رسالة اليوم

08/07/2017 - حَياةٌ تَدعو إلى الشَفَقةِ

-

-

ولو كَانَ رَجَاؤُنا فِي الْمَسِيح يَقَتصِرُ على هَذِهِ الْحَيَاةِ لَكُنا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ (1 كورنثوس 15: 19)

يَعيشُ الكَثيرُ من النَاسِ حَياةً تَعيسةً - والبَعضُ يَرتكبونَ أخطاءً مُحزِنة، آخَرونَ يَتركونَ أنفسهُم ينقادون بالشَهواتِ، حتى وإن كَانَ الحَاضرُ وقتاً قَصيراً، فَهُم لا يَهتمونَ بالأبديةِ. والمَسيحيّونَ الذينَ يَتصرّفونَ هَكذا هُم أكثرُ النَاسِ بُؤساً، لأنهُ بِالرُغمِ أنَّهُم يَذهبونَ إلى بَيتِ الرَّبِّ، يَقدرونَ على الخِداعِ، والاحتِيالِ وأيضاً على اِرتكابِ الجَرائمِ. ويبدو أنَّهُم لا يَعتقدونَ أن هُناكَ حَياةً بَعدَ المُوتِ.

كيفَ يَنبغي أن يَكون ضَميرُ الذي يَعيشُ على السَرقةِ؟ فَهذا الشَّخصُ ليْس لدَيهِ الشَّجاعةَ للعَملِ من أجلِ تَوفير الغِذاءِ ويُفضلُ العَيش بالاحتيالِ، يَأكُلُ ويَلبسُ على حِسابِ الآخرينَ. ومَع ذَلك، ليْس هُناك شَيءٌ مُمتع أكثرَ من الحُصولِ على مَا نَحتاجهُ بِطريقةٍ شَريفةٍ. فالذي يَعملُ يَشعرُ بَالفرحِ من ثَمرِ تَعبهِ، شيءٌ لمْ يُجرّبهُ إطلاقاً الغير مُخلصين.

مَاذا نَقولُ عنْ الزَوجُ الغَيرُ مُخلصْ؟ عِندمَا تَكونُ بِخير، لا يُدركُ الشّرَّ الذي يَجعلهُ يَخونُ نِصفهُ الآخر. وإن كَان هُو الضَّحيةُ، بالتأكيد، سَيشعُرُ أنهُ أحَقرَ إنسانٍ في الوُجودِ، وإن أمَكنهُ، قدْ يَتّخذ أصَعبَ الإجراءاتِ لتركهِ والتَّخلي عَنهُ. وبِالرُّغمِ مِن ذَلك، عِندمَا يُصيبُ الخَائنُ المَرضَ، عَلى سَبيلِ المِثالِ، يَتوقعُ مِن نِصفهِ الآخَر أن يَعتني بِهِ بحُبٍّ. وهُناك أيضاً الشَّخصُ الذي تُسيطرُ عَليهِ رُّوحُ الخِيانةِ، ويَتركُ البَيتَ ليَعيشَ مع شَخصٍ آخر، ولكنْ كيفَ يُمكنهُ أن يَكونَ سَعيداً بَالعيشِ مع شَخصٍ وهو مُرتبطٌ بِغيرهِ؟ ومَن يَفعلُ هَذا أو يَقبلُ هَذهِ الحَالةِ فَهو ذُو طِباعٍ شَريرةٍ.

فالشّخصُ الخَائن هُو الذي، عَلى سَبيلِ المَثال، من يَضعُ الوزنَ على المِيزان ليَأخُذَ من الشَّخصِ 900 جَرام فَقط من الكِيلو الذي دَفعهُ، ويُخطئُ في الحِسابِ عَمداً ليَحصُل عَلى الرِّبحِ، ويَستعملُ النُقودَ المُزيّفةَ أو يُقلّدُ تَوقيعَ أحدِ الأشَخاصِ. فيا إلهي! مَا نَوعُ هَذا الشَخصِ الذي يَتعاونُ مع العَدوِّ، أبو الكَذاب ومُؤلفُ جَميعَ الخَطايا؟ فَكيفَ يُمكنُ لأحدِ أن يَبتسمَ ويَتكلمَ بلطفٍ، ويَتمنَا عِيد مِيلادٍ سَعيدٍ أو عِيدَ فُصحٍ مَجيدٍ لشَخصٍ خَدعهُ أو أساءَ إليهِ؟

انظر ليَهُوذا عَلى سَبيلِ المِثالِ، أحَد تَلاميذِ الرَّبِّ الاثنى عَشر. لمْ يُفكّر في الجَزاءُ الذي سَينالهُ، ولكنهُ يَوماً بعدَ يَوم، كانَ يَسرقُ القَليلَ من صُندوقِ العَطايا، الذي كَان أعطَهُ له الرَّبِّ كعملٍ لهُ (يوحنا 12: 6). ولكِنْ عِندما أتيحت لهُ الفُرصةُ، لمْ يَترددَ أبداً، وخَانَ المُعلمَ بكُلِ بَساطةٍ. وبَعدَ ذَلِك، ندِم وَرَدَّ الثَلاثينَ مِن الفِضةِ، التي جَعلتهُ يَخونُ الرَّبَّ بِسببِهَا. ثم شَنَقَ نَفسهُ (متى 23: 15؛ 27: 3).

حَذارِ! وإذا كنُت قدْ اِستسلمتَ للإغراءِ، فاذهب إلى المَسيحِ الآن، واطلب مِنهُ الغُفرانَ. هَكذا، لنْ تَكونَ ضَالاً في مَجيئهِ، ولنْ تَعيش في الخَطيئِة، لأنهُ ستكونُ خَسارتكَ الأبديةُ كبيرةٌ جِداً. وبَاطلٌ تَركُ حَياتِك مَع يَسُوع من أجلِ حَفنةٍ من الأشياءِ التَافهةِ، أو مِن أجلِ المَلذاتِ التي تَزولُ. إنما جَيدٌ أنَّ تَكونَ صَادقاً وقدّيساً.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز