَحيحٌ أنَّ عُقولنَا وأرواحنَا تَحتاجُ إلى فَتراتِ مِن الاستِرخَاء، ولكِنْ ذَلِك لا يَعني الابتعَاد عنْ محْضرِ الرَّبِّ.

يَجبُ أن يَكونَ لكَ إيمانٌ عِندمَا يَقولُ لك شَيءٍ من حَولكَ إنهُ لا يَوجدُ هُناكَ حَلٌّ. وإذا كُنت قدْ اِستخدمتَ كُلَّ التَقنياتِ المُناسِبة، والمُشكلة لمْ تُحلّْ، فَلا تَنخدع بَالتجربةِ وأنهُ ليْس هُناكَ حَلٌ. فقط ثِق بَالآب السَّماوي، وسَوفَ تَرى أنهُ هُو البَابُ المَفتوح الذي لا يَستطيعُ أحدٌ إغلاقهُ، وهُو الطَريقُ الذي لنْ يُؤدي أبداً إلى الهَاوية، وهو الحَلُّ لجَميعِ المِحَن!

نَحنُ الذينَ نَثقُ في الرَّبِّ العلي، تَعلمنا أنهُ هُو المُعين الحَقيقي. وعِندمَا تَفرغُ قُوّتِنَا ويَقولُ الجَميع أنهُ يَجبُ عَلينَا أن "نَرفعَ الرَّاية"، أي نَستسلم، يَأتي هوُ ويَرفعنَا. اِسمُ الرَّبِّ بُرجٌ حَصِين، يَجبُ أن نَركُض إليهِ وقتَ التَجربةِ. فَهو لا يَحتقر منْ يَطلبهُ. بل بالعكسِ، حَتى يومنا هَذا، لا يَزالُ ثَابتاً في قَولهِ لكي لا يَهلك أحَدٌ من أبنائهِ.

يُساعدُنَا الرَّبُّ، وذَلك بِفتحِ أذَهانِنا ويُبيّنُ لنَا أنهُ لا يَجبُ أن نَتهاونَ في الشرِّ، لأنّ ذَلك هُو الفَسادُ الذي، إذا تَركناهُ بِجانبنَا وبَقينا في شَركةٍ مَعهُ، سَوف نَتنجّسُ. ويُعيننَا الرَّبُّ القديرُ في التَجاربِ وفي كُلّ مَعاركِنَا. ولنْ تُصيبنَا سِهامُ الجَحيمِ لأنهُ كَدرعٌ لنا. لِذلك يا إخوتي، قدْ يُحاولُ الشَّيْطان أن يَحُوم حَولكَ ويَقول لكَ أنهُ لا يُوجدُ هُناكَ مَخرجٌ، بِينمَا يُطلق هو سِهامهُ النَارية (1 بطرس 5: 8)، ولكِنْ الرَّبّ الذي يَحفظ حَياتكَ هُو القَادر على أن لا يَسمحَ بِنجاحِ أيّ هَجمة من هَجماتهِ الشرِّيرةِ.

بالإضَافةِ إلى الخَوفِ من الرَّبِّ، يَجبُ عَليكَ أن تَثقَ بِهِ. لكي تَعمل كُلَّ الأشياءِ من أجلَك، وبِمجرّدِ أن تُصلي وتَثق أنهُ قدْ سَمِعَ صُراخكَ واسَتجابَ لك. فليْسَ هُناك فَشلٌ في الرَّبِّ؛ فهو قدْ وعَدَ وهُو يَفي بِما يَعِدُ بهِ (رومية 4: 20، 21). ومَعهُ، سَوف تَتغلبُ على كُلِّ أزمةٍ. لذلكَ، لا تَزدري أبداً بهذه المَعُونة، لأنهُ هُو القوّة اللازمةَ لمُواجهة والتَغلبِ على كُلِّ شَرٍّ قدْ يُواجِهُكَ في مَسِيرتك في الحياةِ. ولِذلك، افحص نَفسكَ، إن كُنت تَحترمهُ وتَثقُ بِهِ .

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز