رسالة اليوم

09/07/2017 - لا تَدعَ وَجَعُكَ يَزدادُ

-

-

"صَمَتُّ صَمْتاً سَكَتُّ عَنِ الْخَيْرِ فَتَحَرَّكَ وَجَعِي" (سفر المزامير 39: 2).

قَرار صَاحب المَزمورِ جَعل آلامهُ تَزدادُ سُوءاً. والشَّخص، حَتى وإن كانَ مُكرّساً لخِدمة الرَّبِّ الإله، إن لمْ يَنتبهَ لنفسهِ، فَسيتّخذُ قَراراتٍ مُعينةٍ تَجعلُ آلامهُ تَزدادُ سُوءاً. ولكِنْ، الذي يَأخذُ القرارَ بإطاعةِ الوَصايا الإلهيةَ سَيرى خفّةَ الالمِ الذي يَشكوُ مِنهُ. أخيراً، بِالنسبة للحُكماءِ، سيَكون هُناك أبواباً مَفتوحةً دَائماً، وبإنجازِ المُهمّةِ التي أعطيت لهُم، سَوف تأتي المُكافأة.

جَميعُ القَراراتِ التي نَتخذُهَا يُمكنُ أن تَزيدَ المَشاكلَ التي تُواجهُنا. وفي الواقعِ، جَميعُ القراراتِ خَارجَ كلمةِ الله تَجلُب الآلمَ (سفر الأمثال 14: 12). وإذا بَقينَا في الجَسدِ، سَنرى أن الثَمنَ الذي سَندفعهُ لا يَستحق (رومية 6: 20، 21). وتنفيذُ مَا يأمُرنا بهِ الله هو الأفَضل ُفي جَميعِ الأحوالِ. وعِندما يَدعونا الرَّبُّ للقيام بِعملٍ مُعينٍ، فهو يَمنحُنا الامتياَز الذي لمْ يُمنح لشَخصٍ آخرَ من قبل، فَلا تَهرُب يا أخي، من أي دَعوةٍ إلهية.

تَأتي التَجاربَ لكي تُبعدنا عنْ مَشيئةِ الرَّبِّ الإله. والشَّيْطانُ يَعلمُ أن لدَينا مُهمّةً لنُؤديِها وسَنُكافئ عَليها، ولذَلِك نَجدهُ دَائما مَا يُظهرُ لنا أفكارهُ الاستراتيجيةَ، لكنْ لنَكونَ حَريصينَ أنَّ كُلَّ مَا يأتي من الشرِّيرّ يَجبُ أن نَرفُضهُ فَوراً. وأمَّا الذي يَتركُ التَجربة تُعششُ في قَلبهِ سَوف يَرى أن عَذابهُ يَزدادُ. فَكلُ ما يأتي منَّ العدوُّ يَجلبُ لنَا الخَسارةَ (يوحنا 10: 10أ). ولذِلك فالتّصرفُ الصَّحيح هُو طَلبُ الخَلاصَ من الرَّبِّ

مَنْ يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ صُرَاخِ الْمِسْكِينِ فَهُوَ أَيْضاً يَصْرُخُ وَلاَ يُسْتَجَابُ لهُ (سفر الأمثال 21: 13). ومَع ذَلك، إذا جَعلنَا الرَّبُّ نَسمعَ صُراخ أولئِك الذينَ تَحتَ عَقِبي العَدوُّ، فَسدُّ آذَانِنَا عنْ الذي نَسمعهُ، يَعني السَّماحَ للشَّيْطانِ بِتنفيذ أعَمالهِ الشَّريرةَ وأغراضِهِ القَذِرة. فَافعل كُلُّ مَا يُمكنكَ لعدم مُساعدةِ إبليَس، لأنَّ منْ يُساعدهُ يُخطئ، وأجرةُ الخَطيئةِ هي المَوت (يعقوب 4: 17؛ رومية 6: 23).

لمْ يَستطع تَلاميذُ يَسُوع أن يَسهروا سَاعةً واحدةً للصَّلاة، في إحدى المَرّاتِ في بُستان جثسيماني، لأنّ أعَينهُم كَانت ثَقيلةً (مرقس 14: 37). وقدْ حَدثت مِثل هَذه الظَاهرةِ المُماثلةِ مَع الكَثيرِ مِن أبناءِ الله - ولمْ يَهتموا بذلك. وهُناك أشَخاصٌ، على سَبيل المِثال، يبدؤون الصَّلاة فَوراً، يَشعُرونَ بالتثاؤبِ، ويَشعرونَ بِألمٍ في الرُّكبتينِ، وأيضاً يُفكرونَ في الكثيرِ مِن الأمُورِ التي يَجبُ عَليهم القيامُ بِها. ثُم يَتوقفونَ عنْ الصَّلاةِ، لتَشغيلِ التِليفزيون، أو يُشاهدونَ بَعضَ البَرامجِ لسَاعاتٍ ولا يَشعُرون بِالنّعاسِ أو التَعبِ، أو بِالحاجةٍ للقيامِ بِتلكَ الأشياءِ التي قَامَ بِها سَاعةِ الصُّراخِ إلى الرَّبِّ.

لمْ يَتمكنَّ الكَثيرين مِن أتباعِ المُعلمِ في خِدمتهِ، لأنَّ عيونهُم كَانت مُثبتةً على شَهواتِ الجَسدِ، وغُرورِ الْغِنَى وَهَمُّ هَذَا الْعَالَمِ (متى 13: 22). فَأهرُب مِن كُلِّ هَذا! حَتى لو اقتضى الأمرُ بِأن تُصابَ بالضَّررِ، تحملهُ، لكِنْ لا تَتوقف عنْ القِيامِ بِعملِ وصَايا الرَّبِّ، وإلا سَيزدادُ وَجعُك. فَقرِّر الآن، إطاعةَ الله والقِيامِ بِعملِ مَا دَعاكَ اللهُ لكي تَفعلهُ.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز