رسالة اليوم

16/07/2017 - سَتكونُ المُكافآتُ حَسَبَ أعَمَالِنَا

-

-

"وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعاً وَأُجْرَتِي مَعِي لِأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ"(سفر الرؤيا 22: 12).

مَجيءُ السَّيدِ المَسِيح سَيكونُ قَريباً جداً، أكثرُ مِمّا نَتخيّلُ. وفي الوَاقعِ، قالَ يَسُوع نَفسهُ، وَلَوْ لَمْ يُقَصِّرِ الرَّبُّ تِلْكَ الأَيَّامَ لَمْ يَخْلُصْ جَسَد.ٌ (مرقس 13: 20). صَحيحٌ أنّ الحَالةَ سَوف تَتأزمُ كَثيراً. فَمثلاً المُهتمّونَ بِالبيئةِ، يُحذرونَنا بِاستمرارٍ من الاحتباسِ الحَراري، وحَولَ حَقيقةِ الأمرِ وأنهُ إذا اِستمرَ هَذا الوَضعُ، سَينتهي هَذا الكَوكبُ. ومَع ذَلِك، بِالرُّغمِ مِن كُلِّ هَذا القَلقِ الذي يَشعرونَ بهِ لمُستقبلِ الأرضِ، إلا أنهُ يَبدو على الكَثيرينَ مِنهُم أنَّهم نَسوا كَيف سَيجتازونَ الأبديةَ، لأنَّهُم يَعيشونَ في الخَطيةِ ويَعصونَ تَعاليمِ الكِتابِ المَقُدّسِ، ويَفعلونَ مَا يَكرههُ الرَّبِّ.

سَيأتي يُومٌ يُتْرَكُ فِيهِ الكَثيرُ من النَاسِ هُنا على الأرضِ عِندمَا تُختطفُ الكَنيسةُ إلى السَّماءِ (مرقس 24: 40). وتُصبحُ الأرضُ بِدونِ ملحٍ - أي خُدامُ الرَّبِّ - وسَتكونُ الحَياةُ شِبهُ مُستحيلةٍ، أو بِمعنى أخر، سَيرتجفُ العَالمُ من كَثرةِ الذُنوبِ والخَطايا، ومَا نَراهُ اليَوم في الأمَاكنِ القَذرِة، بِالمُقارنةِ مع مَا سَوفَ يَأتي هُو لا شَيء تَقريباً. فَمساكين أولئكَ البَشرُ الضَائعين، لأنَّهُم لا يَعرفونَ مَا يَنتظرهُم! وسَيكونُ أسَوأ بِالنسبةِ للمَسيحيين الذينَ سَاروا في الطَريقِ الخَطأ، وتَركوا أنفسهُم تَنقادُ بِروحِ الخَطيئةِ، لأنّ عَذابهُم سَيكونُ عَظيمٌ جِداً.

سَيأتي الرَّبَ، وفي مَجيئهِ سَيُعطي المُكافآت لأولئِكَ الذينَ كَانوا مُخلصينَ لهُ (إشعياء 40: 10؛ 62: 11). ويالهُ مِن يَومٍ جَميل، ذَاك الذي سَوف يَمسحُ فِيهِ الرَّبَّ كُلَّ دَمعة مِن عِيونِنَا ويُتوّجنَا بِإكليلٍ إلى الأبدِ. (سفر الرؤيا 11: 18؛ 22: 12). ولنْ يَقتربَ الشرَّ أبداً إلى ذَلك المَكان، الذي سَيأخُذنَا إليهِ ربَّنَا. وأمَا الأخوةُ الذينَ تَركوا أنَفسهُم تَنقادُ بِروحِ الخَطيئةِ، وأعَطوا اِهتماماً للشَّهواتِ المُضلّة، وسَلكوا بِعدمِ الأمَانةِ، والكَراهيةِ، والزِنا والذُنوبِ الأخرى، هَؤلاء لا يُمكنهُم الدُخولِ أيضاً. وفَقط ذَاك الذي يَرتدي مَلابسَ غُسلتْ بدمِ المَسيح، وعَاش حَياةَ القَداسةِ سَيكونُ مَقبولاً عِندَ الرَّبِّ.

يَجبُ أن نَرفضَ كُلَّ أعمالِ الشَّيْطانِ، لأنّ المُكافأةَ سَتكونُ حَسبَ الأعمالِ التي نَقومُ بِها، لِذلكَ، فاشتهاءُ زَوجةُ قَريبُك، عَلى سَبيلِ المِثالِ خَطيئةٌ، وهَكذا أيَضاً الكَذبُ والسَّرقةُ، وشَهادةُ الزُّورِ، أو عدمُ إظهارُ المَحبةِ الإلهيةِ. فَيجبُ إتباعُ جَميعِ الوَصَايا، اِعتباراً من الوَصيةِ الأولى، أن تُحبَ الرَّبَّ إلهك مِن كُلِّ قَلبكَ - اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي (يوحنا 14: 21) - إلى الوَصية الأخَيرة، وهي الذَهابُ إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ والكرازة بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا (مرقس 16: 15). فَإن كُنتَ لمْ تُدعى للقِيامِ بِهذا العَملِ شَخصياً، فَساعِد الذي يَقومُ بهِ.

وبِمَا أن المُكافأة سَوفَ تُعطى حَسبَ العَمل الذي يَتمُ إنجَازهُ، فالذي لا يُطيعُ الوصَايا لنْ يَنالَ المُكافأة. إن إساءةَ اِستعمالِ الإنسانِ للمالِ وقُوّتهِ هُنا عَلى الأرضِ، وهَذا لا يُؤثرُ فَقط عَلى وقَتهِ الحَاضر وإنما أيضاً يَجعلهُ يَخسرُ أبَديتهِ. ولذَلِك، فَكُل من يُعطي كَأسَ مَاءٍ بَارد لأخوتهِ في الرَّبِّ بِاسمِ يَسُوع سَوفَ يَنالُ أجرهُ (مرقس 9: 41). فَفكر في ذَلك وسَاعِد رجَال الله لتَوصيلِ الإنجيلِ إلى الأمَاكنَ المُظلمةَ على الأرضِ، وأيَضاً أولئِكَ الضَائعين، حَتى ولو بكوبِ مَاءٍ بَاردٍ ليُنعشهُم ويُخرجُهم من الظلامِ إلى النّورِ، لأن أجَرهُ أكيد.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز