رسالة اليوم

01/06/2016 - انطلق واعمَل حسب كلامِ الرّبّ

-

-

انطلق واعمَل حسب كلامِ الرّبّ

فَانْطَلَقَ وَعَمِلَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ، وَذَهَبَ فَأَقَامَ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الأُرْدُنِّ. الملوك الأول (5:17)

مَن يخدم الرّبّ بحقّ، لا يعتمد على فكره البشري، بلْ على التزامه بقول الرّب لهُ. فالرّبّ بحاجةٍ لأشخاص ينطلقون فور سماعهم لخطة الرّب كي يُنفذّوها. أمّا الذين ينتظرون أن تتحسّن الأوضاع، أو ليتأكّدوا إنْ كانَ هذا حقّاً ما يريده الرّب منهم، فهؤلاء لن يحققوا النّجاح في خدمتهم.

شَعَر إيليا أنّ الرّب يريده أن يواجه آخاب الشّرير وينتهر أعماله الشّيطانية. ولم يتردّد النّبي أمام الأمرِ الإلهي، فانطلق وعمل حسب كلام الرّب، وبالرّغم من أنّ الملك لم يتجاوب مع هذا التوبيخ، لكن النّبي لم يرتعد، ونطق حسب كلام الرّب له: أنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ الملوك الأول (1:17). أعتقد أنّ الملِك سخِر وضحِك عندما سمع تهديد النّبي بإغلاق أبواب السّماء ..

وبعدَ ذلك، أمرَ الرّبّ إيليا أن يذهب ويختبئ عندَ نهرِ كريث، وكانت الغربان تأتي إليه بخبزٍ ولحمٍ صباحاً، وبخبزٍ ولحمٍ مساءاً. وكان هذا تدبير الرّب الإله كي يُعيل النّبي. فكانت هذه الطيور تعمل بأمانة لتنفيذ مشيئة الرّب مع الرّجل الذي كانَ أميناً مع الرّب. فالمبدأ الذي يستدرج قوّة الله في حياتنا اليوم هو ذاته: "الأمين سوف يختبر أمانة الرّب".

لم يكن الخوف هو سبب اختباء النّبي عند النّهر، بل كان الإرشاد الإلهي. فلا تسمح للخوف أن يقودك إلى أيّ مكان، لأنه يجب على أتْباع الرّبّ أن يسلكوا حسب إرشاده.

بحَثَ آخاب عن إيليا في كلّ مكان لكنّه لم يجده، مع أنّ النّبي لم يكن بعيداً، لكنّه مختبئ بحسب ارشاد الرّب، فبلا شك لو لم يكن مطيعاً، لوجدَه الملك.

فالرّب يلتزم بفعلِ ما يأمر به، أمّا عندما نخرج عن مشورته الإلهية، فنفتح المجال للعدوّ كي يجدنا. ومن ناحية أخرى، لن تستطيع السّهام الشيطانية إصابة كلّ من يحتمي تحت أجنحة الإله القدير.

فالسرّ هو في طاعة كلِمة الرّب. لأنّ من يسمع صوت الآب سيجد كلّ ما يحتاجه.

فانطلق واعمل حسب كلام الرب. ولا تتخلى أبداً عن تنفيذ المشيئة الإلهيّة .

 

محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز