رسالة اليوم

29/06/2017 - وصَفَةٌ للنَّجَاحِ

-

-

"سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي" (سفر المزامير 119: 105).

تَحتوي هَذهِ الآيةُ على اِكتشافٍ ذو أهميةٍ عَظيمةٍ لجَميعِ أبناءِ الرَّبِّ. فَبسببِ خطيئةِ آدمَ، أصَبح الإنسانُ الطَبيعي، وحَتى الذي يولدُ مِن جَديدٍ، يَطوفُ في أرضِ غَريبةٍ، وفي ظَلامِ دَائم؛ لِذلك، نَحنُ في حَاجةٍ إلى النّورِ. ولا يُوجدُ أيُّ مَكانٍ خَارجَ الكِتابِ المُقدّسِ، يَستطيعُ الإنسان الحُصوُل فيهِ على النُّور الحَقيقي لكي يَتّخذَ قَراراتٍ حَكيمةٍ.

أعطى الرَّبُّ الذين هُم جُزءٌ مِن مَلكوتهِ، كَلمتهُ كَمصباحٍ. ولِذلك، هَكذا كَما يَكونُ المِصباحُ مُضيءٌ في العَالم الطبَيعي، فَمنَ الضَروري أن يَكونَ مُضيئاً في العَالمِ الرُّوحي، لكي نَحصل على النُور الحقيقي. ولكِننَا لا نَعرفُ هَذهِ الآية المُلوّنةَ والمُضيئةَ، أو حَتى نَعرفُ كَيف نَصفهَا لآخرينَ، إن لمْ نَستعملَ التُوجيهَ الذي يُعطيهِ لنَا الآب.

الأقوياء أيضاً يَخافونَ عِندما يَمشونَ في الظُلمة. ومَهما كَانت شَجاعةُ الشَّخصِ، فلو كَان تَائهاً في الغابةِ أثناءَ الليلِ، سَوفَ يَخافُ أن تَعثرَ عَليهِ بَعضُ الحيَواناتِ البَريةِ، أو يَقعَ في أحدِ الفِخاخِ أو الحُفر. وحَتى ذَوي الخِبرة في تَسلّقِ الجِبالِ سَوفَ يَمكثونَ لبَعضِ الوَقتِ في مَكانٍ آمن، إن لمْ يكُن لدِيهم أي وسِيلةٍ للإضاءةِ. ومِن أحَد الأسرارِ للتخلُصِ من الوشايةِ، ومِن الاحتقارِ ومن الأشياء الأخرى التي تُحزنُ القَلبَ هو أن تَضعَ مَا يُزعجُكَ أمَام النُورِ. ومن يَفعلُ ذَلك، سُرعانَ مَا يُدركُ أن ذَلك هو اِستراتيجيةُ العدوِّ لكي يَجعلك تُعاني. وكُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّك من قبل العدوِ لاَ تَنْجَحُ عندما نواجهها بما تخبرنا به كلمة الرّب (إشعياء 54: 17).

ليْسَ مِن الحِكمةِ اتخاذُ قَرارٍ دُونَ نُورٍ يُبينُ لنَا المكانَ الصَّحيح الذي يجبُ أن نَقِفَ فِيهِ. وإضاءةُ الطَريقِ، تَجعلُ مِن السَّهل أن نَحصُلَ على كُلِّ مَا هُو لنَا في المَسيحِ ونَرفضُ مَا يُصرُّ علينا العَدوّ أن نَحملهُ. فَلا تَقل "نَعم" أو "لا" لأي اِقتراحٍ دُونَ استشارةِ الإنجيلِ.

تُعتبر كَلمةُ الإنْجيلِ مَكانَ يَسوعَ، الغَيرَ مُوجودٍ بِالجَسدِ بَيننا. فِإذا كَانَ الحَديثُ مَعهُ شَخصياً مُمكناً، سَنطلبُ مِنهُ التَوجيه في جَميعِ مَا يَتعلقُ بِحياتِنَا. أليْس كَذلك؟ حَسناً، الكلمةُ هي النُور الذي يَنبغي أن يُضيءَ لنا الطَريق. ويَكفي أن نَسلك في شَركةٍ مَعهَا لكي يَكونَ الطَريقُ مُضيئاً جِيداً.

السِّرُّ هو أن تُطيع تَوجيهاتِ الكِتابِ المُقدسِ. أثناءَ البِشارةِ أو عِند قِراءتِهِ، وتَفهمُ الذي يَأتك مِنهُ، فهو صَوتُ الرَّبِّ إلينا. فقد قَرّر صَاحب المَزمور أن لا شيءَ سَوفَ يَكونُ مَصباحاً لهُ سِوى كَلمةُ الله. لأنهُ فَهمها وجَعل مِنها النُّورُ لطريقهِ، ولِذلك، حَصل على النَجاحِ. فَهذا هُو الأسلوبُ الذي يَتمَنَى الرَّبُّ أن تَعيشَ بِهِ. فَهو عَلمنَا هَذا الأسلوب لكي يَكونَ جَميعَ أبنائهِ نَاجحين. إذاً، قُم بَتنفيذِ التَوجيهِ الإلهي، واحصُل على النَجاحِ فِي كُلِّ شَيء.

محبتي لكم في المسيح 

د. سوارز