رسالة اليوم

23/07/2017 - ضَع كُلَّ الأشَياءِ أمَامَ الرَّب

-

-

" يَا رَبُّ، أَمَامَكَ كُلُّ تَأَوُّهِي، وَتَنَهُّدِي لَيْسَ بِمَسْتُورٍ عَنْكَ" (سفر المزامير 38: 9).

لا يَعرفَ كَثيرون من النَاس، منْ هُو إلهنا. ولذلك، يُحاولونَ إخفاءَ رَغباتِهم وتَجَاوزاتِهم. وهَذا خَطأ كَبير، لأنَّ الرَّبَّ يَعرف كُلَّ شيءٍ، ممّا يَعني أنهُ لا شيءَ مَخفِياً عَنهُ. فَعلى سَبيل المِثال، الرَّبِّ يُمكنهُ أن يَرى حَتى أصَغرَ وَرقة من شَجرِ غَاباتِ الامَازونِ المَطيرةِ. فلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا (العبرانيين 13:4)، لأنهُ لا يُوجدُ شيءٌ مَخفي عنْ إلهنَا.

إخوتِي وأخَواتي، عِندمَا تَبدأ الفِكرةُ في التَبلورِ في عُقولِنَا ولمْ تكتملَ بَعدُ، فَالرَّبُّ يَعرفُهَا بَالكاملِ (مزمور 139: 1-4). حَتى إن كَانت لدِيكَ رَغباتٌ خَاطئة ومَمنوعة، فَسبحانهُ يَعرفُها كُلهَا. وأفضلُ شَيءٍ يَجبُ القَيامُ بهِ هُو أن نُصلي ونَعترفُ لهُ. فلا يَنبغي قُبولَ أي خَطيئةٍ في عَقلك لأنهَا سوفَ تمنعُ صَلاتِكَ مِن أن تَصِل إليهِ. وإذا كُنت تَميلُ إلى خطية معينة، فأخبرهُ بِذلكَ ولا تُخفي عَنهُ، وصلي واعترِف بِخطيئتِكَ، وأخَبرهُ عنْ الشَّهوةِ التي تَشعرُ بِها، وعنْ أنكَ تُريدُ الخَلاصَ مِنهَا، لأنك تَعلمُ أنَّها خَطية.

نَنتصر عِندمَا نَكونُ مُخلصينَ للرَّبِّ، ولكِنْ، عِندمَا لا نَتكلمُ عنْ الحَقيقةِ، نَفتقدُ الكَثيرُ (الأمثال 13:28). وأخيراً، لا يُريدُ الآب أن يكون أبناؤهُ مُنافقينَ، لأنّ الشَّيْطانَ سَيبذلُ قُصارى جُهدِهِ ليَجعلنَا نُخطئ، بأن يَقولَ لنَا أن الجَميعَ يَفعلونَ هَذا، وإنّ الذي لا يَفعل هَذا في وقَتِنا، هُو مِن الطِراز القَديم.

لا تَترُكُ نَفسكَ تتأثرُ بِأكاذِيبِ العَدوُّ (أنا كورنثوس 6: 9-11). وحَاول أن تَتذكرَ إذا شَعرْتَ أن عِلاقتُك مع الرَّبِّ، لمْ تَنقطعَ في المَرةِ الأولى التي أخَطأتَ فٍيها، فَالرُّوحُ القُدس يُخبرُنا إذا كانَ ما نَفعلهُ خَطيةٌ أم لا. وأيضاً غِيابُ السَّلام في قُلوبنا هُو تذكيرٌ بِأننا ضَللنا الطَريق. لِذلكَ فأفضلُ شيءٍ يَجبُ القِيامُ بِهِ هو أن نَعودَ إلى المَسارِ الصَّحيحِ والتَعويض سَيكونُ أعظمَ.

ضَع رَغباتِكَ أمَام الله. ويُمكنكَ فِعلُ ذَلِك من خِلالِ الصَّلاةِ، وأيضاً مِن خِلالِ مُقارنةِ أفَعالِك مَع مَا تُعلِّمكَ إياهُ الكَلمةُ. فَإذا وافقت عَليهِ، فَهذا يَعني أنّ رَغبتِكَ قَانونية، ويُمكنكَ وضَعُها أمَامَ الرَّبِّ. ولكِنْ إذا رَفضتهَا الكَلمةُ، فَلا يَنبغي أن تُحاول حَتى أن تُصلي مِن أجلها، واطرُدها من قَلبك. لأنّ الكِتابَ المُقدس لا يُدينُ أي شيءٍ مشروعٍ، ولا يُوجدُ أي شيءٍ مَشروعٍ يُدينُ الكِتابَ المُقدس.

فَلتحكُم كَلمةُ اللهِ حَياتنا. نحن نطلبُ طاعةَ اللهِ، ولكِنْ عِندما نَعصاه، نَضعُ أنفُسنَا خَارجَ محضرِهِ. فيجبُ عليكَ الصُّراخُ إلى الآبِ، لأنهُ على الرُغمِ من أنهُ يَعرفُ مَا يَدخلُ إلى رُوحِكَ، ولكنهُ يُريدُك أن تَتحدثَ معهُ عَنْهُ. فإذا كُنت تطيعُ الرَّبَّ، سَيُكافئك.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز