رسالة اليوم

11/07/2017 - هَذا مَا يُرعبُ الشَّيْطانَ

-

-

"يَأْتِي إِلَهُنَا وَلاَ يَصْمُتُ. نَارٌ قُدَّامَهُ تَأْكُلُ وَحَوْلَهُ عَاصِفٌ جِدّاً (سفر المزامير 50: 3).

يَدلُّ هَذا الإعلانُ في الكِتابِ المُقدّسِ على مَدى رُعبِ إبليسَ وشَّياطِينهِ عِندمَا نَطلبُ إلهنا. ففي كُلِّ مرةٍ نَتوسّلُ إليهِ بإيمانٍ، لا يَصمتُ ويَأتي سَريعاً ليُساعدنَا. ونَاراً قُدامهُ تَحرقُ كُلّ قواتِ العدوِّ. فيا ليتَ الرُّعاة والمُبشرين يُؤمنونَ بِهذا! فَتصيرُ اجتِماعاتُ الصَّلاةِ قَويةٌ جِداً، والشَّعبُ الذي يَشتركُ فِيها يَفرحُ يَبتهجُ.

لقدْ لاحظتُ خلالَ خِدمتي، أنّ العِبادةَ يُمكنُ أن تَكونَ قَويةً، مُتوسطةً أو ضَعيفةً. وهَذا لا يَتوقفُ على الرَّبِّ. فإذا كانَ الواعظُ لمْ يَقعُ في الخَطيئةِ أو مُنفصلاً عنْ الرَّبِّ، لكنهُ يُؤمنُ بِما تُعلنهُ لهُ الكلمةُ ويَعبدُ الرَّبَّ بِهذا النَوعِ من الإيمانِ، فَالرّبُ سَوفَ يَكونُ حَاضراً ويَعملُ. ولسنا بِحاجةً لأن نَخافَ من أن لا يُنفِّذُ أعَمالهُ، لأن هَذا لنْ يَحدث أبداً. وإذا كُنا شُجعان، سَوفَ نَراهُ يَعمل اليَوم.

وبَّخَ الرَّبُ مُوسى أمام البَحر الأحمرِ، قائلاً: لماذا تَصْرُخُ إِلَيَّ؟ (سفر الخروج الإصحاح 14). وكانَ الرَّبُّ قد قَال لعَبدهِ أنّ بَني إسرائيلَ سَوفَ يُشاهدونَ عَملاً لمْ يَكُنْ لهُ مَثيلٌ ولمْ يُشاهدوهُ مِن قَبل - وسَوف يَتمجدُ الرَّبُّ بِهزيمةِ فَرعون وكُلَّ جَيشهِ بِمركباتِهِ وفُرسانهِ. ومَع ذَلك، كان ضَرورياً شَقُّ المِياه، ليَدخلَ العِبرانيوّن في وسَطِ البَحر على اليَابسةِ؛ ثُم يَدخلُ فَرعونَ وراءهُم في وسَطِ البَحرِ، فَيغرق ويَموتُ هو وكلَّ جَيشهِ بِمركباتِهِ وفُرسانِهِ. يَكفي أن يُطيعَ مُوسى، ليَنشقَّ البَحر الكبير.

ليْس هُناك شيءٌ يَسُرّ الرَّبَّ اليَوم، أكثرَ من رُؤيتنَا نَتصرّفَ تَحتَ إشرافهِ. وهُو يَطلبُ مِنّا أن نَفعلَ شَيئاً بَسِيطاً، مِثل شَقِّ البَحرِ، من أجلِ عملٍ عَظيمٍ. لكِنْ عَملُنا البَسيط يَجعلهُ يُنفدُ مَا يَعدُنا بِهِ لمُساعدةِ أبنائهِ، ودَائماً يَأتي وأمامهُ نَارٌ آكلةٌ، تَجعلُ العَدوَّ يَحترقُ، ويَهلكُ بِالكامل. لِذلكَ، فإن الشَّيْطانَ يُجاهدُ كَثيراً لكي يَقعَ خُدامُ الرَّبِّ في الخَطيئِة، وبَذلك لنْ يَسمعَ لهُم الرَّبّ. فَهو يَرتعبُ مِن هَذهِ الآيةِ.

فإذا كُنتَ تُعاني مِن تَجربةٍ ما قَويةٍ، لدَرجةِ الاعتِقادِ بأنّ الرَّبّ لنْ يَسمعَ لكَ. فاعلم أنّ هَذِهِ هي مُحاولةٌ مِن العَدوِّ لكي يَجعلُك تفَقدَ إيمانَكَ ولا تَطلب الرَّبَّ بَعْد. لِذلك، لا تَترُك الشَّيْطانَ يَخدعُكَ، واطلُب منَّ الرَّبِّ الآن الغُفرانَ لأجلِ الخَطايَا التي اِرتكبتَها، وآمن بِأنهُ سَوف يَسمعُكَ في هَذهِ اللّحظةِ. وإنّ المُساعدةَ التي طَلبتهَا مِنهُ سَتجعلهُ يَأتي بِنارهِ الآكلةِ وبِقوتهِ الكَاملةَ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز