رسالة اليوم

14/07/2017 - أسَبابٌ للعِبادةِ والتَسْبيحِ

-

-

"أَمَّا أَنَا فَأُغَنِّي بِقُوَّتِكَ وَأُرَنِّمُ بِالْغَدَاةِ بِرَحْمَتِكَ لأَنَّكَ كُنْتَ مَلْجَأً لِي وَمَنَاصاً فِي يَوْمِ ضِيقِي". (سفر المزامير 59: 16)

إذا كُنْت قدْ حَصلتَ على مُساعدةٍ في سَاعةِ التَجربةِ، أو على النَجاةِ من حَادثٍ أو على شفاءٍ من أي مَرضٍ، فلا تَنْسَ أن تُمجِّدَ الرَّبَّ العليّ وتُقدمَ لهُ الشُكر، لأنّ العَدوَّ مُصمّمٌ على أن يُسببَ لكَ الضَرر ويَتركُ فِيك أثر، لكي يَكونَ ذَلك الأثرُ دَائماً دَليلٌ على عَملهِ الشَّيْطاني.

يَميلُ بَعضُ الاشَخاصِ لتَكونِ عِلاقةٍ غَيرُ شَرعيةٍ أي خَارجَ اِطارِ الزَواجِ، ولسَببٍ غَيرِ مَفهومٍ يحدثُ شيءٌ مَا يَمنعهَا، وهُو مَا يَعني خَلاصهُ مِن واحدةٍ من أكثرُ الخَطايا بَشاعةً. وبَالمناسبةِ، فَلقدْ اِستخدمَ الرَّبُّ الرَسُول بُولس للكِتابةِ عنْ خَطيئةِ الزِنى بَاعتِبارهَا كَبيرةٌ، لأنّ الذي يَزني يُخطئُ إلى جَسدهِ (1 كورنثوس 6: 15- 20). وفي سِفر الأمثالِ 6: 33، مَكتوبٌ ((الْمُهْلِكُ نَفْسَهُ هُوَ يَفْعَلُهُ. ضَرْباً وَخِزْياً يَجِدُ وَعَارُهُ لاَ يُمْحَى)).

تُحيطُ بِنا نِعمةُ الرَّبِّ من كُلِّ مَكانٍ، وهي التي تَحفظُنَا منَّ الشَّيْطانِ ومن جَميعِ أعَمالهِ الشّرِّيرةِ. أمَّا الذين يَتجاهلونَ نِعمةَ الرَّب وتَحذيراتهِ يَقعونَ في الخَطأ، وعِندمَا يُدركوا مَا قَاموا بِهِ. يَشعرونَ أنَّهُم أتعسُ البَشرِ. ويَجبُ على أولئك الذين يَهربونَ من خِداعِ العدوِّ، التَغني بِنعمةِ الله، لأنّ لولاهَا لكانوا سَقطوا في فَخِ العدوّ، ولربَما لنْ يَستطيعوا النُهوضَ مِنهُ مرّةٌ أخرى.

شيءٌ رَائعٌ أن نَكون شَعبَ الرَّبِّ، ذَلِك الذي يَعيشُ بَعيداً عنْ أعمالِ الشَّيْطانِ، ويُمكنهُ أن يَرفعَ رأسهُ ولا يَخضعَ للتَجاربِ. وأقلُ شَيءٍ يُمكننَا القيامُ بهِ كُلَّ يَومٍ قَبلَ طُلوعِ الشَّمس والدُخولِ إلى المَشاكلِ، هُو أن نُسبحَ الرَّبَّ بِفرحٍ من أجلِ نِعمتهِ. فلا أحد يَقفُ عَلى رجليهِ بِنفسهِ، لأنّ العَدوَّ يُجرّبُ الجَميعَ، ومَنْ لا يُشاركُ في أعَمالِ الظُلمةِ، فَهذا بِفضلِ النَّعمةِ الإلهيةِ. وأنا مُتأكدٌ من أنهُ في الأبديةِ، سَيُرينَا الآبُ كم مَرةً قدْ مَنعَ الشَّيْطانَ عنّا - بِالرّغمِ مُحاولتهِ - القَضاءَ على حَياتِنا. ولكنْ الرَّبَّ كانَ بُرجٌ حَصِين، فَيجبُ أن نُسبحهُ ونَشكُرهُ على نَعمتهِ.

يُحدّدُ العَدوَّ يَوماً ليُجرّبك، وقدْ يَكونُ يَومَ كَربٍ وضِيق، وذَلك عِندمَا يَهاجمُ إبليس وشَّيَاطينهِ قَداسَتِنا ويَجعلونَا فَريسةً لهُم. ولكنَّ، الرَّبَّ القَدير وحَدهُ يَعلمُ مَا سَيحدثُ لنَا بَعدَ ذَلك !، فَهو يُحبّنَا ويَحفظنَا، وهُو مَلجأ لنا! وهَكذا، نَهزمُ الشَّيْطان، ولنْ يتمكن مِن تَحقيقِ رغَبتهِ الشرِّيرّةَ. ونَصبحُ أحَراراً لأنّ إلهنَا يُحاربُ نِيابةً عَنا.

فالرَّبُّ هُو الكَائنُ، والذي سَوفَ يَكونُ إلى الأبدِ، مَلجأ نَحتمي بِه، وفيهِ كُلُ الحِمايةِ، لِذلك فَهو يَستحقُ التَسبيحَ دَائماً. فَشُكراً لكَ يا أبي!.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز