رسالة اليوم

15/07/2017 - مَاذا سَوفَ تَفعل؟

-

-

"شَفَةُ الصِّدْقِ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ وَلِسَانُ الْكَذِبِ إِنَّمَا هُوَ إِلَى طَرْفَةِ الْعَيْنِ"( سفر الأمثال 12: 19).

أفضلُ شيءٍ هو قَولُ الحَقيقةِ في جَميعِ الأوقاتِ، لأنّ مَن يَفعلُ ذَلك، يَكونُ لديهِ فَرحٌ طِوالَ حَياتهِ، ولا يُخزى أبداً. أمَّا الذي يَتكلمُ بالكذبِ، ويَخترعُ الأعَذارَ دَائماً، للتَسترِ على أفكارهِ المُخادعةِ. وتَجدهُ عِندمَا يَسألهُ أحَداً عنْ شيئاً مَا قدْ قالهُ مرة، يَظهرُ عَليهِ الدَهشةُ والحِيرةُ، وهُو عَادةً لا يَعرفُ الجَواب إذا شَك في الأمر، أو رُبما يُفكرُ أنّ من سَألهُ يُمكنُ أن يَكونَ فَقط لكي يُجربهُ. فالكذاب يُعاني دائماً. لكنْ، منْ يَنطقُ بِالصِّدقِ تَجدهُ هَادئ ومُطمئن، يَتحدثُ بِهدوءٍ وثَبات ولا يُخزى أبداً، لأنّ الرَّبَّ دَائماً بِجانبهِ.

أن نَسمعَ قِصةً جَيدة شَيءٌ رَائع. ولكِنْ، إن التقينا بَالشّخص الذي أخبرنَا بهذهِ القِصةِ بَعد فَترةٍ من الزَمنِ وعِندمَا نُذكرهُ بِتلكَ القِصةِ، يَشعرُ بَالحرجِ ويَرتبكُ ويَقولُ أنهُ لا يَتذكرُهَا - أو يُنكرُ حَتى أنهُ قَالها- فَنَشعرُ وقَتها بِالإحباطِ، أليْس كَذلك؟ ولكِنْ، الكَذابَ هُو يَخدمُ الشَّيْطان، ولا يُمكنُ الاعَتمادُ عَليهِ أبداً، ولدِيهِ مَشاكل في كُلِّ شيءٍ في حَياتهِ. وبَاختصار، فَلا شَيءَ يُمكنُ أن يَكونَ على مَا يُرام للذينَ يَستعملونَ الخِداع. رُبما، يُصلّي الكذاب بِطريقةً رَائعةً، لدَرجةِ أنهُ يَفعلُ ذَلك بِطريقةٍ أفضلَ ممّن يَقولُ الحَقيقةَ، ولكنهُ لنْ يَحصُل أبداً عَلى اِستجابةٍ.

يَنقلُ الشَّيْطانَ للشَخصُ الذي يَسكُنُ في قَلبهِ، مَعلوماتٍ خَاطئةٍ عنْ الآخرين. وهَذا النَوعُ من الأشخاصِ في الغَالبِ لا يُوجدُ لدَيهم أصَدقاءٌ حَقيقيين. لأنهُ يُفضلُ أن يَكونَ وحِيداً دَائماً، ويَبتعدُ حتى عنْ الأشخاصِ الذينَ نَواياهُم حَسنةٌ. وأيّ صِفةٍ جَيدةٍ لديهِ يَفقدُ قِيمتهَا بِسببِ سُلوكهِ الكَاذب والمُضِلّ.

الشَّخصُ الذي يَتكلمُ بِالكذبِ دَائماً، هُو شَخصٌ خَطيرٌ، لأنهُ مِثلَ غَمرٍ يُنادي غَمر، وصِفاتهِ تَجذبُ إليهِ الكَثيرَ من شُركائهِ الأشَرار، ويُمكنُ أن يَرتكبَ جَريمةً أيَضاً (سفر المزامير 42: 7). فرُوحهُ التي يُسيطرُ عَليهَ روحُ الضَّلال، لا تَرى حُدوداً للخِداعِ ولا يَسعى لإخفائِهَا. ولذِلك، يَعتقدُ أنّ الطَريقةَ الوحِيدة للحِفاظِ على نَفسهِ هُو بالقَضاءِ على الآخَرين. وبِالإضافةِ إلى كذبِهِ، تَجدهُ يُنكرُ بِوقاحةً أنهُ كانَ هو المُخترعُ لكُل تِلك الشُّرور.

لا يُمكنُ للمرءِ نِهائياً، أن يَثق في هَذا الشَّخص. وعِندما تُعلنُ لنا الكَلمةَ ذَلك، فإنّ الرَّبَّ يُريدُ أن يُعلمنَا الطَريقَ الصَّحيحَ: فمَنْ لدَيهِ شَفةُ صِدقٍ يَتواجدُ دَائما في مَحضرِ الرَّبِّ؛ أمَّا الذي يَقتني لِسَان الكذابِ، فَقريباً، سَوفَ تُكتشفُ حَقيقتهُ، وهَذا لنْ يَسلكَ مَع يَسوعَ أبداً، لأنّ الحَقَّ لا يَجتمعُ مع الكَذبِ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز