رسالة اليوم

20/07/2017 - طلبَاتٌ مُهِمةٌ

-

-

أَيْضاً مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ احْفَظْ عَبْدَكَ فَلاَ يَتَسَلَّطُوا عَلَيَّ. حِينَئِذٍ أَكُونُ كَامِلاً وَأَتَبَرَّأُ مِنْ ذَنْبٍ عَظِيمٍ (سفر المزامير 19: 13).

يَنبغي أن يَكونَ أبناءُ اللهِ مِثالٌ يُقتدى بهِ لكُلِّ النَاس، عنْ رِعايةِ وعِنايةِ الرَّبِّ الإله. والخُلاصةِ، أنهُم رِسالةُ المَسيح الحَيةِ التي سَيقرأها البَعيدين (2 كورنثوس 3: 3). لذَلك، فهَؤلاءِ الذينَ لمْ يَقبلوا المَسيح، إذ لمْ يَجدوا أيّ شَيءٍ في إيمانِنا، فَكيفَ سَيطلبونهُ؟

أدركَ صَاحبُ المَزمور أنهُ لكي يَعيش حُرّاً مِن سُلطانِ الظُلمةِ، فهو يَحتاجُ إلى اِثنين من البَركاتِ العَظيمةِ: أوّلاً أن يُحرّرَ نَفسهُ من جَميعِ الخَطايا وثانياً أن يَحفظهَا من الكِبرياءِ. لأنهُ إن لمْ يَفعل ذَلك لنْ يَكون هُناك سَلامٌ في حَياتهِ، والعَدوّ سَيحققُ رَغباتهُ فِيهَا.

طلبَ خادم الله، والذي عَاشَ قَبل مَجيءِ المَسيح، أن يَكون حُرّاً من جَميعِ الخطايا. وبالنسبةِ لنَا، هَذا قدْ تمّ لنَا في عَملِ المَسيحِ في الجُلجثةَ، ورفعَ جَميعَ خَطايانَا. وحَتى لو كُنتَ قدْ وقَعْتَ، فادخُل على الفور وصلّي، واِعترفَ للآبِ بذَنبِك، لأنكَ إن تَركتهُ، فإن العَدوَّ سُوفَ يُسيطرُ عَليكَ، ويَفعلُ كُلَّ ما يُمكنهُ ليَجعلكَ تَشعرُ بَالخجلِ، فتَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ. (سفر الرؤيا 3: 11).

طَلبَ كَاتبُ المَزمور أن تَكونَ نَفسهُ مَحفوظةً من الكِبرياءِ، بَعد أن تَأكدَ من أنّ خَطاياهَ أخذت بَعيداً عَنهُ، لأنهُ أن لمْ يَفعل ذَلك سَتُسيطرُ الذُنوب على حَياتهِ، وهَذا الأمُر خَطيراً جِداً، وبَاختصارِ فالكبرياءِ هُو من أخطرِ الأعمالِ الشَّيْطانية. ودَائماً المُتكبِر لا يُدركُ مَدى خُطورةِ اعَمالهِ ( سفر المزامير 73: 6). والأسَوأ من ذَلك هو أن رُوحَ الرَّبِّ لا يستطيعُ اِستخدامَ المُتكبرِ، لأنهُ يَعيشُ حَياتهُ بعيداً عنْ الوجود الإلهي. والكبرياء يَجعلُ النَاسَ يَتجاهلونَ الآبَ.

يُحذِّرُنَا الكِتابُ المُقدس من أن يَسكنَ الكبرياء في قُلوبِنَا، فَبذلك سَنكونُ على بُعدِ خُطوةٍ واحدةٍ من السُّقوطِ (سفر الأمثال 16: 18). يَتخلّى الرَّبّ عنْ أولئك الذَّين تُغريهم هَذهِ الرُّوحُ الحَمقاء، والتي تَجعلهُم يَشعرونَ بِأنهم أفضلَ وأكثر تَميُزاً من غَيرهم. أما المُتواضع فَيحصلُ على الرَعايةِ الإلهيةِ (فيلبي 2: 3- 11).

عِندمَا نَتبرّأ مِن الذُنوب ونَتحرّرُ من الكبرياءِ، يُمكننَا أن نَكونَ صَادقينَ. وهَذه العطية ذَاتُ أهميةٍ عُظمى، لأنها تُشير إلى المُحاربينَ الذينَ يَحصُلونَ على الانتصاراِت في المَعارك الرُّوحيةِ. أمَّا الغير صَادقين، لا يُمكنهُم الفوز حتى على الشَّياطين الضَّعيفة، لأنّ ليْسَ لديهم، ولنْ يَكُن لديهم القُدرةَ الإلهيةَ التي تَعمل لصَالحهُم. ثُم كَيف يُمكنُ للمرءِ أن يَكونَ مُوّفقاً في هَذا العَالم المُمتلئ بالشرّور، إن لمْ تُعينهُ قُدرةُ الرَّبِّ. وصَلواتُ المُتكبرِ لا يَسمعُها الرَّبّ؟

ويَختُم صَاحبُ المَزمورِ بِالقولِ أنهُ قدْ تَحرّرَ من الخَطايا، ونَفسهُ مَحفوظةٌ من الكبرياءِ، وهكذا سَوفَ يَكونُ حُرّاً من ذَنبٍ عَظيمٍ. يا إخوتِي الأعزاء، اِفعل كمَا فَعل صَاحب المَزمور، إذا كُنتَ تَرغبُ في النَجاح والتَحرّر من قُواتِ الظُلمةِ.

محبتي لكُم في المسيح 

د. سوارز