رسالة اليوم

18/07/2017 - لا يُمكنكَ العَيشُ بِهذهِ الطَريقةِ

-

-

"لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَاراً وَلَيْلاً. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ. سِلاَهْ".(سفر المزامير 32: 4)

كَان دَاود رَجُلاً حَسبَ قلبِ الرَّب (صموئيل الأول 13: 14)، لكِنهُ أخطأ، وجَلبَ عَليهَ هَذا الآلام الكَثيرة. وليْسَ مُهماً من هُو الشَخصُ إذا اِنحرفَ عنْ الطَريق، سَوفَ يَشعرُ بِثِقل اليدِ الإلهيةِ عليهِ. فليس لأننَا قدْ صِرنَا للرَّبّ، هَذا يُعطينا التَصريحَ لارتكابِ الخَطيئةِ، بل بَالعكس، يُحذّرنَا الإنجيل من ذَلك، ويُعلمنَا بأنهُ يَجبُ عَلينا أن نَكونَ قِديسين، كما هُو أيضاً قُدوس (سفر اللاويين 11: 44).

لقدْ أخطأ بَطلُ إسرائيلَ، وبَالتالي، رَأى نَفسهُ يَحدثُ لهُ ما يَحدثُ لأيّ شَخصٍ آخر لا يَحفظُ الوَصايا الإلهية. والذينَ يَتصرّفونَ بِهذهِ الطَريقةِ سَوف يَشعرونَ كمْ يُؤلمُ هَذا قَلبَ الآبِ. لِذلك، لا تُحاول المُرورَ بِمثلِ هَذهِ الحَالةِ.

ثَقُلت يَدُ اللهِ على دَاوّد كثيراً. ولمْ تُفيدهُ الصَّلاةُ في مُحاولتهِ التمتع بالعالمِ، ونسيانٍ الشَرِّ الذي قد فَعلهُ. وإذ لمْ يَعترف بالخطأ الذي فعلهُ للرَّبّ القَدير ونَدمَ عليهِ، سَيبقى تَحتَ نِير هَذا الخَطأ. ولِذلك، أعلم أنهُ لا يُمكنكَ المُزاح مَع الرَّبِّ ولا يُمكنكَ خِداعهُ.

يا إخوتي، إذا كُنتَ تَضعفُ أمَام للشَّيْطانِ، جَاهد في الصَلاةِ، واطلُب مِن الرَّبِّ أن يُحرّركَ، ولا تُصغي للشَّيْطانِ مرةً أخرى، واطلُب الغُفران مِن الله، لتَتخلّص مِن عَملِ العدوُّ، لأنك في طَريقكَ إلى اليَومِ العَظيمِ، ولأنهُ لا يَزالُ هُناك فُرصةً لتُنقّي نَفسكَ. ولكِنك، إن ذَهبتَ إلى الدَّينونةِ بدونِ مَغفرةٍ، فَوداعاً للأبديةِ (لوقا 12: 58- 59)، لأنهُ لنْ يَكونَ هُناك رَحمةٌ لأحد - لا للمَسيحيينَ ولا للضَّالين.

يدُ الله كَانت ثَقيلةً على دَاود نَهاراً وليلاً، مما يَعني أن العَدوَّ كانَ مَسموحاً لهُ أن يُضايقهُ دُونَ تَوقفٍ. وسَيحدثُ نَفس الشّيءِ مع الذي لا يَتصالحُ مع الرَّبِّ، ومَع الشَخص الذي أخطأ إليهِ. والعَدوّ عندمَا يطلُب الإذنَ لمُضايقةِ شَخصٍ مَا في حياتهِ، فَإنّ الرَّبَّ يَسمحُ بِذلك مِن أجلِ مَصلحتهِ، لأنّ الكثيرينَ منا إن لمْ يَجتازوا في الآلم، لنْ يَبتعدوا عنْ الأخطاءِ. ومَع ذَلك يَا إخوتي، فالأمرُ مَتروكٌ لكُم لتَمنعوا الشَرَّ من الدُّخولِ إلى حَياتِكم. والخَطرُ الأكبر هُو إن مَاتَ الشَّخصُ على تِلكَ الحَالةِ، فَسوفَ يُعاني للأبدِ في الأبدية. فَكُن حَكيماً وتَحرّر من الذي يُمكنُ أن يَقودكَ للهلاكِ. ومَازال هُناكَ وقتٌ للتَصالحِ وطلب الغُفرانِ من الرَّبِّ. وهَكذا، لنْ تَثقلُ يَدُ الله عَلى حَياتِك.

مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ (سفر الأمثال 28: 13)، لأن صُراخهُم مِثل الجَفافِ في الصَيف، فَهو لا يُقنعُ أحداً. يُوجدُ الكثيرُ من المَظاهِر في الكَنيسة، مِثل المُعجِزات التي تُظهر قُدرة الرَّبّ التي تَهُز الكنيسة من الفَرح، ولكِنَّ الذينَ سَقطوا في الخَطيئةِ لا يَشعرونَ بِها. بَالإضافةِ إلى أن مَنْ يُخطئ ولا يَندم حقاً لنْ يَعيشَ في سَلام.

إذا كُنتَ تَشعرُ بالنّدمِ على مَا فَعلت لأحدٍ، أصلح أمُوركَ مع منْ أخطأتَ إليهِ، أو إن كُنتَ قدْ سَرقتَ شَيئاً من صَاحبِ العَملِ أو مِن أي شَخصٍ آخر، أرجِع المَبلغَ المَسروقَ لصَاحِبهِ، أو إذا كُنت قدْ فَعلت أيّ ذَنبٍ آخر، اِدفع الثَمن، واِعترف بأنك أخَطأت. ولا تَستبدل سَعادتكَ الأبديةَ بالعَارِ!

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز